تعيش الكويت هذه الأيام ذكرى التحرير والاستقلال.. ماذا نستفيد من هذه الذكرى في هذه الأيام؟
مناسبات التحرير والاستقلال عزيزة على قلوبنا جميعا، نشعر بالفرح ويشعر به كل مواطن كبير
وصغير، ونستذكر دائما في هذه المناسبة ما قام به الآباء والأجداد من تضحيات في سبيل الحفاظ
على الوطن والوحدة الوطنية، ونستذكر ايضا ما قام به الكويتيون أثناء الغزو الغاشم، كنا في
السابق لا نعرف التصنيفات من قبلي وبدوي وحضري وسني وشيعي، ننهل من خير هذا البلد،
وللأسف هناك اليوم من يحاولون الاصطياد في الماء العكر ويثيرون النعرات الطائفية ولكن يجب
ان يعلم هؤلاء وهم قلة انه لا مكان لهم ولا لما يحاولون القيام به من أعمال غير مقبولة وفي يوم
من الأيام سترون ردة فعل الشعب الكويتي على من يحاول العبث بالوحدة الوطنية، وستكون ردة
الفعل صدمة لهم توقظهم من سباتهم واعتقادهم بأنهم ينجحون في تمزيق الوحدة الوطنية.
ما همومك التي تحملها على كاهلك وتحاول علاجها من خلال عضويتك في البرلمان؟
هناك هموم كثيرة يعاني منها المواطنون والمواطنات بسبب الفساد الإداري والمالي في البلد
واستمرت هذه الهموم بلا علاج، فقد كنا مجتمع تراحم وأصبحنا مجتمعا يعيش الهم صباحا ومساء،
ويعاني هذا المجتمع من عدم مبالاة بعض المسؤولين في وزارات الدولة الذين لا يشعرون بالهموم
التي يعاني منها المواطن، وذلك بسبب فساد هؤلاء المسؤولين، فأصبح المواطن لا يحصل على
حقه الا بالواسطة والمحسوبية، وبعض هؤلاء يريدون ضياع الشباب وضياع الوطن، ويتحمل هذه
المسؤولية مجلس الأمة والحكومة والشعب الكويتي الذي ينبغي عليه فضح هؤلاء الفاسدين.
وأتمنى من السلطتين العمل على علاج الفساد الإداري والمالي المنتشر في معظم وزارات وهيئات
الدولة على ان يكون هذا العلاج بهدوء وحكمة وحزم، ومثال على هذا الفساد، الفساد الإداري
والمالي الذي يجري في التأمينات الاجتماعية ووزارة الأوقاف والمؤسسات النفطية. وللأسف
الأمن فقد هيبته بسبب النقص في الأجهزة والمعدات والأفراد، وسأقوم بدعم كل التوجهات التي
تحفظ هيبة الأمن، وأدعو الأخ الوزير والوكيل الى الاستمرار في العمل على رد هيبة الأمن
وسنكون أول من يدعم هذا التوجه بكل الوسائل المتاحة لنا، فبالتعاون سنحافظ على هذه الركيزة
الأساسية في المجتمع.
هل هناك قضايا تتابعونها عن كثب؟
قضايا كثيرة، منها قضية غلاء الأسعار التي أصبحت غير مقبولة وتؤثر على معيشة المواطن،
واستغرب عدم تحرك وزارة التجارة بسرعة وبحزم ضد من ينهش المواطن ويستغل بساطته، فقبلا
كان بعض التجار قبل وضع أسعار السلع يفكرون في المواطن البسيط ولكن الآن يفكرون في نهش
المواطن.
ولكن المجلس عقد جلسة خاصة لمناقشة الأسعار وأقر 22 توصية أين ذهبت تلك التوصيات؟
ذهبت أدراج الرياح، فللأسف ليست هناك متابعة، نتيجة لحل مجلس الأمة أكثر من مرة، وتحدثت
مع وزير التجارة قبل فترة ووعدنا بالاهتمام بهذه القضية، ونتمنى ان يكون هناك شيء ملموس
مثل تفعيل قانون حماية المستهلك.
قضية جديدة ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة وهي محاولة تقييد وحجب الرأي والرأي الآخر.. كيف تنظر الى تلك القضية؟
هذه الظاهرة ظهرت بدعم بعض أعضاء من السلطتين التنفيذية والتشريعية وبمباركة بعض
المتنفذين في الدولة، هؤلاء الأشخاص الذين يدعمون حجب الرأي الآخر لا تعجبهم آراء الآخرين،
وتحالف مصالحهم، ويدعمون ما يتوافق مع مصالحهم الخاصة، هناك من يعمل ضد مصلحة الوطن
والمواطن، وأقول لهم الدستور كفل حرية الرأي.
ولكن أين الخلل؟ هل في «المرئي والمسموع»؟
الخلل في المرئي والمسموع والمقروء، فوسائل الإعلام فئتان ظالمة وعادلة، اما العادلة فهي التي
تنشر جميع الآراء بكل أريحية وحيادية وبكل مصداقية، والظالمة هي التي تمنع نشر الرأي، أو
تنشره في زاوية مظلمة وفي النهاية المتضرر هو المواطن والوطن.
نفهم من كلامك انك تؤيد تعديلات المرئي والمسموع؟
أتمنى ان تشرع قوانين غير ظالمة او تحجب الحريات ولكن تعمل بتوازن، ونطالب وسائل الإعلام
بالعقلانية في الطرح، والمنطق في السلوك والتصرف، وحجب الحريات يخالف الدين، كما ان
الدستور كفل مبدأ الحريات وأتمنى صدور تشريع بتجريم من يحاول المساس بالوحدة الخليجية
وتجريم المساس بحكام الخليج، لأن هناك من يريد تحطيم هذه الوحدة الخليجية.
هل قانون المرئي والمسموع الحالي يحتاج الى تعديل؟
نعم يحتاج الى تعديلات، ولكن ليس بالشكل الذي طرح من قبل الحكومة، ففيه تشديد كثير، وعدم
تحديد لماهية الجريمة فيجب عدم تشديد العقوبات، وهذا يخالف الدستور والحريات وإذا وجد قانون
يخالف الدستور فلابد من رفضه.
ما الفرق بين ترشيحك في انتخابات 1992 وانتخابات 2009؟
في 92 كنا شبابا مندفعين وكنا عقب الغزو الغاشم، وكان الشعب يتمنى معالجة اسباب الغزو
الغاشم وهناك شعور كبير بالمسؤولية، أما في 2009 فتغيرت الأمور، فللأسف البحث عن
المصلحة الخاصة طغى على مصلحة البلد العامة، والآن المعيار في التصويت يقاس بما يقدم من
مصلحة خاصة، قد تكون وظيفية او تجارية او عائلية او مادية.
وهل تغيرت نظرتك للبرلمان بعد دخولك الى المجلس؟
كنت أتوقع اننا سنقوم بالتشريع والرقابة، ولكن طغى الجانب الرقابي على التشريعي وتناسينا
هموم الوطن والمواطن، وأصبح البعض يبحث عن كيفية جذب الأصوات، وكنت متفائلا أثناء
الحملة الانتخابية، ولكني الآن أرى طرقا مظلمة وأتمنى أن تكون رؤيتي خاطئة ولكنني أرى البلد
يسير نحو المجهول، وهناك ما يدور خلف الكواليس لصالح أجندات سياسية لبعض الأطراف
وستؤدي بنا الى ما لا تحمد عقباه.
وما ملامح ما هو خلف الكواليس؟
بكل صراحة لا أحد يقدر ما يدور في الوضع الإقليمي وما يحدث من حولنا، فهناك من يفرح بمعاناة
المواطنين، فللأسف غاب عن التعليم الجانب الديني وحب الوطن حتى أصبح الطالب يتعلم الرقص
والأغاني، وأصبحت لديه ثقافة الطائفة والفئة بعد ان كنا متحابين بكل شرائحنا، وأصبحت الفئة
الفاسدة تتعمق في هدم ما كانت عليه الكويت الجميلة، لم أكن أتخيل ان تكون هناك أسر في الكويت
تعيش على الكفاف.