مقالة قديمة يجدر ذكرها قي هذا الموضع
الزلزلة يفشل الكويتيين
كتب سامي محمد العلي :
بقلم: سامي محمد العلي
انتقد أحد الكتاب ساخرا موقف وزير التجارة الدكتور يوسف الزلزلة خلال زيارته الرسمية لصوفيا حينما رفض المشاركة بحفل العشاء الذي أقامته الدولة البلغارية على شرف الوفد الرسمي، وكان سبب رفضه وجود زجاجات الخمر والنبيذ على مائدة الطعام المخصصة لأعضاء الوفد الكويتي، وانه سبب، أي الزلزلة مشكلة بروتوكولية مع الدولة المضيفة كما ادعى الكاتب، ويستنكر الكاتب على الوزير هذا الموقف ويقول إن من حق الوزير خلال سفراته الخاصة ألا يجلس على طاولة عليها خمر (وهذا من حقه حسب معتقداته) كما ذكر بمقالته، ثم يسأل باستهزاء ألا يدخل الزلزلة خلال سفراته إلى لندن أو باريس مطاعهما لشرب الشاي أو القهوة وبجانبه أجانب يشربون البيرة والويسكي بألوانه الثلاثة 'شلون تعرفون ألوانهم؟'، فلماذا هذا التصرف الغريب الذي أخرج الوفد الكويتي 'وفشل الكويتيين' كما يدعي الكاتب؟!
نحن نتعجب من هكذا طرح، وكأنه يطلب من الوزير تطبيق القانون وهو في الكويت، اما اذا سافر للخارج 'فالعب على كيفك، يعني بالكويتي وزير بوجهين' ألا يعلم بأن الوزير سواء كان في الكويت أو خلال زياراته الرسمية للخارج هو يمثل حكومة الكويت وشعبها بصفته وليس باسمه، فبدلا من الاشادة بموقفه الشجاع الذي اتخذه تعاتبه وتطالبه بتخطي القانون؟. نحن قد لا نندهش من البعض ان طرح هذه القضايا بهذه الصورة لانه قد لا يتبنى الإسلام منهجا لحياته ولكننا نتعجب ونستغرب ممن يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع الكويتي، سواء من بعض ممثلي الشعب الكويتي في البرلمان او من التيارات السياسية التي تجعل الإسلام شعارا لها، لا تدافع عن موقف الوزير الشرعي والقانوني لا بالإشادة ولا حتى بالاشارة لموقفه، وكأن الامر لا يعنيها وخاصة ان الموضوع يتعلق بقضية متفق عليها وهي حرمة شرب الخمر او الجلوس على مائدة يقدم عليها الخمر عند جميع المذاهب الاسلامية. فتجدهم اقاموا الدنيا بالصراخ والعويل واستخدموا كل طاقاتهم وجهدهم لتحريم شرب الشيشة وهو موضوع مختلف على حرمة شربها حتى بين المذهب الواحد.
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن الزلزلة الشخصي بل بصدد الدفاع عمن يمثلنا بالخارج ويطبق القانون، وهناك من يخرج من بني جلدتنا يستهزئ بموقف الوزير ويطالبه بتخطي القانون. فاما التصرفات الشخصية سواء لوزير او لغيره فهي من الحقوق التي كفلها الشرع والدستور لهم وليس من حقنا خوضها ان لم تتعد تصرفاتهم حقوق الآخرين أو القانون. فبدلا من رفع القبعة احتراما واجلالا لموقف الوزير لتطبيقه القانون.. يهاجم بهذه الطريقة السمجة وبهذا الاسلوب.
ان الشرهة موجهة لسفاراتنا في الخارج التي تضع وزراءنا ووفودنا الرسمية في هذه المواقف المحرجة وكان من المفترض عليهم تنبيه الدولة المضيفة بعدم وضع الخمور وغيرها من المحرمات على مائدة الطعام المعدة للوفد الرسمي. ليس هذا فقط بل من المفترض رفع التقارير لوزارة الخارجية ضد من يتعدى القوانين الكويتية، ايا كان نوعها، وخاصة من قبل الوفود الرسمية التي تذهب من الكويت. فكم من وزير وكم من وفد رسمي صادفه هذا الموقف المحرج ولم يستطع ان يأخذ موقفا شجاعا مثل الذي اتخذه وزير التجارة، علما بأن هذه الدول وخاصة الغربية، منها تحترم العادات والقوانين للدول الزائرة بشرط ان تقدم سفارة الوفد القادم اليها بروتوكولها للدولة المضيفة.
والشيء بالشيء يذكر وخلال زيارتي لاحد الدواوين صادفت السيد عبدالمطلب الكاظمي وزير النفط الكويتي السابق وتعليقا على مقالة ذلك الكاتب ذكر تجربته ايام شبابه وهو يدرس في اميركا فقال: لقد كنت ملتزما بصيام شهر رمضان وعندما علمت إدارة الجامعة التزامي بمعتقداتي فما كان من إدارتها الا توصيل مذكرات المحاضرات والامتحانات الى شقتي تقديرا منهم لالتزامي بمبادئي وانا في الغربة 'خلف الله عيل شفيهم ربعنا المحسوبين على المسلمين'.
فحتى لا نزعل او نفشل الكويتيين بالمحافل الدولية والعالمية نطالب الوزراء والمسؤولين الرسميين باصطحاب زوجاتهم معهم كمرافقات لهم لتبادل البوسات والقبل ومع رؤساء الدول المضيفة ورفع كاسات الخمر مع كلمة 'شير أو بصحتك' حتى نرفع رأس الكاتب وما نفشله!
اخيرا نقول للكاتب ان النخي والباجيلا والآش اللي تطنز عليهم، تناولهم يرضي الله عز وجل وهذا هو المهم غير شارب الخمر او المشارك مع شاربه بألوانه الثلاثة فعليه سخط الله.
samialali@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=174090&date=19032006