تصليح للجملتين الان الادارة رفضت التعديل
وهذا يتبين لنا ان الحديث ظاهرهم التعرض ولكن التعرض ليس في النصوص انما في فهم الحديثين ....والفهم الصحيح ان الحديث الاول يدل على كمال الحاكم الانه اتى بالواجب وهو كتاب الله... والثاني حتى لو الحاكم لم يستان بسنة له السمع والطاعة
فا الحديث الذي ذكرتها يذكر ان هو اتي بالواجب انما يذكر مهما كان جنس الشخصة واتا بكمال الحكم وهو كتاب الله وهو واجب فسمع واطع فلا تستكبر على جنسة واصله وهذا قصد الحديث
:" حاَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بن بِسْطَامٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:سَيَكُونُ أُمَرَاءٌ يُعْرَفُونَ وَيُنْكَرُونَ، فَمَنْ نابذَهُمْ نَجَا، وَمَنِ اعْتَزَلَهُمْ سَلِمَ، وَمَنْ خالَطَهُمْ هَلَكَ".
الحديث صححه الألباني في الجامع الصغير وذكر وروده عند الطبراني وأبو شيبه.
وأما الذي في مصنف أبي شيبة فحديثين قريبين :
الأول: " إنها ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن باراهم نجا ، ومن اعتزلهم سلم أو كاد ، ومن خالطهم هلك" وفي إسناده الهياج.
الثاني: " حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت : قال رسول الله (ص) : (إنها ستكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : يا رسول الله ! أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ، ما صلوا). وهذا يشبه حديث مسلم : " و حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ جَمِيعًا عَنْ مُعَاذٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي غَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا"
وحديث مسلم الآخر: " حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا"
وشرح النووي له :" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَكُونُ أُمَرَاء فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ، قَالُوا : أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ : لَا . مَا صَلَّوْا )
هَذَا الْحَدِيث فِيهِ مُعْجِزَة ظَاهِرَة بِالْإِخْبَارِ بِالْمُسْتَقْبَلِ ، وَوَقَعَ ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ ) وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْدهَا : ( فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَأَمَّا رِوَايَة مَنْ رَوَى ( فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَظَاهِرَة ، وَمَعْنَاهُ : مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ الْمُنْكَر فَقَدْ بَرِئَ مِنْ إِثْمه وَعُقُوبَته ، وَهَذَا فِي حَقّ مَنْ لَا يَسْتَطِيع إِنْكَاره بِيَدِهِ لَا لِسَانه فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ ، وَلْيَبْرَأْ .
وَأَمَّا مَنْ رَوَى ( فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَمَعْنَاهُ - وَاَللَّه أَعْلَم - فَمَنْ عَرَفَ الْمُنْكَر وَلَمْ يَشْتَبِه عَلَيْهِ ؛ فَقَدْ صَارَتْ لَهُ طَرِيق إِلَى الْبَرَاءَة مِنْ إِثْمه وَعُقُوبَته بِأَنْ يُغَيِّرهُ بِيَدَيْهِ أَوْ بِلِسَانِهِ ، فَإِنْ عَجَزَ فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ) مَعْنَاهُ : لَكِنَّ الْإِثْم وَالْعُقُوبَة عَلَى مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ .
وَفِيهِ : دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ عَجَزَ عَنْ إِزَالَة الْمُنْكَر لَا يَأْثَم بِمُجَرَّدِ السُّكُوت . بَلْ إِنَّمَا يَأْثَم بِالرِّضَى بِهِ ، أَوْ بِأَلَّا يَكْرَههُ بِقَلْبِهِ أَوْ بِالْمُتَابَعَةِ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا قَوْله : ( أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ : لَا ، مَا صَلَّوْا ) فَفِيهِ مَعْنَى مَا سَبَقَ أَنَّهُ لَا يَجُوز الْخُرُوج عَلَى الْخُلَفَاء بِمُجَرَّدِ الظُّلْم أَوْ الْفِسْق مَا لَمْ يُغَيِّرُوا شَيْئًا مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام" .
فهل نحن نحتكم لشريعة الاسلام يا ابا فاطمه ام الى دستور يسير وضعنا
ومناقشتنا تدور عن الحاكم المدني الذي يسيرنا بالقانون الوضعي لا الشريعه
ومعيار الطاعه للدستور لا الشريعه
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ [1]، فَهَلْ
بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ [2]؟ قَالَ : نَعَمْ . فَقُلْتُ : هَلْ
بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ [3]؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ . قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي ، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ . فَقُلْتُ : هَلْ
بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ [4]؟ قَالَ : نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ : نَعَمْ . قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ . فالحديث يصف مراحل الخير والشر ..
الأولى : جاهلية وشر .. ثم جاء الخير : [
إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ]
الثانية : بعد هذا الخير شر : [
فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ]
الثالثة : بعد هذا الشر خير فيه دخن .. : [
فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ ] . وهذا
الخير الدّخِن فيه : « قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر » .
الرابعة : بعد هذا الخير الدّخِن شر : [
فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ].. وهذا
الشر هو : « دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها .. قوم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا »
فجعل هؤلاء الذين يستنون بغير سنته ، ويهتدون بغير هديه ، من الدخن الذي يكون في
مرحلة الخير .
وفي الحديث الذي استدللتَ به :
اقتباس:
قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ [1] ، فَنَحْنُ فِيهِ ، فَهَلْ مِنْ
وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ [2] ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : هَلْ
وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ [3] ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : فَهَلْ
وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ [4] ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : كَيْفَ ؟ قَالَ : يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ . قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ ؟ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ .
فالمراحل هي :
الأولى : شر ثم خير : [
إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ ] .. موافق للحديث الأول .
الثانية : شر بعد هذا الخير : [
فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ].. موافق للحديث الأول .
الثالثة : خير بعد هذا الشر : [
هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ].. موافق للحديث الأول (ولكنه لم يذكر فيه القوم الذين يهتدون بغير هدي النبي
)
الرابعة : شر بعد هذا الخير : [
قُلْتُ : فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ] .. ثم ذكر هؤلاء الأئمة ، فقال : « يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ »
===========================
عند الجمع بين هذين الحديثين ، يتّضح لنا ما يلي :
في المرحلة الثالثة .. وهي مرحلة الخير الدّخِن ..
في الحديث الأول : ذكر الرسول
الذين يهتدون بغير هديه ، ويستنون بغير سنته بأنهم :
قوم .. ولم يقل
أئمة .. فقال : «
قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي ، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » .. وهذا قد يدلّ على ظهور البدع في ذلك الزمان ، مع كون الغلبة للمسلمين وأهل الصلاح .
في الحديث الثاني : لم يأت على ذكر هؤلاء القوم ..
---------
في المرحلة الرابعة .. وهي مرحلة الشر بعد الخير الدخِن ..
في الحديث الأول : قال الرسول
فيهم : « دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » .. وأيضاً : « قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » .. وجعلهم هم سبب الشر ..
في الحديث الثاني : قال الرسول
فيهم : « يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ » .
وبالجمع بين القولين في المرحلة الرابعة ، وهي مرحلة الشر ، يتضح لنا ما يلي :
سيكون في هذه المرلحة أئمة ، لا يهتدون بهدي النبي
، ولا يستنون بسنته . وهم دعاة على أبواب جنهم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . وهم قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألسنتنا . وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنس ..
فوصفهم تارة بالأئمة .. وتارة بالدعاة .. بما يدلّ على أنه يعني بهم : أئمة الضلالة .. أو دعاة الباطل ..
وقد يجتمع هذا الوصف أيضاً في الحاكم أو وليّ الأمر .. مع أنه لا دلالة على ذلك .. ولكن تنـزلّاً نقول به
في هذا الموضع .
فما سبيل الخلاص ؟
في الحديث الأول : « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ؟ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » .
في هذا الحديث أكبر دلالة على أن هؤلاء الأئمة الضالين ليسوا أئمة شرعيين ، ولا تصح طاعتهم ..
- لم يقل النبي
: تلزم جماعتهم ، وتطيعهم في المعروف ، وتصبر عليهم .. بل قال : « تلزم جماعة المسلمين وإمامهم » . وما يبيّن هذا الفهم ، هو قول حذيفة - رضي الله عنه - بعدها : « فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام »
لم يفهم حذيفة - رضي الله عنه - من قول النبي
أنه يعني : تلزم جماعة هؤلاء الأئمة المضلين ..
بل فهم أن جماعة المسلمين وإمامهم منفصلة عن هؤلاء الأئمة الضالين .. لذلك قال : « فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام » .. أي : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام في عصر صار أئمته دعاة على أبواب جهنم ؟؟
بمعنى آخر : هو يفترض غياب جماعة المسلمين وإمامهم في زمن تسلط الأئمة المضلين .. أي : لم يفهم من قول النبي
أن هؤلاء أئمة شرعيين واجبة طاعتهم ، ولا يرى جماعتهم هي جماعة المسلمين .
ومما يؤيد هذا الفهم أيضاً ، أن النبي
ذكر هؤلاء الأئمة أو الدعاة بصيغة الجمع .. وعندما أجاب عن سؤال حذيفة ، أجابه بصيغة المفرد ، فقال : « تلزم جماعة المسلمين
وإمامهم » .. بمعنى : سيكون من بين كل هؤلاء إمام للمسلمين وجماعة لهم .
وكذلك قوله
: « فاعتزل تلك الفرق كلها » .. بما يدلّ على أن هؤلاء الدعاة أو الأئمة هم أصحاب فرق وجماعات صغيرة ..
فلو كان المقصود بهم أولي الأمر .. فهذا الحديث يدلّ على وجوب اعتزال جماعاتهم عند حدوث التجرذم وغياب الإمام الأوحد للمسلمين .. هذا على فرض أن النبي
يقصد ذلك .
ولو كان المقصود بهم دعاة أهل البدع وأئمتهم .. فالاستدلال بهذا الحديث ساقط في وجوب طاعة الإمام الفاسق .
------------
الحديث الثاني : « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ »
يجب أن نجمع بين الحديثين حتى يتضح لنا قول النبي
.
وقد قال
قبل أن يأمر حذيفة بالسمع والطاعة : « يكون بعدي
أئمة لا يهتدون بهداي » .. لقد ذكرهم بصيغة الجمع ، ووصفهم بـ "الأئمة" .
ثم قال : « تسمع وتطيع
للأمير » .. ذكره بصيغة المفرد .. ولم يقل : تسمع وتطيع لهم .. أو لهؤلاء الأئمة .
وبالجمع بين الحديثين ، الأول والثاني ، يتبيّن لنا أن المقصود بـ "الأمير" هنا هو : الإمام الشرعي لجماعة المسلمين في ذلك الزمان .. وليس أنه من هؤلاء الأئمة المضلين الدعاة على أبواب جهنم .
ومما يدلّ على هذا الفهم هو ما جاء عند أبي داوود بسند حسن عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - :
اقتباس:
إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر . فأحدقه القوم بأبصارهم ، فقال : إني قد أرى الذي تنكرون ! إني قلت : يا رسول الله ! أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله ، أيكون بعده شر ، كما كان قبله ؟ قال : نعم . قلت : فما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف . قلت : يا رسول الله ، ثم ماذا ؟ قال :
إن كان لله خليفة في الأرض ، فضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرج الدجال معه نهر ، ونار ، فمن وقع في ناره وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم هي قيام الساعة .
وأيضاً ما جاء في [مشكاة المصابيح] وقد حسّنه الألباني :
اقتباس:
عن حذيفة ، قال : قلت : يا رسول الله ! أيكون بعد هذا الخير شر ، كما كان قبله شر ؟ قال : نعم ، قلت : فما العصمة ؟ ! قال : السيف ، قلت : وهل بعد السيف بقية ؟ ! قال : نعم ، تكون إمارة على أقذاء ، وهدنة على دخن ، قلت : ثم ماذا ؟ ! قال :
ثم تنشأ دعاة الضلال ، فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك ، وأخذ مالك ؛ فأطعه ؛ وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة ، قلت : ثم ماذا ؟ ! قال : ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار ، فمن وقع في ناره ؛ وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره ؛ وجب وزره ، وحط أجره ، قال : ثم ماذا ؟ ! قال : ثم ينتج المهر ، فلا يركب حتى تقوم الساعة .
هذا من أوضح الأدلة على أن هؤلاء الأئمة الفسقة الفجرة ، الذين يهتدون بغير هدي النبي
، هم
غير الإمام الذي أمرنا الرسول
بطاعته .
وتبقى مسألة أخيرة :
هل ضرب الظهر وأخذ المال يدلّ على جور الحاكم وفسقه ؟
أقول : لا يستلزم هذا ظلم الحاكم وجوره .. فإنه ليس في الحديث دلالة صريحة على ذلك .. فلم يأت في الحديث : وإن فسق أو فجر ..
وغاية ما يقال فيه إن هذا الظلم حاصل في قضية معيّنة (لاحظ أنه
لم يقل : وإن ضرب ظهوركم وأخذ أموالكم) .. وقد يكون حصل نتيجة حدّ شرعي ، كالتعزير مثلاً ، يرى المرء أن الحاكم أخطأ فيه .. فأقام عليه الحدّ وهو لا يستحقه .
والدليل إن دخله الاحتمال سقط به الاستدلال .. فليس فيه أن هذا الحاكم ظالم أو فاجر أو فاسق ..