جعفر رجب / تحت الحزام / منع النشر خوفا على السلمون
جعفر رجب
مقالة الامس لم تنشر لضرورات رقابية، ويبدو انها لاسباب دينية، انا لم أسال لماذا، ولم يقل لي احد لماذا...؟! مثلكم اكتشفت في الصباح، خلو اسمي ومقالي من الجريدة!
لم اتضايق كثيرا، جلست مسترخيا، واضعا عشري على رأسي وساقا على ساق، انظر للسقف، شاكرا الرقيب على فعلته، لانه اشعرني بالاهمية، وبان ما كتبته مهم جدا لدرجة انه تمت الاتصالات بين الاطراف المتعددة لبحث المقال، ثم الاجتماع فيما بينهم لبحث جوانب المقال، والحلقات الخفية من الكلمات، وهل سينشر أم يمنع؟ ثم يصلون الى نتيجة ان المقال يجب الا يصل للقارئ، لانه قد يؤثر ليس فقط على البلد، بل حتى على تكاثر اسماك السلمون في الاسكا!
منع المقال فازداد غروري وشعوري بالأنا، والانتفاخ المفاجئ اصاب كل جسدي، صحيح انني اجلس متحسرا على منع مقالي وانا اتحدث مع الاصدقاء، ولكنه في الوقت نفسه يشعرني بالغرور! واحيانا كثيرة اتضايق من عدم منع مقالاتي، واتمنى بين الحين والآخر المنع، والبعض قد ينذر ذبح بعير من اجل منع مقاله، حتى ينشره بين المواقع كونه مقالا ممنوعا...الرقيب يشبع غرور الكاتب، فلا تظنوا كاتبا يتضايق من منع مقال، بل بالعكس!
اكملت نظري للسقف، مقارنا بين سقف الغرفة وسقف الحرية، ونزلت عليّ نظرية المؤامرة، وان اطراف الصراع في السلطة يهمهم منع المقال، وقد تكون له علاقة بالمخابرات، كما كان «لقوطي كلينكس» النفط اهمية استخباراتية! لعلهم بمنع مقالي يريدون ايصال رسالة لجهات داخلية او لسفارة دولة اجنبية، او لعلها مؤامرة طائفية، او قد يكون سبب المنع اوامر من «السي اي ايه»، او لعله نوع من الضغط حتى يتم الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية...!
افكر واشبع غروري، بينما الواقع في ادارة الجريدة لا علاقة له بأوهامي! فبعد ان وصلهم المقال، قرأوه، ثم علقوا «شنو هذا، احنا ناقصين، ما نبي دوخة راس، حط بداله اعلان»!!!
*
الزميل عبدالعزيز القناعي - في الدار - كتب بالامس مذكرا بدعوتنا الحوار بين التنوير وممثلي الطالبان، ووضح عقم الحوار رغم عمق الدعوة، وانا مازلت حتى اعداد البيان منتظرا ان يخرج احد من القوم ويقول «انا سأبارز بني تنوير واقطع رؤوس الفتنة، واطبخ من رؤوسهم باجة ومن ارجلهم كراعين، ليتفطر بهم العمال في شارع عمان» ولم اجد!ولن اجد، فهم يخسرون دوما حروب الحوار حتى لو كانت مع نملة..!لم يكن هدفي من الحوار معرفة الحق والباطل، بل هدفي ان نتعلم الحوار وقبول الآخر أيا كان... وهذا بحد ذاته اصعب من دخول جمل سم الخياط!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
جعفر رجب
مقالة الامس لم تنشر لضرورات رقابية، ويبدو انها لاسباب دينية، انا لم أسال لماذا، ولم يقل لي احد لماذا...؟! مثلكم اكتشفت في الصباح، خلو اسمي ومقالي من الجريدة!
لم اتضايق كثيرا، جلست مسترخيا، واضعا عشري على رأسي وساقا على ساق، انظر للسقف، شاكرا الرقيب على فعلته، لانه اشعرني بالاهمية، وبان ما كتبته مهم جدا لدرجة انه تمت الاتصالات بين الاطراف المتعددة لبحث المقال، ثم الاجتماع فيما بينهم لبحث جوانب المقال، والحلقات الخفية من الكلمات، وهل سينشر أم يمنع؟ ثم يصلون الى نتيجة ان المقال يجب الا يصل للقارئ، لانه قد يؤثر ليس فقط على البلد، بل حتى على تكاثر اسماك السلمون في الاسكا!
منع المقال فازداد غروري وشعوري بالأنا، والانتفاخ المفاجئ اصاب كل جسدي، صحيح انني اجلس متحسرا على منع مقالي وانا اتحدث مع الاصدقاء، ولكنه في الوقت نفسه يشعرني بالغرور! واحيانا كثيرة اتضايق من عدم منع مقالاتي، واتمنى بين الحين والآخر المنع، والبعض قد ينذر ذبح بعير من اجل منع مقاله، حتى ينشره بين المواقع كونه مقالا ممنوعا...الرقيب يشبع غرور الكاتب، فلا تظنوا كاتبا يتضايق من منع مقال، بل بالعكس!
اكملت نظري للسقف، مقارنا بين سقف الغرفة وسقف الحرية، ونزلت عليّ نظرية المؤامرة، وان اطراف الصراع في السلطة يهمهم منع المقال، وقد تكون له علاقة بالمخابرات، كما كان «لقوطي كلينكس» النفط اهمية استخباراتية! لعلهم بمنع مقالي يريدون ايصال رسالة لجهات داخلية او لسفارة دولة اجنبية، او لعلها مؤامرة طائفية، او قد يكون سبب المنع اوامر من «السي اي ايه»، او لعله نوع من الضغط حتى يتم الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية...!
افكر واشبع غروري، بينما الواقع في ادارة الجريدة لا علاقة له بأوهامي! فبعد ان وصلهم المقال، قرأوه، ثم علقوا «شنو هذا، احنا ناقصين، ما نبي دوخة راس، حط بداله اعلان»!!!
*
الزميل عبدالعزيز القناعي - في الدار - كتب بالامس مذكرا بدعوتنا الحوار بين التنوير وممثلي الطالبان، ووضح عقم الحوار رغم عمق الدعوة، وانا مازلت حتى اعداد البيان منتظرا ان يخرج احد من القوم ويقول «انا سأبارز بني تنوير واقطع رؤوس الفتنة، واطبخ من رؤوسهم باجة ومن ارجلهم كراعين، ليتفطر بهم العمال في شارع عمان» ولم اجد!ولن اجد، فهم يخسرون دوما حروب الحوار حتى لو كانت مع نملة..!لم يكن هدفي من الحوار معرفة الحق والباطل، بل هدفي ان نتعلم الحوار وقبول الآخر أيا كان... وهذا بحد ذاته اصعب من دخول جمل سم الخياط!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com