قال السلف :- ليس الفقيه من عرف الخير من الشر وإنما الفقيه من عرف خير الخيرين وشر الشرين
الحقيقة ردود الأخ أبو عمر واضحة وعلمية يقوم بالتوفيق فيها بين النصوص الشرعية فجزاه الله خير
ولكن مع الأسف هناك أمر وأتمنى أنه لبس وشبهة عند الأخ الدكتور في مسألة اللعن
وأتمنى أنها ليس مكابرة فهو أرفع من هذا والمؤمن ضالة الحقيقة متى ما وجدها اتبعها
؟؟
واتمنى أن لا يكون جدالنا من الجدال المذموم
!!
سأتداخل في الموضوع وخصوصا ردك الأخير والجواب على تساؤلك وباختصار
أما نقلا فلا يجوز اللعن لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :- ليس المؤمن بالطعان و اللعان و الفاحش البذيء
هذه صفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن
أما العقلي
دكتوري العزيز
هل الأفضل والصفة التي يجب أن يتميز بها المؤمن الذي يدعو للإسلام
أن يلعن هذا الشخص الكذاب
أم يدعو له بالهداية
؟؟
لماذا لا يدعو له بالهداية ويقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
أعتقد أن الدعاء له في الهداية أفضل بكثير من اللعن
فكم من شخص كان مسرفاً على نفسه وبسبب الدعاء له بالهداية ودعوته بالتي هي أحسن وإظهار الشفقة عليه والحكمة معه وإظهار أخلاق المسلم تجاهه والصبر على أذاه
رجع للحق
وهذا مشاهد
بعكس لو قمت بمعاداته وسبه ولعنه
سوف ينفر منك ويحصل عداوة وبغضاء
وقد يكره الدين بسبب لعنك وسبك وشتمك
؟؟
أليس كذلك دكتور
!!
ولهذا قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: { وجادلهم بالتي هي أحسن } (النحل:125)
بل خاطب نبيه موسى ونبيه هارون عليهما السلام وقد أرسلهما إلى فرعون والكل يعرف من هو فرعون الذي قال كلمة ما قالها أحد من البشر (( أنا ربكم الأعلى ))
؟؟
ماذا أمر الله موسى وهارون تجاه فرعون : { فقولا له قولا لينا } (طه:44)
؟؟
بل أمر الله تعالى المسلمين فقال :- { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم }
؟؟
دكتور الله عز وجل يأمرنا بعدم سب القوم رغم أنهم ملعونين
؟؟
فماذا نفعل بنصوص اللعن
؟؟
أختم وأقول
المسألة واحدة من إثنتين لا ثالثة لهما
إما مكابرة وأنا أعتقد أن الأخ الدكتور أكبر منها
وجميع الإخوة
الثانية أخذ المتشابه وترك المحكم من النصوص الشرعية
فيجب على طالب العلم أن لا يفرح بنص واحد لأنه سيكون هناك نص آخر ظاهره المعارضة للأول
؟؟
فيجب الجمع بينهما والتوفيق وإرجاع المتشابه إلى المحكم حتى يصل لنتيجة كاملة
وأختم بهذه الآية قال تعالى :- ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ )
والله أعلى وأعلم