الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسيلن سيدنا محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد...
لا أدري لماذا غاب الزميل ( مهندس الموت ) كل هذه الفترة ولكني أعذره لعل شُغل بأمور وقد نسمع منه قريبا إن شاء الله تعالى ( عسى ما شر )
المهم نأتي الآن على ذكر الشبهة التي أوردها وهي مشهورة في المنتديات وقد نقلها وأوردها بما نصه
عمر ابن سعد بن أبي وقاص
فخذ بعض فعله من التمثيل بسيد شباب اهل الجنة
- أسد الغابة - ابن الاثير ج 2 ص 21 :
(((ولما قتل الحسين أمر عمر بن سعد نفرا فركبوا خيولهم وأوطؤها الحسين)))
مع ذلك هو ثقة لم يخرجه امارته على الجيش ورضّه صدر الحسين من الوثاقة ..
معرفة الثقات ج: 2 ص: 166
1343 عمر بن سعد بن أبي وقاص مدني ((ثقة)) كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه وهو الذي قتل الحسين قلت كان أمير الجيش ولم يباشر قتله
تقريب التهذيب ج: 1 ص: 413
4903 عمر بن سعد بن أبي وقاص المدني نزيل الكوفة ((صدوق)) ولكن مقته الناس لكونه كان أميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي من الثانية قتله المختار سنة خمس وستين أو بعدها ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم بن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب س
تهذيب الكمال ج: 21 ص: 356
4240 عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري أبو حفص المدني سكن الكوفة أخو عامر بن سعد وإخوته روى عن أبيه سعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري روى عنه ابنه إبراهيم بن عمر بن سعد ويزيد بن أبي مريم السلولي وسعد بن عبيدة والعيزار بن حريث سي وقتادة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن أبي حبيب المصري وأبو إسحاق السبيعي س وابن ابنه أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال خليفة بن خياط أمه ماوية بنت قيس بن معدي كرب
بن الحارث من كندة وقال بعضهم مارية بالراء وقال بن البرقي أمه رملة بنت أبي الأنياب من كندة وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة وقال أحمد بن عبد الله العجلي كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه وهو الذي قتل الحسين وهو ((تابعي ثقة))
فقاتل الحسين تابعي ثقة صدوق ...
رواى عنه الترمذي رواية
والنسائي رواية
واحمد عشر روايات ..
أقول هذا الموضوع وإن كان لينكأ جرحا على المسلمين في فاجعة مقتل الحسين رضي الله عنه إلا أنها تُشبه أهل السنة والجماعة كأنهم يتحرون توثيق قتلة الحسين شرفا لهم أو تعظيما من قدرهم.
فهذا قائد الجيش وهذا قائد ميمنة وهذا فعل كذا وكذا , وعلماء السنة يتتبعون هؤلاء ليوثقونهم بدلا من أن يضعفونهم أو حتى يخرجوهم من الرواة أصلا.
وهذه الطريقة أقصد أن يتم إيراد كلام علماء الجرح والتعديل مبتورا أو حتى بغير بيان المراد من قصده طريقة مشهورة ولكني أجد عذرا حقيقة فيمن التبست عليه مثل هذه الشبهة من المسلمين.
ولكن في الحقيقة أن ترجمة علماء الحديث لعمر بن سعد كانت لما رواه من حديثه
قبل فاجعة مقتل الحسين لا بعده , لأن كربلاء كانت في سنة 61 هجريا وقد قتل عمر بن سعد سنة 65 هجريا ولهذا ما عاش بعد هذه الواقعة الشنعاء إلا قليلا.
وحتى في الترجمة التي نقلها زميلنا أورد فيها أن الناس مقتوه بسبب امرته للجيش الذي قاتل الحسين رضي الله عنه , وهذا يعني أنه عاش آواخر عمره في مقت وغربة بين الناس , فكيف يروي حديثا في هذه الفترة؟!
فكلام أهل العلم ممن وثقوه بسبب حفظه كان على الروايات التي روايها قبل هذه المصيبة الكبرى , والتوثيق يعتمد على متابعة روايته مع أقرانه ومعرفة درجة الحفظ وغير ذلك.
ولمن أراد أن يضرب في علماء أهل السنة فعليه أن يأتي برواية روايها عمر ابن سعد من الفترة 61 هجريا إلى أن مات وقد وثقها أهل الحديث.
وحتى على هذا التوثيق فإن بعض العلماء كرهوا أن يرووا عنه ويختارون عنه سندا غيره وقد جاءت ذكر هذه القصة في تهذيب الكمال ولكن الزميل ما أوردها وتوقف قبلها مباشرة
تهذيب الكمال - (ج 21 / ص 357)
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد أثقة هو ؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة ؟
وقال الحاكم أبو أحمد: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثنا العيزار بن حريث عن عمر بن سعد، فقال له رجل من بني ضبيعة يقال له موسى: يا أبا سعيد هذا قاتل الحسين. فسكت، فقال: عن قاتل الحسين تحدثنا.فسكت.
وقال عبد الرحمان بن يوسف بن خراش: حدثنا أبو حفص هو الفلاس، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، وحدثنا عن شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام إليه رجل، فقال: أما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد. فبكي، وقال: لا أعود أحدث عنه أبدا.
ولم يكن رأي ابن معين فيه بسبب حفظه أو روايته وإنما بسبب إمرته للجيش في هذه الواقعة المؤلمة.
فإذا هذه الشهادات كانت فيه قبل مقتل الحسين رضي الله عنه لأنه كان ثقة قبل فعله ثم صار غير ثقة بسبب فعلته الشنعاء ومن هنا فالحكم على رواياته قبل الفعل لا بعد الفعل.
وهذا بالنسبة للراوي الأول عمر بن سعد وقد تكلم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين أنه اختار الدنيا على الآخرة فقال رحمه الله
منهاج السنة النبوية [ جزء 2 - صفحة 8 ]
(( لما عمت البلية على كافة المسلمين بموت النبي صلى الله عليه وسلم واختلف الناس بعده وتعددت آراؤهم بحسب أهوائهم فبعضهم فبعضهم طلب الأمر لنفسه بغير حق وبايعه أكثر الناس طلبا للدنيا كما اختار عمر بن سعد ملك الري أياما يسيره لما خير بينه وبين قتل الحسين مع علمه بأن من قتله في النار وإخباره بذلك في شعره حيث يقول
فو الله ما أدري وإني لصادق ... أفكر في أمري على خطرين ...
أأترك ملك الري والري منيتي ... أم اصبح مأثوما بقتل حسين ...
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الرى قرة عي)) انتهى
ومن هنا يظهر جليا أن أهل السنة لا يتولون عمر بن سعد بعد فعلته تلك وإنما كان قول علماء الحديث في مسألة أخرى وهي حفظه وضبطه قبل إقدامه على عمله السيء.
وفي هذا القدر الكفاية والحمد لله رب العالمين