سأقوم بنقل كتابات و مقالات الدكتور المثقف خالد الجنفاوي الكاتب في جريدة السياسه
بهذه الصفحه , لتصل إلى أكبر قدر ممكن من القراء
------------
(حوارات الديماغوج وضحاياه)
تُعَرِّف الكثير من المصادر المصطلح السياسي الأغريقي القديم: "الديماغوج" بزعيم الحمقى, أي الغوغائيين, وضيقي الافق, والديماغوج يختلف عن غيره من "المهيجيين" للجماهير بكونه ماهراً بالتلاعب بمخاوف وعواطف وببساطة تفكير أغلبية من يتبعونه, فهو يستمر »يغويهم« بشتى الطرق, وبأي وسيلة كانت, لتصديق ما يقول, وكل هذا يحصل بالطبع من أجل تحقيق مآربه الشخصية فقط, وهو لذلك يسخط جداً على من يعارض منهجه التدميري ويدعي عليهم بما ليس فيهم بإستناده على فرضيات مزيفة ومعدومة القيمة ليست لها علاقة بالحقيقة أو بالواقع.
وزعامة الديماغوج على من يتبعونه لا ترتكز بالضرورة على تصديق عامة الناس بما يجادل به, بل ما يربط الديماغوج بأتباعه ومؤيديه هي علاقة غريبة من الناحية العقلية يحكمها في الكثير من الأحيان الخوف اللا-منطقي, والرهبة المتخيلة من ما يمكن أن يفعله الديماغوج بمن لا يسمعون كلامه, ولا يطيعون أوامره ! فهو قد أسر وقيد قلوب عامة أتباعه والذين يرهبون تلك الكاريزما الممتلئة والخاوية في نفس الوقت لدرجة وصولهم لمرحلة الرهبة أو حتى الفوبيا النفسية الحادة والتي عادة ما يميزها هوس جنوني بما يمكن أن يحل بمن يعارض الديماغوج, أي لو تجرأ البعض وعارضوا الديماغوج, على سبيل المثال. فسيكلوجية الخوف الجماعية في هذا السياق عادة ما تديرها العواطف البدئية والجياشة وذلك الايمان المزيف بأن كل ما يخرج من فم الديماغوج هو الحقيقة بعينها وأن كل تنفيذ لأوامره, وحتى لو نافت العقل, هو تحقيق للرغبة الشخصية ! فَسِرُّ نجاح الديماغوج في سيطرته على أتباعه يتضح دائماً في قدرته على "زرع" أهدافه الشخصية في قلوب وعقول أتباعه, فأهدافهم تصبح أهدافه الشخصية, والعكس صحيح, أو هكذا تظن هذه النوعية من بني البشر!
ضحايا الديماغوج:
يترعرع الديماغوج عادة وسط مجموعة من البشر ممن لديهم من الأساس, سواء بسبب التنشئة في الصغر أو بسبب ظروف معينة مروا بها في السابق, أستعداد شخصي للتخلي عن حرياتهم الفطرية والتي منحها الله عز وجل لهم وقت مولدهم والتي تتمثل عند البشر الطبيعيين في حرية الارادة وحرية الاختيار, فضحايا أو أتباع الديماغوج لا يمتلكون عادة ولو 1 في المئة مما يتخذونه من قرارات في حياتهم اليومية, ولو تخيلوا غير ذلك, فحياتهم عادة ما تحكمها آراء الآخرين, ويؤثر في نشاطاتهم اليومية ما يرغب في تحقيقه الآخرين, فاتباع أو ضحايا الديماغوج أشباح تُرَىَ ولا تَرَى, تنطق ولا تُفْقَه, بل لا يتجاوز ما تفعله هذه النوعية المسكينة من البشر خلال حياتهم اليومية سوى تنفيذ أصم لرغبات الديماغوج, فقط لا غير. وهم بالطبع "ضحايا" لا حول لهم ولا قوة فيما يدور حولهم من عبث وتدمير ديماغوجي بل ويجب مد يد العون لهم لأنهم وقعوا في أكبر ورطة في حياتهم, فلقد قدموا عقولهم الحرة بالفطرة طواعية للديماغوج وللآخرين, بل وقدموا قلوبهم وما تحويه من أماني وعواطف أنسانية طبيعية للآخرين, يتلاعبون بها كيف ما يشاؤون.
القضاء على الديماغوج:
لا يوجد مصل أو عقار نعرفه يمكن أن يعالج أو يقضي على ظاهرة الديماغوج في المجتمع الإنساني أو يعالج الآثار الجانبية لخروجه في اي بيئة إنسانية, ولكن ما نحن متأكدين من نجاحه في اضعاف أثره السيئ على الآخرين هو تمتع الفرد العادي بإنسانيته الكاملة, وقدرته على المحافظة على كرامته الشخصية, وتمتعه الدائم كذلك بأمتلاك حرية القرار وحرية تنفيذ أرادته الشخصية من دون وقوعه تحت سيطرة من يريدون به وبالآخرين شراَ, فالديماغوج آخر الأمر لا يرغب سوى في تحقيق مآربه الشخصية وطمعه الذي لا ينتهي وجحوده وظلمه للآخرين, وبأية طريقة كانت, فهو لن يمانع إطلاقاً في دهس أو افتراس الآخرين وتدميرهم ما دام ذلك سيوصله لما يريد.
* كاتب كويتي
بهذه الصفحه , لتصل إلى أكبر قدر ممكن من القراء
------------
(حوارات الديماغوج وضحاياه)
تُعَرِّف الكثير من المصادر المصطلح السياسي الأغريقي القديم: "الديماغوج" بزعيم الحمقى, أي الغوغائيين, وضيقي الافق, والديماغوج يختلف عن غيره من "المهيجيين" للجماهير بكونه ماهراً بالتلاعب بمخاوف وعواطف وببساطة تفكير أغلبية من يتبعونه, فهو يستمر »يغويهم« بشتى الطرق, وبأي وسيلة كانت, لتصديق ما يقول, وكل هذا يحصل بالطبع من أجل تحقيق مآربه الشخصية فقط, وهو لذلك يسخط جداً على من يعارض منهجه التدميري ويدعي عليهم بما ليس فيهم بإستناده على فرضيات مزيفة ومعدومة القيمة ليست لها علاقة بالحقيقة أو بالواقع.
وزعامة الديماغوج على من يتبعونه لا ترتكز بالضرورة على تصديق عامة الناس بما يجادل به, بل ما يربط الديماغوج بأتباعه ومؤيديه هي علاقة غريبة من الناحية العقلية يحكمها في الكثير من الأحيان الخوف اللا-منطقي, والرهبة المتخيلة من ما يمكن أن يفعله الديماغوج بمن لا يسمعون كلامه, ولا يطيعون أوامره ! فهو قد أسر وقيد قلوب عامة أتباعه والذين يرهبون تلك الكاريزما الممتلئة والخاوية في نفس الوقت لدرجة وصولهم لمرحلة الرهبة أو حتى الفوبيا النفسية الحادة والتي عادة ما يميزها هوس جنوني بما يمكن أن يحل بمن يعارض الديماغوج, أي لو تجرأ البعض وعارضوا الديماغوج, على سبيل المثال. فسيكلوجية الخوف الجماعية في هذا السياق عادة ما تديرها العواطف البدئية والجياشة وذلك الايمان المزيف بأن كل ما يخرج من فم الديماغوج هو الحقيقة بعينها وأن كل تنفيذ لأوامره, وحتى لو نافت العقل, هو تحقيق للرغبة الشخصية ! فَسِرُّ نجاح الديماغوج في سيطرته على أتباعه يتضح دائماً في قدرته على "زرع" أهدافه الشخصية في قلوب وعقول أتباعه, فأهدافهم تصبح أهدافه الشخصية, والعكس صحيح, أو هكذا تظن هذه النوعية من بني البشر!
ضحايا الديماغوج:
يترعرع الديماغوج عادة وسط مجموعة من البشر ممن لديهم من الأساس, سواء بسبب التنشئة في الصغر أو بسبب ظروف معينة مروا بها في السابق, أستعداد شخصي للتخلي عن حرياتهم الفطرية والتي منحها الله عز وجل لهم وقت مولدهم والتي تتمثل عند البشر الطبيعيين في حرية الارادة وحرية الاختيار, فضحايا أو أتباع الديماغوج لا يمتلكون عادة ولو 1 في المئة مما يتخذونه من قرارات في حياتهم اليومية, ولو تخيلوا غير ذلك, فحياتهم عادة ما تحكمها آراء الآخرين, ويؤثر في نشاطاتهم اليومية ما يرغب في تحقيقه الآخرين, فاتباع أو ضحايا الديماغوج أشباح تُرَىَ ولا تَرَى, تنطق ولا تُفْقَه, بل لا يتجاوز ما تفعله هذه النوعية المسكينة من البشر خلال حياتهم اليومية سوى تنفيذ أصم لرغبات الديماغوج, فقط لا غير. وهم بالطبع "ضحايا" لا حول لهم ولا قوة فيما يدور حولهم من عبث وتدمير ديماغوجي بل ويجب مد يد العون لهم لأنهم وقعوا في أكبر ورطة في حياتهم, فلقد قدموا عقولهم الحرة بالفطرة طواعية للديماغوج وللآخرين, بل وقدموا قلوبهم وما تحويه من أماني وعواطف أنسانية طبيعية للآخرين, يتلاعبون بها كيف ما يشاؤون.
القضاء على الديماغوج:
لا يوجد مصل أو عقار نعرفه يمكن أن يعالج أو يقضي على ظاهرة الديماغوج في المجتمع الإنساني أو يعالج الآثار الجانبية لخروجه في اي بيئة إنسانية, ولكن ما نحن متأكدين من نجاحه في اضعاف أثره السيئ على الآخرين هو تمتع الفرد العادي بإنسانيته الكاملة, وقدرته على المحافظة على كرامته الشخصية, وتمتعه الدائم كذلك بأمتلاك حرية القرار وحرية تنفيذ أرادته الشخصية من دون وقوعه تحت سيطرة من يريدون به وبالآخرين شراَ, فالديماغوج آخر الأمر لا يرغب سوى في تحقيق مآربه الشخصية وطمعه الذي لا ينتهي وجحوده وظلمه للآخرين, وبأية طريقة كانت, فهو لن يمانع إطلاقاً في دهس أو افتراس الآخرين وتدميرهم ما دام ذلك سيوصله لما يريد.
* كاتب كويتي