ما اتمناه فعلا هو ان تطبق الشريعة الاسلامية الحقة تطبيقا صحيحا شاملا عاما على جميع الأفراد و فئات المجتمع. لكن اعلم ان هذا الأمر لا يمكن ان يحدث (عالأقل في المدى القريب) و لأسباب كثيرة ليس هذا المجال لذكرها.
لذا انتقل الى رغبتي البديلة التي ممكن ان تطبق في وقتنا الحاضر و التي تحافظ على سلامة عقلي (الأمر الذي فقده الكثيرون). و هي تحقيق العدالة و المساواة بين افراد المجتمع. و هو الأمر الذي نص عليه الدستور الذي ارتضيتموه انتم و آباؤكم من قبل. فأنا شخصيا لا استطيع ان اؤمن (او ادعي اني اؤمن) بشئ ثم اطبق و/او ادعو الى تطبيق عكسه تماما.
و الكتاب الأول المعتبر عندنا بعد القرآن الكريم هو كتاب صحيح البخاري للامام محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى. و ليس كتاب الكافي او غيره.
اما تساؤلك عن الذي يجب ان يدرس في مادة التربية الاسلامية. فهذا يتم عن طريق لجنة مختصة مكونة من علماء دين و فقهاء شرعيين بالاضافة الى تربويين و علماء نفس و اخصائيين اجتماعيين هم يقررون و يتفقون على ما يجب تعليمه من المذهب و لأي مرحلة عمرية. كما هو حاصل الآن في وضع مناهج التربية الاسلامية الحالية.
و من الطبيعي ان لا توافق حضرتك على ما سيتم وضعه و تدريسه لأتباع المذهب الشيعي، لأنك تتبع المذهب السني و بالتالي لا تؤمن ببعض (او ربما كثير) من الاحكام و العقائد و الشرائع عند المذهب الشيعي. و العكس صحيح بالنسبة للشيعي لا يؤمن بما عندك انت السني. لذلك عليكم ان تتفقوا على ان لا تتفقوا. و لكن تتعايشون بسلام و بدون اقصاء و إلغاء و تهميش للآخر. و كما ذكرت سابقا هذا ما نص عليه الدستور الوضعي الذي جاء به اجدادكم و ارتضيتموه انتم و آباؤكم من قبل.
اما خروج جيل بالمستقبل يطالب بقسم لتدريس عبدة الشيطان او غيرهم. فنرجع الى دستوركم و نرى اذا كان يوافق على هذا الأمر عليكم بتطبيقه (و إنا لله و إنا اليه لراجعون). اما اذا كان يخالف دستوركم فلا يتم السماح بذلك. اخي انت وضعت قانون و دستور و ارتضيته لنفسك. فليس من المعقول ان تطبقه تار، و تمتنع عن تطبيقه تارة أخرى. او ان تطبقه على ناس دون غيرهم. ثم بعد ذلك تدعي انك عادل و منصف و حقاني. هذا يعد ضرب من الجنون.
