لم يكن بمقدوري ان اتقبل تصريح السيد المحترم " حسين مزيد " بانه أجرى اتصالات مع نواب قبيلته من أجل ترشيح أسماء من أبنائها ممن يحملون مؤهلات للمشاركة في الحكومة
ولا اعرف كيف أفسر ردات الفعل من قبل نفس نواب القبيلة ونفيهم اي اتصالات مع ما ذكره حسين مزيد !
وهو عضو مجلس الأمة !
بل ولم يكن بأستطاعتي ان اتجاهل ما أتى به وهو الأهم بالنسبة لي من " قمة التجاهل " في دعوته فـ لا اعرف كيف يستقيم للانسان المسلم الذي اكرمه الله وميزه بالعقل والدين الاسلامي ان يحيد عن اسس هذا الدين ورسالته التي تساوي بين العربي والاعجمي والغني والفقير والابيض والاسود ليأتي أحدهم بنفسٍ بغيض ..عنصري.. قبلي.. يدعو من خلاله الي الجاهلية التي ما انزل الله بها من سلطان بل ويتعدى بذلك كثيرا ليضرب العدالة الاجتماعية ويقمع اسس الكفاءة وينفي المساواة في الحقوق ويقسم المجتمع بكاملة في حين هو الذي اخرجه لصفوف الطبقة المشرعة ليجعل منه فرداً داعماً ومساعداً على البناء والتفكير لينقلب ذلك الناتج وبكل أسف الي دعوى منتنه لا ينساق خلفها الا اشباهها ولا يؤيد افكارها الا حمقاها ولا يأخذ بطرحها الا جُهالها , فأين منظار التقوى؟ وأين اتساع أفق التفكير ؟ وأين النظرة الشمولية ؟
نعم
لقد كشف بذلك التصريح حقيقة وصواب ما كانت الدولة تعتبره مخالفاً للقانون في تجريم الفرعيات وأذ به يتجلى بنتيجتها بكل وضوح وسلبيه فـ لا رد.. ولا رأي .. ولا حجة لكل صاحب ذي لـُب بعد هذة الدعوة ! بل يعكس ولربما بنفس الدرجة اعماق وخبايا مستمدة من ظروف تجربته التي تعكس ايضا واقعنا المرير فالعبرة مصباح يضئ الطريق لمعتبر يستلهم التجارب بكل اختلافاتها كـ اختلاف المهاجرين والانصار والنبي صلى الله عليه وسلم في حب سلمان " الفارسي " فقال المهاجرون : سلمان منا المهاجرون وقال الانصار : سلمان منا نحن الانصار وقال النبي صلى الله عليه وسلم : سلمان منا آآآآآآل البيت , فهو بحق الذي ميز نفسه واعطى درسا في الكفاءة والعقل والعمل والتفكير في ايجاد فكرة الخندق
وعن ابي هريرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا قال فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال هذا وقومه لو كان الدين
فالاختلاف هنا ليس مع صاحب الفكرة " حسين مزيد " بل مع كيفية مواجهة هذا الطرح وحلحلة اشكالياته التي تفتك بمعاول الهدم اساسات المجتمع وتنخر في عظام جسدة القائم على " أن اكرمكم عند الله أتقاكم " لينحدر بنا الي السؤال عن الحرض من بضاعة المفرط ان كانت التجاهل !؟ فـ هذة بضاعتنا ردت ألينا ! حتى اصبح محجماً عن المشاركة في تفعيل القبول والاعتراض بالتفيرط والاستنتاج بالنقل دون تجزئة وان نحتكم الي ما في صالح المجتمع بكاملة ونبذ نظرة دريد بن الصمه حين قال :
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد