دخل عبد الله بن مسعود و دخل أبو موسى الأشعري معه
فقال حذيفة : أحدهما منافق وكان أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو عبد الله
وبذلك يحكم الصحابي الجليل العالم بأحوال المنافقين المتفقه بهم صاحب السر حذيفة بن اليمان رحمة الله عليه ورضوانه .. على أبي موسى الأشعري بالنفاق !
فما قول أهل السنة في هذه الرواية ؟
قولنا في هذه الرواية (فقال حذيفة : أحدهما منافق)
أنها شاذة وغير محفوظة
كيف؟؟؟؟!!!
أنا أقولك:
روى هذا الحديث عن حذيفة:
شقيق بن سلمة (أبو وائل) [كما في البخاري ومسند أحمد والمستدرك]،
وعبد الرحمن بن يزيد،
وأبو عمر الشيباني،
وزيد بن وهب،
أربعتهم عن حذيفة لم يذكروا قوله (أحدهما منافق).
أولا: طريق أبي وائل (شقيق بن سلمة) عن حذيفة:
رواه عنه الأعمش سليمان بن مهران، و أبوسنان الشيباني، وجامع بن أبي راشد، وحكيم بن جبير.
1/ أما طريق الأعمش فرواها عنه أبو أسامة، ومحمد بن عبيد، وزائدة، وأبو معاوية، أربعتهم عن الأعمش رووا الحديث بدون ذكر هذه اللفظة الشاذة وهي قوله (أحدهما منافق)، كل هؤلاء خالفوا رواية ابن نمير عن الأعمش عن أبي وائل، مع كون رواية أبي أسامة فيها التصريح بسماع الأعمش من شقيق (أبي وائل). وهي في البخاري.
قال البخاري: حدثني إسحق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم الأعمش سمعت شقيقا قال سمعت حذيفة يقول: إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا. وفيها التصرح بسماع الأعمش من شقيق (أبي وائل).
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال حذيفة: "إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في بيته"إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا معاوية، حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن شقيق قال: كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد الله بن مسعود، فقال حذيفة: " إن أشبه الناس هديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته، حتى يرجع فلا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود "، والله لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال الحاكم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال : سمعت حذيفة يقول: إن أشبه الناس هديا و سمتا و دلا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى حين يرجع فما أدري ما في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة. قال الحاكم عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
وهذا القدر كافٍ للحكم على هذه اللفظة (أحدهما منافق) بأنها غير محفوظة وشاذة
ولكن نزيد في البيان،
ونتابع الطرق الدالة على شذوذ تلك اللفظة
2/ وأما طريق أبي سنان الشيباني عن شقيق (أبي وائل) عن حذيفة:
قال الطبراني في الكبير: حدثنا أحمد بن زهير ثنا أبو شيبة بن أبي بكر ثنا يحيى بن يعلى ثنا زائدة ثنا أبو سنان الشيباني عن شقيق بن سلمة قال: كنت جالسا مع حذيفة فجاء عبد الله بن مسعود فقال حذيفة إن أشبه الناس هديا ودلا وقضاء وخطبة برسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع ولا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود والله إن المحظوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ليعلمون أن بن مسعود من أقربهم وسيلة.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
3/ وأما طريق جامع بن أبي راشد عن شقيق (أبي وائل) عن حذيفة:
قال الطبراني في الكبير: حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان ثنا جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن حذيفة قال: ما رأيت رجلا أشبه دلا ولا سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن أن يخرج من داره إلى أن يؤوب إليها من هذا يعني عبد الله بن مسعود ولقد علم المحظوظون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
4/ وأما طريق حكيم بن جبير عن شقيق (أبي وائل) عن حذيفة:
قال الطبراني في الكبير: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي ثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن أبي وائل قال: كنت جالسا مع حذيفة فمر ابن مسعود وأبو موسى فكره حذيفة أن يتركهما فقال إن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إلى أهله لعبد الله بن مسعود والله أعلم ما يصنع.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
ثانيا: طريق عبد الرحمن بن يزيد عن حذيفة:
قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا: دلنا على أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ودلا، نأخذ عنه ونسمع منه؟ فقال: " كان من أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ودلا ابن أم عبد "، حتى يتوارى عني في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفة. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال: أبو إسحاق أخبرني، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والهدي برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، قال: " ما أعلم أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد "، ولم نسمع هذا من عبد الرحمن بن يزيد: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة. إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا عن أقرب الناس سمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه ونسمع منه، فقال: " كان أشبه الناس سمتا ودلا وهديا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم عبد". إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال أحمد: حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت، والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم فنأخذ عنه، قال: " ما أعلم أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار قال أنا يحيى عن شعبة قال حدثني أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت، والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه قال ما أعلم أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يوازيه من ابن أم عبد.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا على حذيفة فقلنا حدثنا من أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه و سلم هديا ودلا فنأخذ عنه ونسمع منه ؟ قال كان أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه و سلم ابن مسعود حتى يتوارى منا في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد هو أقربهم إلى الله زلفى. قال هذا حديث حسن صحيح.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
ثالثا: طريق أبي عمر الشيباني عن حذيفة:
قال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن وليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، عن حذيفة بهذا كله. إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
رابعا: طريق زيد بن وهب عن حذيفة:
قال الطبراني في الكبير: حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا يزيد بن عطاء عن إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب قال كنت جالسا مع حذيفة فمر عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري فقال حذيفة: أشهد أن خيركم وأن أشبهكما هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم ودلا لعبد الله بن مسعود.
وليس فيها قوله (أحدهما منافق).
الخلاصة:
الرواية التي فيها قوله:
(أحدهما منافق)
غير صحيحة