بسم الله الرحمن الرحيم
لأبدأ كلامي بنقل ما خطته يد الرجل العاقل المحترم الاستاذ عبداللطيف الدعيج في جريدة القبس، فهي مقالة كل حرف فيها و كل كلمة تستحق القراءة و التمعن من أولها الى آخرها:
الترحم على صدام حسين حلال وتأبين مغنية حرام
لأ .. يا شيخ.. أنت الغلطان
بقلم: عبداللطيف الدعيج
«صدام حسين هو رئيس جمهورية العراق، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو في الوقت نفسه اسير لدى قوات الاحتلال الاميركي .. ومن هنا فان حشد كل القوى الوطنية في العراق من اجل تحرير الرئيس العراقي ورفاقه من اسر قوات الاحتلال الاجنبية هو واجب مقدس لايفوقه اي واجب». قائل او كاتب هذه الكلمات ليس عبدالباري عطوان، كما قد يتبادر الى ذهن الكثيرين، ولم تذع او تنشر في الجزيرة او في اي من صحف العمالة الصفراء. بل كاتبها كويتي وناشرها هو الزميل احمد عبدالعزيز الجارالله صاحب جريدة السياسة الكويتية التي تتولى، وفي الواقع، تواصل هذه الايام جلد النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد لتأبينهما عماد مغنية .
تأبين عماد مغنية جريمة حسب «السياسة» تتطلب سحب الجنسية والاقصاء من مجلس الامة لان مغنية متهم - وليس مدانا في الواقع- بقتل اثنين من المواطنين الكويتيين، . صدام حسين غزا الكويت، وقتل جنوده ومخابراته المئات من اهلها واسر الآلاف، دمر البلد وشرد عموم قاطنيها، هذه حقيقة وليست اتهاما او شكا، كما في حال عماد مغنية، ومع هذا فان «السياسة» الكويتية التي تنتفض اليوم لتأبين عماد مغنية تنشر مقالا يحض على تحريره - تحرير صدام حسين ما غيره وليس عماد - والجهاد من اجل تخليصه من الاسر ..!! حرية رأي في بلد ديومقراطي .. هذه ليست نكتة او سخرية بل حقيقة اكدتها «السياسة» حين نشرت مقالا ثانيا للكاتب نفسه وفي الموضوع ذاته، الدفاع عن صدام حسين «محتل الكويت والمسؤول عن تخريب البلد وقتل المئات من الكويتيين واسر الالاف وتشريد مئات الآلاف».
لتأكيد انها حرية رأي .. بعد صدور حكم اعدام صدام حسين نشرت «السياسة » الكويتية، التي يترأسها الزميل احمد عبدالعزيز الجارالله والذي يشن حملة شعواء هذه الايام على من أبَّن مغنية، نشرت المقال الثاني لخالد العبيسان «يترحم» فيه على صدام حسين حتى قبل ان يعدم ويعلن للعالم ان حكم الاعدام هو وسام على صدر صدام حسين (الطاغية). طبعا الطاغية من عندي لذلك هي بين قوسين، عند «خالد العبيسان» و«السياسة» صدام حسين بطل قومي وضحية الاحتلال والعنجهية الاميركية . ايضا حرية رأي .. وليس هنا مشكلة .. وأحد مسؤولي وزارة الاعلام، التي تجتهد هذه الايام لايجاد تخريجة لاتهام عبد الصمد ولاري، صرح وقتها بان «الوزارة لا تستطيع احالة الكاتب المذكور الى النيابة» . وزير الاعلام في ذلك الوقت السيد محمد السنعوسي صرح «ان ما يتم حاليا هو البحث في الجوانب القانونية لاجراءات الاحالة»، البحث في الاجراءات القانونية استغرق على الاقل اسبوعين - لاحظوا اسبوعين لان وقت ما صرح لم يكن لديه مستمسك قانوني على الكاتب او الجريدة - لان الكاتب كتب اول مقال له يوم 5-11-2006 وثاني مقال له الذي قلد فيه الوسام لصدام حسين كان في 9-11-2006، وتصريح الوزير السنعوسي عن الاجراءات هو في 13-11-2006 . يعني بعد ثمانية ايام من كتابة المقال الاول .. بعد ثمانية ايام .. الحكومة لا تزال تدرس الاجراءات ضد من طالب بتحرير صدام حسين ومن ترحم عليه وقلده اوسمة الشرف ( هذه كلها بالمناسبة وفقا لجريدة «الوطن» ). ادانة احمد لاري وعدنان عبد الصمد على تأبين عماد مغنية، الذي تدور شكوك حول تسببه في مقتل اثنين من المواطنين الكويتيين، لم تستغرق من حكومتنا الرشيدة سوى يومين فقط .. ومن وزير الداخلية - تحت ضغط جريدة «السياسة»، نعم الجريدة نفسها التي ترحمت على صدام حسين - وجريدة «الوطن» التي اشادت بالشيخ اسامة بن لادن - ثانيتين.. نعم ثانيتين لا غير.
الآن لكم حق ان تتساءلوا ماذا جرى لكاتب جريدة «السياسة» الكويتية التي تتصدر هذه الايام حرب جلد النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد .. لا شيء . نعم لاشيء وحكومة الشيخ ناصر الرشيدة اسقطت الدعوى وافرجت عن الزميل احمد الجارالله حتى من دون كفالة . لم تسقط جنسيته ولم يطالب احد بذلك.. لم يتهم بالخيانة العظمى ولم يدع احد الى سحب امتياز جريدته .. دعا الى تحرير صدام حسين واعتبر ذلك واجبا مقدسا، يعني مثل الصلاة والصيام، ترحم عليه وأبَّنه حتى قبل ان يشنق .. ومع هذا لا تزال «السياسة» تصدر ولا يزال رئيس تحريرها وكاتبها حرين وكويتيين ومواطنين لهما في نظامنا حق التعبير .. ومع الاسف فان «السياسة» تمارس هذا الحق هذه الايام بالذات لجلد مواطنين لم يفعلا غير اتباع خطى «السياسة» في ممارسة هذا الحق..!! على فكرة نسيت أن اقول لكم ما هي التخريجة التي وجدتها وزارة الاعلام لرفع الدعوى على الزميل العبيسان والجارالله «الاساءة الى دولة صديقة» يعني لا خيانة وطنية ولا تهديد أمن دولة ولا هم يحزنون.. فعمليا ووفق نظامنا الديموقراطي خالد العبيسان واحمد الجارالله مثل عبدالصمد ولاري مارسا حقهما المطلق في التعبير.. تماما مثل ما تفكر الحكومة هذه الايام برفع دعوى ضد المؤبنين بحجة رفع لافتات من دون ترخيص..!! كل هذه الضجة وكل هذه المطالبة برفع الحصانة واسقاط الجنسية ومجلس وزراء دولة الكويت العظيمة يصدر بيانا طارئا.. كل هذا من اجل رفع لافتات من دون ترخيص فقط.!!
انا امس كتبت ان النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري لم يفعلا غير ممارسة حرية الرأي عندما ابّنا عماد مغنية . محامي الزميل الكاتب خالد العبيسان، الذي مجد صدام حسين وترحم عليه «يعني أبنه»، شكر حكومة الشيخ ناصر لانها - حسب تصريحه - قامت باحتواء «الموضوع وتقدير حرية الرأي والتعبير لجميع الصحافيين، وذلك من دون اي ارهاب فكري او سياسي عليهم» هكذا .. حكومة الشيخ ناصر قدرت حرية الرأي ولم تمارس الارهاب او الضغط على من دعا وحرض على تحرير طاغية بغداد وترحم عليه وألبسه أوسمة الشرف، ولكنها على من أبن عماد مغنية كشرت الانياب واستذكرت كل التهم التعسفية .. خيانة وطنية وتجريح واستفزاز وتحد للامة والى آخر ما نبشه او حتى اخترعه معادو التكتل الشعبي و«الرافضون» للمذهب الشيعي.
اصحاب الحملة على النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري، وعلى التكتل الشعبي قبلهما، نزلوا يوم امس الشيخ احمد الفهد بعد ان خبت ريحهم وانطفأت نارهم .. نزلوا «المايسترو» مباشرة . وعلى عادته الشيخ احمد دائما ينزل بعد هزيمة الازرق . الشيخ احمد تقمص الدور الابوي الذي يمارسه على شباب الرياضة واطلق تصريحا «وطنيا» معنيا باحتواء الازمة وتهدئة الاجواء . لأ .. مو علينا . تصريح الشيخ احمد الفهد جاء لاستكمال الهجمة ولإنقاذ ماء وجه جماعته وتدعيم الهجمة التي تقهقرت . لهذا حرص الشيخ احمد الفهد على تذكيرنا بألا ننجرف الى الفتنة ونحن « نحاسب المخطئين»، واكد الشيخ احمد الفهد، حسب تصريحه، ان «الممارسات الخاطئة» استثارت اهل الكويت جميعا» لا ياعمي .. عفوا لا ياشيخ انت المخطئ .. انت وجماعتك المخطئون وانتم من يجب ان يحاسَب . الذي يريد ممارسة الدور الابوي والتهدئة يجب ان يكون حقانيا ووسطيا ومعتدلا، تصريحك محاولة مكشوفة لادانة النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد وتدعيم هجوم المغرضين وناهشي الوحدة الوطنية، لذلك وصفتهم بالمخطئين . وادعيت ان الممارسات الخاطئة استثارت اهل الكويت جميعا .. مرة ثانية لا يا شيخ ما استثارت الا كم واوي وكم حاقد. ولو لم يشعللها البعض لمرت مثل ما مرت كتابات خالد العبيسان واقل . ومرة ثالثة وعاشرة، احمد لاري وعدنان عبد الصمد لم يفعلا اكثر من ممارسة حقوقهما الدستورية في حرية التعبير .. عجبك تعبيرهم اهلا وسهلا .. ما عجبك ما انت ملزوم تسمع . لعبة مكشوفة ونزول كالعادة في الوقت الضائع .. ربعك صفطوا فنايلهم ياشيخ وانت توك تنزل الملعب .
الآن بعد ان بدا الدور التعسفي واضحا للحكومة، فان الحكومة مطالبة بالاعتذار ومدعوة الى اصدار بيان توضيحي يؤكد ان اتهام السيد عماد مغنية هو اتهام مبني على شك ومعلومات قد تكون دقيقة وقد لاتكون، ومطلوب منها قبل كل ذلك لجم جهاز الامن الوطني واعادة الاعتبار الى من اهانتهم من مواطنين. (انتهى)
المصدر:
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=364510
====================================
التعليق:
نقطة رقم1:
ان ما حدث خلال الاسبوع المنصرم يحتاج الى وقفة جادة و حقيقية من قبل الجميع حكومة و شعباً، فكان وطننا و بدون مبالغة يعيش نفساً طائفياً كريهاً كاد يفتك بنا و لا زال ان لم يعي الشعب الكويتي خطورة ما هم واقعون فيه و سائرون اليه.
أن ما حدث لم يكن ردة فعل عفوية كما يقول أو (يروج) البعض، بل كان استسلاماً للتنويم المغناطيسي الذي كان يمارسه البعض عليهم من خلال اجهزته الاعلامية و الذين كانوا في تصفية حسابات مع قوى سياسية تختلف معها في عدة قضايا.
و حتى أن هناك من السنة و الشيعة ممن كان متخذاً موقفاً سلبيا من السيد عدنان عبدالصمد و أحمد لاري في بادئ الأمر، بدأ يغير رأيه حين رأى ان ما يشن ضد هذين الشخصين من هجوم مبالغ فيه بشكل كبير جداً يتعدى مسألة التأبين بكثير.
نقطة رقم 2:
اختلاط الحابل بالنابل و الهرج و المرج و الضوضاء و الفوضى هي الكلمات التى يمكننا من خلالها اختزال الوقائع المأساوية التى مرت بها بلادنا خلال الأيام السابقة.
فالجميع أصبحوا رجال قانون، و الجميع أصبحوا قضاة، و الجميع أصبحوا أبطال الوطنية، و الجميع أصبحوا أعضاء في لجنة الجوازات و الجنسية، و الجميع أصبحوا محللين سياسيين و غيرها.
للأسف في وسط هذه الجعجعة و الصياح من قبل الغالبية كانت هناك قلة عاقلة تتكلم بحكمة و عقلانية لم تقع في الفخ الذي نصبه البعض. و أخص بالذكر الأخ الكاتب ساجد العبدلي (له مقالة رائعة سأنقلها لاحقاً ان شاء الله) و الأخ الكاتب عبداللطيف الدعيج و غيرهم القلة القليلة من الذين كانت ردود أفعالهم بحجم الموقف و لم تتعداه الى حدود بعيدة جداً كادت تحرق البلد.
أما في المنتدى و فيما يخص أزمة التأبين فاسجل احترامي و تقديري للقلة أمثال Fernas و دون كيشوت و بو سند و محمد العنزي و المجهر و الحيران الذين و لو اني اختلف معهم على بعض الحيثيات و لكن طرحهم ينم عن وعي لخطورة الوضع و تقديرهم لحجم ردة الفعل المفترضة.
و السلام.
لأبدأ كلامي بنقل ما خطته يد الرجل العاقل المحترم الاستاذ عبداللطيف الدعيج في جريدة القبس، فهي مقالة كل حرف فيها و كل كلمة تستحق القراءة و التمعن من أولها الى آخرها:
الترحم على صدام حسين حلال وتأبين مغنية حرام
لأ .. يا شيخ.. أنت الغلطان
بقلم: عبداللطيف الدعيج
«صدام حسين هو رئيس جمهورية العراق، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو في الوقت نفسه اسير لدى قوات الاحتلال الاميركي .. ومن هنا فان حشد كل القوى الوطنية في العراق من اجل تحرير الرئيس العراقي ورفاقه من اسر قوات الاحتلال الاجنبية هو واجب مقدس لايفوقه اي واجب». قائل او كاتب هذه الكلمات ليس عبدالباري عطوان، كما قد يتبادر الى ذهن الكثيرين، ولم تذع او تنشر في الجزيرة او في اي من صحف العمالة الصفراء. بل كاتبها كويتي وناشرها هو الزميل احمد عبدالعزيز الجارالله صاحب جريدة السياسة الكويتية التي تتولى، وفي الواقع، تواصل هذه الايام جلد النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد لتأبينهما عماد مغنية .
تأبين عماد مغنية جريمة حسب «السياسة» تتطلب سحب الجنسية والاقصاء من مجلس الامة لان مغنية متهم - وليس مدانا في الواقع- بقتل اثنين من المواطنين الكويتيين، . صدام حسين غزا الكويت، وقتل جنوده ومخابراته المئات من اهلها واسر الآلاف، دمر البلد وشرد عموم قاطنيها، هذه حقيقة وليست اتهاما او شكا، كما في حال عماد مغنية، ومع هذا فان «السياسة» الكويتية التي تنتفض اليوم لتأبين عماد مغنية تنشر مقالا يحض على تحريره - تحرير صدام حسين ما غيره وليس عماد - والجهاد من اجل تخليصه من الاسر ..!! حرية رأي في بلد ديومقراطي .. هذه ليست نكتة او سخرية بل حقيقة اكدتها «السياسة» حين نشرت مقالا ثانيا للكاتب نفسه وفي الموضوع ذاته، الدفاع عن صدام حسين «محتل الكويت والمسؤول عن تخريب البلد وقتل المئات من الكويتيين واسر الالاف وتشريد مئات الآلاف».
لتأكيد انها حرية رأي .. بعد صدور حكم اعدام صدام حسين نشرت «السياسة » الكويتية، التي يترأسها الزميل احمد عبدالعزيز الجارالله والذي يشن حملة شعواء هذه الايام على من أبَّن مغنية، نشرت المقال الثاني لخالد العبيسان «يترحم» فيه على صدام حسين حتى قبل ان يعدم ويعلن للعالم ان حكم الاعدام هو وسام على صدر صدام حسين (الطاغية). طبعا الطاغية من عندي لذلك هي بين قوسين، عند «خالد العبيسان» و«السياسة» صدام حسين بطل قومي وضحية الاحتلال والعنجهية الاميركية . ايضا حرية رأي .. وليس هنا مشكلة .. وأحد مسؤولي وزارة الاعلام، التي تجتهد هذه الايام لايجاد تخريجة لاتهام عبد الصمد ولاري، صرح وقتها بان «الوزارة لا تستطيع احالة الكاتب المذكور الى النيابة» . وزير الاعلام في ذلك الوقت السيد محمد السنعوسي صرح «ان ما يتم حاليا هو البحث في الجوانب القانونية لاجراءات الاحالة»، البحث في الاجراءات القانونية استغرق على الاقل اسبوعين - لاحظوا اسبوعين لان وقت ما صرح لم يكن لديه مستمسك قانوني على الكاتب او الجريدة - لان الكاتب كتب اول مقال له يوم 5-11-2006 وثاني مقال له الذي قلد فيه الوسام لصدام حسين كان في 9-11-2006، وتصريح الوزير السنعوسي عن الاجراءات هو في 13-11-2006 . يعني بعد ثمانية ايام من كتابة المقال الاول .. بعد ثمانية ايام .. الحكومة لا تزال تدرس الاجراءات ضد من طالب بتحرير صدام حسين ومن ترحم عليه وقلده اوسمة الشرف ( هذه كلها بالمناسبة وفقا لجريدة «الوطن» ). ادانة احمد لاري وعدنان عبد الصمد على تأبين عماد مغنية، الذي تدور شكوك حول تسببه في مقتل اثنين من المواطنين الكويتيين، لم تستغرق من حكومتنا الرشيدة سوى يومين فقط .. ومن وزير الداخلية - تحت ضغط جريدة «السياسة»، نعم الجريدة نفسها التي ترحمت على صدام حسين - وجريدة «الوطن» التي اشادت بالشيخ اسامة بن لادن - ثانيتين.. نعم ثانيتين لا غير.
الآن لكم حق ان تتساءلوا ماذا جرى لكاتب جريدة «السياسة» الكويتية التي تتصدر هذه الايام حرب جلد النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد .. لا شيء . نعم لاشيء وحكومة الشيخ ناصر الرشيدة اسقطت الدعوى وافرجت عن الزميل احمد الجارالله حتى من دون كفالة . لم تسقط جنسيته ولم يطالب احد بذلك.. لم يتهم بالخيانة العظمى ولم يدع احد الى سحب امتياز جريدته .. دعا الى تحرير صدام حسين واعتبر ذلك واجبا مقدسا، يعني مثل الصلاة والصيام، ترحم عليه وأبَّنه حتى قبل ان يشنق .. ومع هذا لا تزال «السياسة» تصدر ولا يزال رئيس تحريرها وكاتبها حرين وكويتيين ومواطنين لهما في نظامنا حق التعبير .. ومع الاسف فان «السياسة» تمارس هذا الحق هذه الايام بالذات لجلد مواطنين لم يفعلا غير اتباع خطى «السياسة» في ممارسة هذا الحق..!! على فكرة نسيت أن اقول لكم ما هي التخريجة التي وجدتها وزارة الاعلام لرفع الدعوى على الزميل العبيسان والجارالله «الاساءة الى دولة صديقة» يعني لا خيانة وطنية ولا تهديد أمن دولة ولا هم يحزنون.. فعمليا ووفق نظامنا الديموقراطي خالد العبيسان واحمد الجارالله مثل عبدالصمد ولاري مارسا حقهما المطلق في التعبير.. تماما مثل ما تفكر الحكومة هذه الايام برفع دعوى ضد المؤبنين بحجة رفع لافتات من دون ترخيص..!! كل هذه الضجة وكل هذه المطالبة برفع الحصانة واسقاط الجنسية ومجلس وزراء دولة الكويت العظيمة يصدر بيانا طارئا.. كل هذا من اجل رفع لافتات من دون ترخيص فقط.!!
انا امس كتبت ان النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري لم يفعلا غير ممارسة حرية الرأي عندما ابّنا عماد مغنية . محامي الزميل الكاتب خالد العبيسان، الذي مجد صدام حسين وترحم عليه «يعني أبنه»، شكر حكومة الشيخ ناصر لانها - حسب تصريحه - قامت باحتواء «الموضوع وتقدير حرية الرأي والتعبير لجميع الصحافيين، وذلك من دون اي ارهاب فكري او سياسي عليهم» هكذا .. حكومة الشيخ ناصر قدرت حرية الرأي ولم تمارس الارهاب او الضغط على من دعا وحرض على تحرير طاغية بغداد وترحم عليه وألبسه أوسمة الشرف، ولكنها على من أبن عماد مغنية كشرت الانياب واستذكرت كل التهم التعسفية .. خيانة وطنية وتجريح واستفزاز وتحد للامة والى آخر ما نبشه او حتى اخترعه معادو التكتل الشعبي و«الرافضون» للمذهب الشيعي.
اصحاب الحملة على النائبين عدنان عبدالصمد واحمد لاري، وعلى التكتل الشعبي قبلهما، نزلوا يوم امس الشيخ احمد الفهد بعد ان خبت ريحهم وانطفأت نارهم .. نزلوا «المايسترو» مباشرة . وعلى عادته الشيخ احمد دائما ينزل بعد هزيمة الازرق . الشيخ احمد تقمص الدور الابوي الذي يمارسه على شباب الرياضة واطلق تصريحا «وطنيا» معنيا باحتواء الازمة وتهدئة الاجواء . لأ .. مو علينا . تصريح الشيخ احمد الفهد جاء لاستكمال الهجمة ولإنقاذ ماء وجه جماعته وتدعيم الهجمة التي تقهقرت . لهذا حرص الشيخ احمد الفهد على تذكيرنا بألا ننجرف الى الفتنة ونحن « نحاسب المخطئين»، واكد الشيخ احمد الفهد، حسب تصريحه، ان «الممارسات الخاطئة» استثارت اهل الكويت جميعا» لا ياعمي .. عفوا لا ياشيخ انت المخطئ .. انت وجماعتك المخطئون وانتم من يجب ان يحاسَب . الذي يريد ممارسة الدور الابوي والتهدئة يجب ان يكون حقانيا ووسطيا ومعتدلا، تصريحك محاولة مكشوفة لادانة النائبين احمد لاري وعدنان عبدالصمد وتدعيم هجوم المغرضين وناهشي الوحدة الوطنية، لذلك وصفتهم بالمخطئين . وادعيت ان الممارسات الخاطئة استثارت اهل الكويت جميعا .. مرة ثانية لا يا شيخ ما استثارت الا كم واوي وكم حاقد. ولو لم يشعللها البعض لمرت مثل ما مرت كتابات خالد العبيسان واقل . ومرة ثالثة وعاشرة، احمد لاري وعدنان عبد الصمد لم يفعلا اكثر من ممارسة حقوقهما الدستورية في حرية التعبير .. عجبك تعبيرهم اهلا وسهلا .. ما عجبك ما انت ملزوم تسمع . لعبة مكشوفة ونزول كالعادة في الوقت الضائع .. ربعك صفطوا فنايلهم ياشيخ وانت توك تنزل الملعب .
الآن بعد ان بدا الدور التعسفي واضحا للحكومة، فان الحكومة مطالبة بالاعتذار ومدعوة الى اصدار بيان توضيحي يؤكد ان اتهام السيد عماد مغنية هو اتهام مبني على شك ومعلومات قد تكون دقيقة وقد لاتكون، ومطلوب منها قبل كل ذلك لجم جهاز الامن الوطني واعادة الاعتبار الى من اهانتهم من مواطنين. (انتهى)
المصدر:
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=364510
====================================
التعليق:
نقطة رقم1:
ان ما حدث خلال الاسبوع المنصرم يحتاج الى وقفة جادة و حقيقية من قبل الجميع حكومة و شعباً، فكان وطننا و بدون مبالغة يعيش نفساً طائفياً كريهاً كاد يفتك بنا و لا زال ان لم يعي الشعب الكويتي خطورة ما هم واقعون فيه و سائرون اليه.
أن ما حدث لم يكن ردة فعل عفوية كما يقول أو (يروج) البعض، بل كان استسلاماً للتنويم المغناطيسي الذي كان يمارسه البعض عليهم من خلال اجهزته الاعلامية و الذين كانوا في تصفية حسابات مع قوى سياسية تختلف معها في عدة قضايا.
و حتى أن هناك من السنة و الشيعة ممن كان متخذاً موقفاً سلبيا من السيد عدنان عبدالصمد و أحمد لاري في بادئ الأمر، بدأ يغير رأيه حين رأى ان ما يشن ضد هذين الشخصين من هجوم مبالغ فيه بشكل كبير جداً يتعدى مسألة التأبين بكثير.
نقطة رقم 2:
اختلاط الحابل بالنابل و الهرج و المرج و الضوضاء و الفوضى هي الكلمات التى يمكننا من خلالها اختزال الوقائع المأساوية التى مرت بها بلادنا خلال الأيام السابقة.
فالجميع أصبحوا رجال قانون، و الجميع أصبحوا قضاة، و الجميع أصبحوا أبطال الوطنية، و الجميع أصبحوا أعضاء في لجنة الجوازات و الجنسية، و الجميع أصبحوا محللين سياسيين و غيرها.
للأسف في وسط هذه الجعجعة و الصياح من قبل الغالبية كانت هناك قلة عاقلة تتكلم بحكمة و عقلانية لم تقع في الفخ الذي نصبه البعض. و أخص بالذكر الأخ الكاتب ساجد العبدلي (له مقالة رائعة سأنقلها لاحقاً ان شاء الله) و الأخ الكاتب عبداللطيف الدعيج و غيرهم القلة القليلة من الذين كانت ردود أفعالهم بحجم الموقف و لم تتعداه الى حدود بعيدة جداً كادت تحرق البلد.
أما في المنتدى و فيما يخص أزمة التأبين فاسجل احترامي و تقديري للقلة أمثال Fernas و دون كيشوت و بو سند و محمد العنزي و المجهر و الحيران الذين و لو اني اختلف معهم على بعض الحيثيات و لكن طرحهم ينم عن وعي لخطورة الوضع و تقديرهم لحجم ردة الفعل المفترضة.
و السلام.