تحت الحزام / جعفر رجب

رؤى

عضو بلاتيني
جعفر رجب / تحت الحزام / أيها العنصري أنا عيمي

مثل أبونواس وبشار ومهيار... انثر الحروف وازرع الحدائق للعاشقين، ومساحات حرية للمحرومين، وأبني بكلماتي اكواخا صغيرة فوق هامات السحاب، وكسجادة عجمية انول مقالاتي بأحرف عربية، وافرشها تحت اقدام ضيوفي!

ايها العنصري انا عيمي، واجدادي وآبائي عيم، وبعضهم يتحدث اللغة العربية المكسرة، عنده «سلاسة» آلاف دينار في «البانك»، ويسافر بـ«التيارة» الى مشهد كل خميس، ويشرب «اسير» ليمون كلما عطش، و«يقط» ثلاث بدليات في الدقيقة الواحدة، ومع ذلك احب لهجتهم وبدلياتهم، ولا أتوارى خلف اصابع كفي خجلا، بل استمتع بها استمتاع العاشقين!

اقط «البدليات» وانا مرتاح الضمير، وكيف اكون عيميا ان لم «اقط بدليات»، نعم، خلصت «عيش الكويت» وايضا اقط بدليات، لا اعاني تأنيبا للضمير، ولا عقد نفسية، فمولانا سيبويه، قبل اكثر من الف عام وضع قواعد اللغة العربية، ومازال عيميا لم يستلم جوازه العربي، وانا بعد ألف سنة سيقولون عن احفادي «عيم»، فلماذا اتعب نفسي منتظرا حنانك ومنّك علي بصكوك العروبة والوطنية؟!

أيها العنصري انا عيمي، بعض اجدادي كانوا اقطاعيين يملكون الحجر والبشر، وبعضهم كانوا قطاعي طرق يسرقون البشر، وبعضهم كان يحمل في قلبه روح المغامرين، عبروا- بطشت وبلم وسباحة -من شرقها الى غربها، فكل هذا الخليج عشقنا، وكل سواحله موانئ احلامنا، وكل «هيراته» مغاصات رجالنا، نعشقه كعشق ابن ذريح لمساكن لبنى!

ايها العنصري انا عيمي، افطر مهياوة، وغدائي مرق سبزي، وعشائي آش وخبز ايراني، واحب البصل (عيالي لايحبون البصل الظاهر مو عيم اصليين) واشجع النادي العربي، ولست مضطرا الى أكل المندي لاثبت ولائي، ولست مستعدا ان ازور تاريخي وادعي اننا عرب من نجد، ورحلنا الى بر فارس في الازمنة الغابرة، ولست مستعدا لتغيير اسماء عيالي الى قتيبة وقصي وعدي، ولا اغير اسم عائلتي، واحذف نقطة هنا واضيف نقطة هناك، حتى تقبلني كمواطن كامل الدسم!

هنا وطني، بنيت سورها، وحميت شواطئها، ورويت ارضها بدمائي... فينا الطيب والخبيث، الشجاع والجبان، الكريم والبخيل، الصاحي والمينون مثل بقية الخلق! كويتي (مادة واحد) كويتي (مال اول)، كويتي مثلي مثلك، املك كما تملك، بل قد املك اكثر مما تملك، انتخب وارشح واصبح وزيرا ونائبا، واشرع لك ولابنائك واحفادك!

ايها العنصري انا عيمي، لم اختر اصلي وفصلي، قد اغير ديني او مذهبي او حتى جنسي، ولكن اصلي لا استطيع تغييره، فاذا اردتني ان اكون قحطانيا او عدنانيا فانا اعتذر اخطأت العنوان يا اخ العرب، وان أردتني ان اشعر بالنقص كوني من بلاد تلبس «السراويل» المخططة، فأنت ايضا مخطئ، وان أردتني تابعا وان اكون من «عيمكم» فأنا ايضا آسف، فقد خلقنا مثل بقية الخلق احرارا، ولم نتعود ان نكون عبيدا لغيرنا!

ايها العنصري لا يهمني رأيك، فانا لا انتمي لك بل لهذا البلد الجميل، الذي ضممته بين جفني في فقره، وظللني بجناحيه الواسعين عندما فتحت السماء ابوابها... ايها العنصري اغلق الباب خلفك، و«خلني انام»، حسبالي عندك سالفة!


* وبدوري اقول للعنصريين ..

إحنا ( العيم ) ملحكم لين خستوا .,
 

بارق

عضو فعال
الراي
تحت الحزام / ثوار التويتر
جعفر رجب

محدثو الثروة، قوم ينزل عليهم الخير فجأة، بعد ضنك عيش، منهم من يصاب بجنون الثروة، يبني بيتا كبيرا بزخرفة مبالغة وقبيحة، يشتري سيارات فاخرة ليوقفها عند البيت، يلبس اغلى الثياب والساعات، يحقر الجميع، المال عنده قناع يخفي خلفه وضاعته... وفرق بين من يخفي ثروته، وبين من يتخفى خلف ثروته!
من محدثي الثروة الى محدثي الثورة، بعد سنوات من ترديد جمل «الحيطان لها ودان، اسكت لا نروح ورا الشمس، واحنا احسن من غيرنا، والاهم الامن والامان، والله يعز الحكومة»، وسنوات من الخوف من تغيير لون قميصه، وامتناعه الرد على ارقام الهواتف الغريبة، وخوفه من طرقات الباب بعد الساعة الثامنة مساء، وحتى رفضه محاربة القشرة في شعره، ومكافحة التسوس في اسنانه، لخوف ان يحسب ذا ميول معارضة... فجأة يصبح ثوريا، وحلاقا على رؤوسنا ورؤوس من خلفونا، لان حال الطقس في نشرات الاخبار تشير الى الثورة، محدث الثورة هذا سيماه في وجهه:
مثل ثوار الفنادق في القرن الماضي، يحمل لقب ثوار التويتر والفيس بوك، ومن خلال موقعه يتحدث ويطالب ويشجب ويستنكر، دون ان يتحرك من قنفته الوثيرة...!
يطالب بتسليح الجماهير العربية، والكفاح المسلح، وهو لم يحمل يوما سكينة مطبخ، ولم يقطع يوما بصلة لخوف ان تدمع عيناه، ولا يقلم اظافره الا بعد بنج موضعي!
يطالب بالهجرة، لاعداد معسكرات تدريب في المنفى، وهو لا يخرج من بيته ظهرا خوفا على بشرته الناعمة، ويفكر حاليا ان يصيّف بدلا من باريس في فينسيا، ويسير بقاربه تحت جسر التنهدات، متنهدا على قانون منع النقاب في فرنسا!
يحفظ كلمتين لغاندي، وخطبة لمارتن لوثر، ويطلب من موقع «الامازون»، شراء «تي شيرت» لتشي غيفارا، ليلبسه عند ممارسته الرياضة في النادي الرياضي الفخم!
يطالبك بالثورة، ضد طغاة في العالم، عدا الطاغية الذي يعيش تحت حذائه، فهو ولي نعمته، يخطئ ولكنه يحب شعبه، يحتاج الى النصيحة في السر لا الى الثورة!
يطالب ان تخلى السجون العربية من المعتقلين السياسيين، وهو في بلد كل الشعب معتقل، سواء من كان داخل السجن او خارجه، ويطالب بنظام ديموقراطي وانتخابات نزيهة في مصر، ويحلل الوضع الانتخابي المصري، وفي بلده لا يستطيع حتى اختيار زوجته، الا بعد موافقة امه...!
يطالبك بمواقف واضحة وصريحة، وان تكون مثله بالضبط، نسخة مكررة من «سنحته»، وهو قبل سنة لم يذكر اسم وزير او موظف عام الا بعد وضع لقب «بيه، باشا، افندم، طال عمرك، استاذنا، دكتور...» والآن يطالبك بصريح العبارة ان تضحي للثورة بدلا منه!
يبحث عن حروب وهمية، وصراعات خيالية، فقط ليثبت ثوريته على الطريقة العربية، كونه يمثل الوجه الناصع للثورة، والبقية جبناء عملاء مخابيل مهابيل... وأكمل انت بقية الصفات!
يتحدث عن القمع، و«الشبيحة»، ثم يشتم الشبيحة، ويقرر ان كل من يعارضه ويناقشه شبيح، وهو يمارس دور الشبيح الفكري، يقطع رأس كل فكرة تخالفه، ويعلق كل معارض له على مشنقة التخوين والعمالة والطائفية والفئوية والشعوبية...!
ثائر في درعا، محايد في نواكشوط، حكومي في مقديشو، اخواني في مصر، شيوعي في الجزائر، اشتراكي في الاردن، قاعدي في افغانستان... لا يملك مسطرة واحدة، بل يحمل في جيبه ادوات الهندسة... يقيس المواقف وفقا لمزاجه لا لقيمه!
يخفي نتانته الطائفية والفئوية والعنصرية «بديودرانت» الثورة، ويعلن انه الثوري الوحيد وبقية الخلق، كفار، ملحدون، فجار، فساق، عملاء، اقطاعيون، برجوازيون، فاشيون، ديكتاتوريون... مستحضرا كل أدوات الاقصاء ضد الآخرين!
سيدي ايها الثائر المحدث، تريد ان تكون ثائرا لا بأس، فكر كثائر يثور على أفكاره البالية قبل ان يثور على الآخرين، عش كثائر يؤثر الآخرين على نفسه، هاجر كثائر يترك وطنه في سبيل ان ينقذ وطنه، اعمل كثائر لا كرجل اعمال او مقامر في بورصة، واحمل صليبك على كتفك وقاتل... ثم بعدها اكتب وتحدث كالثوار، او (..........) النقاط في الفراغ عبارة عن شتائم ثورية!


 

بارق

عضو فعال
الدول العربية تسير بقفاها!.. جعفر رجب ساخراً













الراي
تحت الحزام / 'تقرير نامة'.. عرب الأصل وعرب البصل
جعفر رجب

• لورنس الثاني أكمل تقريره وبدأه بأصل العرب وأصولها
• التقرير رقم 23/2 المكان البصرة... الساعة 17

لافتة ملفتة للنظر في مطارات العرب، تقول لك، ابتسم أنت في الكويت، ابتسم أنت في الدوحة، أنت في تونس، أنت في مقديشو... الكل يطالبك ان تبتسم، مع العلم انك داخل الى بلد وليس فيلما كوميديا، وأصدقكم القول، أنت لا تبتسم فقط بل تضحك من كل قلبك، لانك ستدخل بلادا تسير بقفاها!
من مضحكات العرب أصولهم، هؤلاء العرب الذين نراهم أمامنا، يخطبون ويهددون ويتوعدون ويتفاخرون بنسبهم وتاريخهم، هم العرب المستعربة، على أساس أن العرب العاربة انقرضوا كما يقول البعض، وقد اكد الباحثون العرب ان سبب انقراضهم «البراكين والتغيرات المناخية» التي أدت الى انهيار مدنهم وهجرتهم وانقراضهم مثل الديناصورات...؟! هكذا يقولون، ولا اعلم لماذا يؤمن جميع الباحثين بهذه النظرية... ولا أريد ان اعرف، ولكن ما اعرفه بأن العرب الاصليين، انقرضوا بعد ان انتهت صلاحيتهم، وسلموا لغتهم للمستعربين!
المهم في الموضوع أن العرب قسّموا أنفسهم مراتب ودرجات ومقامات، فهناك العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعرب، والعرب المستعجمة... وقرر بعضهم، بما ان العرب البائدة انقرضوا، فإن البقية في الجزيرة عرب عاربة، والاطراف مستعربة، واطراف الاطراف مستعجمة... هكذا على مزاجهم قسموا الشعوب، فكل الشعوب عرب، ولكن بموديلات مختلفة، تسير غالبيتها انظمة مستكلبة، على شعوب مستعبدة ومستغفلة ومستهبلة ومستخرفة!
ولتوضيح أكثر ياسادة، اريد تبيان ان القضية ليست بهذه السهولة والبساطة كما تتخيلون، فإن كنت انسانا عربيا، وأردت الزواج، وتقدمت لخطبة زوجة المستقبل، فإن السؤال الاول يكون عن اصلك؟ لانهم يعتبرون الزوج مثل الحصان العربي الاصيل الذي يجب ان يتزوج بفرسة اصيلة حفاظا على النسل العريق من الدمار والانهيار، ولابد ان تكون لديك شجرة عائلة تحملها معك حتى في قبرك، فإما ان تكون اصيلا، او تملك حسابا بنكيا ينسيهم أصلك وأصلهم!
قبل يومين، جلست مع شيخ جليل من جزيرة العرب، يبدو عليه الوقار والعلم، وقلت له: يا شيخ حدثنا عن العرب!
اعتدل في جلسته، ومسح لحيته، وقال: اولا، ليس كل عربي عربيا، فمن غير المعقول ان يكون الصنعاني مثلا عربيا، والنواكشوطي عربيا مثله بالمواصفات نفسها، هنا العروبة الخالص، وكلما ابتعدت من هنا، قلت مواصفاتك العروبية، و«حنا العرب يا مدعين العروبة» هنا العرب والبقية عرب صناعة «غوانزو»!
توقف قليلا ثم أكمل ليثبت نظريته: يا أخي، هل سمعت مرة بعربي في كتب التاريخ اسمه «طوني» او «شربل»؟! هل سمعت يوما عنترة بن شداد، يقول «هون» و«هونيك»، و«شو بدكون»... يا اخ العرب، العرب مثل الحليب، فيه كامل الدسم، وقليل الدسم، وخالي الدسم...! ثم سألني: أنت من اي نوع...؟ قلت له: يا شيخ أنا لست حليبا، انا شاي أخضر!
نترك الشيخ ونرجع الى عرب القلب، وعرب الاطراف، عرب «الاصل» وعرب «البصل»، وبما انه ليس كل عربي عربيا، فقد خرجت معادلة اخرى وهي، ليس كل بحريني بحرينيا، ولا كل سعودي سعوديا، ولا كل ليبي ليبيا، ولا كل مصري مصريا... والبربري، والكردي، والفارسي، والبلوشي، والقبطي، والنوبي، والارمني، والتركماني، والشركسي... يعتبرون عربا بالتبعية يحق لهم العيش والحديث بالعربية فقط، ويقول لك اكثرهم ثقافة وعلما وحيادية «العربي ليس اصل فقط، بل لغة مشتركة، وتاريخ مشترك، وآمال واحدة، وهم اخوة لنا... «وفجأة تتذكر اخوة يوسف، وبئر بحجم خريطة الوطن العربي!
ومن غرائب العرب، انه عندما يقول أحدهم للآخر «يالمصري، يالسوري، يالسعودي، يالعراقي...» فهو لا يشير الى جنسياتهم بل يشتمهم، لانه يعتبر مجرد حمله لجنسية عربية مختلفة عنه، سبة في جبينه!
قبل اسبوع قابلت ثائرا عربيا محدثا، يخرج في مظاهرات يومية مستمرة في التويتر، وسألته: العرب، ومنذ مئات السنين وهم يتقاتلون حول الاصل والفصل، منذ يعرب بن قحطان ومعد بن عدنان... والآن يأتي من لا اصل ولا فصل له من بلاد العم سام، ليمشيهم على الحبل، ويوظفهم كلاعبي سيرك، ويصرون على استضافته دون ان يهتموا كثيرا بأصولهم... قال لي بكل ثقة: لا بأس نحن نسمح للأميركان ان يفعلوا ما يريدون في هذه البلاد، وحتى يحتلوا بلادنا، ولكن لم ولن نزوجهم بناتنا...!
انتهى التقرير، تحياتي للملكة، وللقيادة العامة في المخابرات، وغدا سأرسل تقريرا عن اربعة مليارات اصبع عربي... مع خالص التقدير، لورنس الثاني!


 

هيغل

عضو مميز
جعفر رجب مفردات مقالاته الانتقاديه من بعد اعدام صدام حطو تحتها خطين

(اعرابي) (راعي) (العربي) (الاعراب)

اعتبره سفير مجوسي فكاهي لدي المجوس وخائن للعروبه لدينا

وشكراً
 
أعلى