لا ليس نصا صريحا ، لأن هناك نص أصح و أصرح منه يقول : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، أما هذه الرواية ففيها أخذ ورد من حيث المعنى و من حيث الصحة وإن كان بعض علمائنا صححها - كما يميل قلبي لها - فهي تحمل معنى آخر لورود نصوص صحيحة أخرى تشرح معناها بغير الذي ذهبت إليه ، وإلا فعليك بأخذ جميع الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم طبقا لشروطنا في الرواية وعندها ستصل لنفس نتيجة أهل السنة والجماعة وهي أن الأمر شورى ومتروك للأمة ولا يوجد نص استخلافي قطعي الدلالة قطعي الثبوت .
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين،
أولا القرآن كتاب الله تعالى وتأويل الآيات فيه لا يعلمها إلا الله ورسوله صلى الله عليه وآله فكيف تستدل بآية الشورى أنها تشتمل على مورد الخلافة؟!.
ثانيا من كان من أهل البيت حاضرا في سقيفة بني ساعدة حتى نقبل أن الأمر كان شورى هذا لو تنزلنا إلى صحة مبنى الشورى في إمامة المسلمين؟!
ثالثا إن الله تحدث عن أن الشورى بين المؤمنين وليس المسلمين فهل كان جميع الحاضرين مؤمنين؟! كيف علموا؟!
رابعا المتيقن بل المؤكد اللازم إيمان علي عليه السلام فلم تركوا المؤكد أعني إيمانه ولم يستشروه بل أبى المبايعة؟!
رابعا لماذا العجلة إلى الشورى والنبي صلى الله عليه وآله لم يدفن بعد؟! أيهما أحب إلى المؤمن الشورى في الخلافة أم وداع النبي صلى الله عليه وآله؟!
خامسا هل علي منزه عن الرجس أم لا؟! أليس الخطأ رجسا؟! بلى إذا ما يجتنبه علي هو الرجس ومبايعة الخليفة الأول رجس ابتعد عنه عليه السلام؟! أم تقولون كان يعبث حاشاه؟!
سادسا الخلافة من الدين أو الدنيا؟! فإن كان الأمر من الدين فهل كان الدين ناقصا لتتمه السقيفة؟! وإن كان تاما فمن هو الخليفة؟!
سابعا إن آية التطهير نزلت في أهل البيت ولكن من عرفنا أهل البيت غير النبي صلى الله عليه وآله، فكيف عرفنا أن _آية الشورى_ الخلافة من موردها علما أن الآية تحدثت عن المؤمنين؟! وهل كل المسلمين مؤمنين؟ أصلا الخلافة تعني المسلمين عامة وليس المؤمنين فكيف وصلتم أن الشورى تكون بين أمور المسلمين والآية خصصت الشورى المذكورة في أمور المؤمنين وأمورهم التي تعنيهم فقط؟! ولو فرضنا أن المؤمنين هنا المقصود منها المسلمون، الله يقول الشورى تكون بينهم؟! كيف يعقل أن تكون الشورى والمسلمون لم يحضروا في سقيفة بني ساعدة؟! أين أهل الحل والعقد الذي تدعونه في الآية؟!
ثامنا لماذا نزلت آية الأمر بالتبليغ في حجة الوداع وقال الرسول صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه ثم نزلت آية إكمال الدين؟!
تاسعا ما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه؟!
عاشرا أليس عدد ركعات الصلاوات من الأمور الهامة والتي لم يذكرها القرآن وأعلمنا بها النبي صلى الله عليه وآله، فكيف تستنكر كون إمامة علي عليه السلام أمرا أخبر به النبي صلى الله عليه وآله ولمح القرآن إليه؟! أليس علي عليه السلام المقول فيه في كتاب الله العزيز أنه "إنما (أداة حصر) وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ؟! أوليس علم الغيب أمر موكول إلى الله تعالى والله أعلم بالطريقة التي يذكر فيه أولياءه بعد الأنبياء، ولو كان التصريح تصريحا قرآنيا تام الدلالة ما أدراك أن لا تخسف الأرض بأهلها من بعد ذلك فيما لو تخلفت الأمة عن أمر ربها ويصيروا قردة وخنازير، وهل أمة محمد صلى الله عليه وآله كانوا آمن على أنفسهم من أمة موسى الذين لم يطيعوا أمر موسى باتباع هارون وتبعوا السامري الذي زين لهم عبادة العجل؟