بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه والتابعين وبعد:-
موضوع الصحابة موضوع مهم وله حساسية كبرى بين الأمة الإسلامية ، فالصحابة هم المهاجرون والأنصار وأهل بدر وبيعة الرضوان فهولاء أهل الصحبة الشرعية، والذين ذكرهم الله تعالى وأثني عليهم ورضي عنهم ونحن نتلوا القرآن الكريم الدال على رضاه إياهم.
أما الطلقاء والمؤلفة قلوبهم منم بعد فتح مكة فيطلق عليهم صحابة من ناحية اللغة العربية كونهم صحبوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن ليسوا اهل صحبة شرعية بل يحق في أمرهم أن يقال عنهم تابعين.
فهناك صحبة خاصة شرعية ، وصحبة عامة لغوية.
وبالنسبة لأهل الصحبة العامة والذين يقال عنهم تابعين فمنهم من تبع فاحسن ومنهم لم يحسن.
قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } سورة التوبة: الآية 100.
هنا أوحب الله تعالى على الصحابة الشرعيين وهو المهاجرين والأنصار الجنة.
واشترط على التابعين بشرط، وهو أن يتبعوهم بإحسان بحيث يقتدون بهم في أعمالهم الحسنة.
وجاء في الأثر الصحيح
عن ابنِ عباسٍ قالَ: يقولُ أَحَدُهم: أَبي صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم، وكانَ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم، ولَنَعْلٌ خَلِقٌ خَيْرٌ مِنْ أَبيهِ .
قال الحافظ الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. مجمع الوزائد ( 1/308)
فهذه الآية كما مر معنا رضوان الله تعالى على المهاجرين والأنصار وأن لهم الجنة ، لأن هم الأساس أما الذين يأتون من بعدهم أي من بعد فتح مكة يسمون بالتابعين فاشترط الله تعالى أن يتبعوهم بإحسان، أما المتبوعون بغير إحسان فلا يقال عنهم.
ولم نجعل فتح مكة الفيصل بين الصحابي الشرعي وبين الصحابي العادي أو أهل الصحبة الشرعية واهل الصحبة العامة؟؟
وذلك أن الشرع فصل بينهم.
جاء في صحيح البخاري عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال: « قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا هِجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جِهادٌ ونيَّة، وإذا استُنِفرتم فانفِروا».
عن مُجاشِعِ بن مسعودٍ قال: «جاءَ مُجاشعٌ بأخيهِ مُجالِدِ بنِ مسعودٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: هذا مُجالدٌ يُبايعُكَ على الهجرِة. فقال: لا هِجرةَ بعدَ فتح مكةَ ، ولكنْ أبايعهُ على الإسلام».
وقال الإمام النووي هنا في شرحه على صحيح مسلم ما نصه بعد كلام:
" أحدهما: لا هجرة بعد الفتح من مكة لأنها صارت دار إسلام فلا تتصور منها الهجرة.
والثاني: وهو الأصح أن معناه أن الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازاً ظاهراً انقطعت بفتح مكة ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة لأن الإسلام قوي وعز بعد فتح مكة عزاً ظاهراً بخلاف ما قبله.
قوله صلى الله عليه وسلم: «ولكن جهاد ونية» معناه أن تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بفتح مكة ولكن حصلوه بالجهاد والنية الصالحة، وفي هذا الحث على نية الخير مطلقاً وأنه يثاب على النية. " اهـ المراد منه ( 13/8)
والتمييز للذين هاجروا قبل الفتح ظاهر وبين من الأحاديث النبوية الشريفة .
وكذا من القرآن الكريم. كما مر معنا.
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة».
وفي صحيح ابن حبان عن جَريرِ بن عبد الله ، قال: قالَ رسولُ الله : «المُهاجرونَ والأنصارُ بعضُهمْ أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخرةِ، والطُّلقاءُ مِنْ قُريشٍ، والعُتقاءُ مِنْ ثَقيفٍ، بعضُهمْ أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخرةِ».
أما في القرآن الكريم
قوله تعالى: { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱڊوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱڊنصَـارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـٰنٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۴ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱڊنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } سورة التوبة.
وقوله تعالى : { لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۴ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْڕ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ أُولَـٰۤئـِٕكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ }. سورة الحشر.
قوله تعالى:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۴ وَهَاجَرُوا۴ وَجَـٰهَدُوا۴ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَوا۴ وَّنَصَرُوۤا۴ أُولَـٰۤئـِٕكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۴ وَلَمْ يُهَاجِرُوا۴ مَا لَكُم مِّن وَلَـٰيَتِهِم مِّن شَىْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا۴ۚ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلا عَلَىٰ قَوْم۠ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة الأنفال.
فيخرج من ذلك من آمن بعد الفتح ولا يدخل ضمنهم إلا إذا أحسن السيرة وسلك سلوكهم فيصبح منهم ولكن ليس على مستواهم، فقد ثبت ممن آمن بعد الفتح بحسن سيرته وسلوكه ، ومنهم من لم يحسن، ومنهم من كان إحسانه في باديء أمره ثم نكص على عقبيه تراجع قهقري.
التفصيل في المقام يطول ولكن في هذا كفاية، ومن أراد الاستزادة في الفائدة نزيده إن شاء الله تعالى.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه والتابعين وبعد:-
موضوع الصحابة موضوع مهم وله حساسية كبرى بين الأمة الإسلامية ، فالصحابة هم المهاجرون والأنصار وأهل بدر وبيعة الرضوان فهولاء أهل الصحبة الشرعية، والذين ذكرهم الله تعالى وأثني عليهم ورضي عنهم ونحن نتلوا القرآن الكريم الدال على رضاه إياهم.
أما الطلقاء والمؤلفة قلوبهم منم بعد فتح مكة فيطلق عليهم صحابة من ناحية اللغة العربية كونهم صحبوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن ليسوا اهل صحبة شرعية بل يحق في أمرهم أن يقال عنهم تابعين.
فهناك صحبة خاصة شرعية ، وصحبة عامة لغوية.
وبالنسبة لأهل الصحبة العامة والذين يقال عنهم تابعين فمنهم من تبع فاحسن ومنهم لم يحسن.
قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } سورة التوبة: الآية 100.
هنا أوحب الله تعالى على الصحابة الشرعيين وهو المهاجرين والأنصار الجنة.
واشترط على التابعين بشرط، وهو أن يتبعوهم بإحسان بحيث يقتدون بهم في أعمالهم الحسنة.
وجاء في الأثر الصحيح
عن ابنِ عباسٍ قالَ: يقولُ أَحَدُهم: أَبي صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم، وكانَ معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم، ولَنَعْلٌ خَلِقٌ خَيْرٌ مِنْ أَبيهِ .
قال الحافظ الهيثمي : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. مجمع الوزائد ( 1/308)
فهذه الآية كما مر معنا رضوان الله تعالى على المهاجرين والأنصار وأن لهم الجنة ، لأن هم الأساس أما الذين يأتون من بعدهم أي من بعد فتح مكة يسمون بالتابعين فاشترط الله تعالى أن يتبعوهم بإحسان، أما المتبوعون بغير إحسان فلا يقال عنهم.
ولم نجعل فتح مكة الفيصل بين الصحابي الشرعي وبين الصحابي العادي أو أهل الصحبة الشرعية واهل الصحبة العامة؟؟
وذلك أن الشرع فصل بينهم.
جاء في صحيح البخاري عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال: « قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا هِجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكنْ جِهادٌ ونيَّة، وإذا استُنِفرتم فانفِروا».
عن مُجاشِعِ بن مسعودٍ قال: «جاءَ مُجاشعٌ بأخيهِ مُجالِدِ بنِ مسعودٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: هذا مُجالدٌ يُبايعُكَ على الهجرِة. فقال: لا هِجرةَ بعدَ فتح مكةَ ، ولكنْ أبايعهُ على الإسلام».
وقال الإمام النووي هنا في شرحه على صحيح مسلم ما نصه بعد كلام:
" أحدهما: لا هجرة بعد الفتح من مكة لأنها صارت دار إسلام فلا تتصور منها الهجرة.
والثاني: وهو الأصح أن معناه أن الهجرة الفاضلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازاً ظاهراً انقطعت بفتح مكة ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل فتح مكة لأن الإسلام قوي وعز بعد فتح مكة عزاً ظاهراً بخلاف ما قبله.
قوله صلى الله عليه وسلم: «ولكن جهاد ونية» معناه أن تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بفتح مكة ولكن حصلوه بالجهاد والنية الصالحة، وفي هذا الحث على نية الخير مطلقاً وأنه يثاب على النية. " اهـ المراد منه ( 13/8)
والتمييز للذين هاجروا قبل الفتح ظاهر وبين من الأحاديث النبوية الشريفة .
وكذا من القرآن الكريم. كما مر معنا.
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة».
وفي صحيح ابن حبان عن جَريرِ بن عبد الله ، قال: قالَ رسولُ الله : «المُهاجرونَ والأنصارُ بعضُهمْ أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخرةِ، والطُّلقاءُ مِنْ قُريشٍ، والعُتقاءُ مِنْ ثَقيفٍ، بعضُهمْ أولياءُ بعضٍ في الدُّنيا والآخرةِ».
أما في القرآن الكريم
قوله تعالى: { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱڊوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱڊنصَـارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَـٰنٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۴ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱڊنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } سورة التوبة.
وقوله تعالى : { لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۴ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْڕ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ أُولَـٰۤئـِٕكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ }. سورة الحشر.
قوله تعالى:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۴ وَهَاجَرُوا۴ وَجَـٰهَدُوا۴ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَوا۴ وَّنَصَرُوۤا۴ أُولَـٰۤئـِٕكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۴ وَلَمْ يُهَاجِرُوا۴ مَا لَكُم مِّن وَلَـٰيَتِهِم مِّن شَىْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا۴ۚ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلا عَلَىٰ قَوْم۠ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة الأنفال.
فيخرج من ذلك من آمن بعد الفتح ولا يدخل ضمنهم إلا إذا أحسن السيرة وسلك سلوكهم فيصبح منهم ولكن ليس على مستواهم، فقد ثبت ممن آمن بعد الفتح بحسن سيرته وسلوكه ، ومنهم من لم يحسن، ومنهم من كان إحسانه في باديء أمره ثم نكص على عقبيه تراجع قهقري.
التفصيل في المقام يطول ولكن في هذا كفاية، ومن أراد الاستزادة في الفائدة نزيده إن شاء الله تعالى.