فيصل البيدان
عضو بلاتيني
الشعبي و استجواب جديد... و ماذا بعد ؟!
نحن اليوم على أعتاب استجواب جديد ، و ليس هذا بجديد ، فنحن دائماً في أعقاب و على أعتاب استجواب جديد ، و يقف خلف هذا الاستجواب التكتل الشعبي ، و ليس هذا أيضاً بجديد ، فالتكتل يحتاج دوما إلى قضية ، لأن التكتل في الحقيقة هو القضية ، و بلا قضية لا يكون التكتل ، و ليس من قضية أكثر سطوعاً و بريقاً و لمعاناً من استجواب جديد .
و لست هنا في وارد الدفاع عن الوزير المستجوب ، بفتح الواو ، وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله ، فليس على رحيله تنوح النائحات و لا حتى تبكي البواكي ، فالرجل و منذ يومه الأول يوم دخل خشبة المسرح السياسي ، و هو بعيد كل البعد عن الإتيان بما يلفت النظر ، ناهيك عما قد ، و أقول قد ، يستجلب الاستحسان ، لكنه في المقابل بارع جداً ، براعة قد يمكننا تسجيلها له كبراءة اختراع ، في السقوط في الحفر و المطبات السياسية ، حيث لا يكاد يخرج من واحدة حتى يسقط في أختها التي لا تبعد عنها إلا بمقدار ما تحتاجه قريحته الفذة ، لإطلاق تصريح أو تعليق عجيب غريب غير محسوب العواقب ، أو القيام بعمل يعجزك عن تخيل كيف تفتق عنه ذهنه و دار في خلده ، هذا إن كان هذا يحصل أصلاً ، و أن أموره لا تدار بأسلوب 'خبط عشواء'... الشيخ أحمد العبدالله و بكل ببساطة ، محترف عثرات و سقطات سياسية !
لكنني ، و إن قلت هذا كله ، فلست بواثق البتة بما ستؤول إليه الأمور في المقبل من الأيام ، فالأبواب كلها ، و كما هي دوما ، مشرعة على كل الاحتمالات، و إن كانت جميعها تقود في النهاية ، و كالعادة أيضا ، إلى ذات النتيجة: لا شيء... الصفر المطلق... درجة التجمد !
من الممكن أن تدافع الحكومة عن وزيرها و تحميه ، فهي قادرة على ذلك و قد أثبتت هذا على أرض المعركة في يوم الاستجوابات الشهير ، الذي لاتزال ذكراه غضة طرية في تلافيف ذاكرة الحكومة و مؤيديها ، و لاتزال مرَّة ثقيلة جارحة في أفواه خصومها . و في الكفة الأخرى ، فمن الممكن كذلك ألا تدافع الحكومة عنه ، فتقدمه كبش فداء وحيداً عارياً في العراء ، لتنهشه الضواري و يرحل غير مأسوف عليه ، فالأمر برمته لا يعدو كونه أكثر من لعبة سياسية فاترة ، قد تستلزم التضحيات و تقديم القرابين أحياناً ، كما كان مراراً و سيكون دوماً !
و سواء بقي الوزير أم رحل ، فلا يمكن أيضاً ، و على الإطلاق ، القول إن الوضع الإعلامي المزري الذي يجري استجواب الوزير العبدالله على خلفيته سيتم إصلاحه و معالجته ، و لا حتى الحرص على متابعته لهذا الهدف ، أعني هدف الإصلاح و المعالجة ، بعد انتهاء الاستجواب ، فلا أظن الكتلة المستجوبة ، بكسر الواو ، يهمها هذا أكثر من اهتمامها بـ'تطيير' رأس الوزير و دحرجته على درجات المذبح السياسي ، و تحقيق انتصار لها ، هي بأمس الحاجة إليه اليوم ، بعدما أثخنتها بالجراح سلسلة هزائم الأمس . و لطالما شاهدنا مراراً و تكراراً كيف انتهت أغلب ، بل ربما كل ، الاستجوابات السابقة إلى عدم تصحيح الأوضاع التي جرت لأجلها ، حتى بعدما جرى إقصاء الوزراء الذين تم استجوابهم !
و فوق هذا ، فلا توجد أي ضمانات كذلك بعدم عودة الشيخ أحمد العبدالله إلى أي تشكيلة حكومية قادمة إن هو خرج اليوم مُقالاً أو مستقيلاً ، فالرجل كان قد تم استجوابه سابقاً ، و استقالت الحكومة بأسرها على خلفية الأمر ، و مع ذلك عاد إلى التشكيلة الحالية ليحمل حقيبتين من أخطر الحقائب الوزارية ، النفط و الإعلام ، و لهذا ، و في ظل الصعوبة المتزايدة التي تعترض رئيس الحكومة دائماً عند اختيار وزراء كل تشكيلة جديدة ، و لندرة الأكفاء الجدد ممن يقبلون بالمشاركة ، سيضطر الرئيس دون شك إلى اللجوء إلى سوق المستعمل و القبول حتى بمن سبق لهم التعرض لمثل هذه الاصطدامات المخيفة ، التي جعلتهم غير صالحين للقيادة !
خلاصة القول ، إن ما يجري ليس سوى فوضى... فوضى مجنونة بكل معنى الكلمة ، و لا يمكن لها أبداً أن تخلق شيئاً له قيمة ، و لكن و في كل الأحوال ، كل ما أوده هو أن نمر بهذا كله سريعاً... أن نركض من طرفه إلى طرفه ، لننتهي منه بأسرع وقت ، و أنا شخصياً لن أنظر خلفي لأرى ما قد حصل ، فهو بكل احتمالاته سواء بسواء في النهاية ، و سأظل على أمل أن يكون ما بعده خير .
و لست هنا في وارد الدفاع عن الوزير المستجوب ، بفتح الواو ، وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله ، فليس على رحيله تنوح النائحات و لا حتى تبكي البواكي ، فالرجل و منذ يومه الأول يوم دخل خشبة المسرح السياسي ، و هو بعيد كل البعد عن الإتيان بما يلفت النظر ، ناهيك عما قد ، و أقول قد ، يستجلب الاستحسان ، لكنه في المقابل بارع جداً ، براعة قد يمكننا تسجيلها له كبراءة اختراع ، في السقوط في الحفر و المطبات السياسية ، حيث لا يكاد يخرج من واحدة حتى يسقط في أختها التي لا تبعد عنها إلا بمقدار ما تحتاجه قريحته الفذة ، لإطلاق تصريح أو تعليق عجيب غريب غير محسوب العواقب ، أو القيام بعمل يعجزك عن تخيل كيف تفتق عنه ذهنه و دار في خلده ، هذا إن كان هذا يحصل أصلاً ، و أن أموره لا تدار بأسلوب 'خبط عشواء'... الشيخ أحمد العبدالله و بكل ببساطة ، محترف عثرات و سقطات سياسية !
لكنني ، و إن قلت هذا كله ، فلست بواثق البتة بما ستؤول إليه الأمور في المقبل من الأيام ، فالأبواب كلها ، و كما هي دوما ، مشرعة على كل الاحتمالات، و إن كانت جميعها تقود في النهاية ، و كالعادة أيضا ، إلى ذات النتيجة: لا شيء... الصفر المطلق... درجة التجمد !
من الممكن أن تدافع الحكومة عن وزيرها و تحميه ، فهي قادرة على ذلك و قد أثبتت هذا على أرض المعركة في يوم الاستجوابات الشهير ، الذي لاتزال ذكراه غضة طرية في تلافيف ذاكرة الحكومة و مؤيديها ، و لاتزال مرَّة ثقيلة جارحة في أفواه خصومها . و في الكفة الأخرى ، فمن الممكن كذلك ألا تدافع الحكومة عنه ، فتقدمه كبش فداء وحيداً عارياً في العراء ، لتنهشه الضواري و يرحل غير مأسوف عليه ، فالأمر برمته لا يعدو كونه أكثر من لعبة سياسية فاترة ، قد تستلزم التضحيات و تقديم القرابين أحياناً ، كما كان مراراً و سيكون دوماً !
و سواء بقي الوزير أم رحل ، فلا يمكن أيضاً ، و على الإطلاق ، القول إن الوضع الإعلامي المزري الذي يجري استجواب الوزير العبدالله على خلفيته سيتم إصلاحه و معالجته ، و لا حتى الحرص على متابعته لهذا الهدف ، أعني هدف الإصلاح و المعالجة ، بعد انتهاء الاستجواب ، فلا أظن الكتلة المستجوبة ، بكسر الواو ، يهمها هذا أكثر من اهتمامها بـ'تطيير' رأس الوزير و دحرجته على درجات المذبح السياسي ، و تحقيق انتصار لها ، هي بأمس الحاجة إليه اليوم ، بعدما أثخنتها بالجراح سلسلة هزائم الأمس . و لطالما شاهدنا مراراً و تكراراً كيف انتهت أغلب ، بل ربما كل ، الاستجوابات السابقة إلى عدم تصحيح الأوضاع التي جرت لأجلها ، حتى بعدما جرى إقصاء الوزراء الذين تم استجوابهم !
و فوق هذا ، فلا توجد أي ضمانات كذلك بعدم عودة الشيخ أحمد العبدالله إلى أي تشكيلة حكومية قادمة إن هو خرج اليوم مُقالاً أو مستقيلاً ، فالرجل كان قد تم استجوابه سابقاً ، و استقالت الحكومة بأسرها على خلفية الأمر ، و مع ذلك عاد إلى التشكيلة الحالية ليحمل حقيبتين من أخطر الحقائب الوزارية ، النفط و الإعلام ، و لهذا ، و في ظل الصعوبة المتزايدة التي تعترض رئيس الحكومة دائماً عند اختيار وزراء كل تشكيلة جديدة ، و لندرة الأكفاء الجدد ممن يقبلون بالمشاركة ، سيضطر الرئيس دون شك إلى اللجوء إلى سوق المستعمل و القبول حتى بمن سبق لهم التعرض لمثل هذه الاصطدامات المخيفة ، التي جعلتهم غير صالحين للقيادة !
خلاصة القول ، إن ما يجري ليس سوى فوضى... فوضى مجنونة بكل معنى الكلمة ، و لا يمكن لها أبداً أن تخلق شيئاً له قيمة ، و لكن و في كل الأحوال ، كل ما أوده هو أن نمر بهذا كله سريعاً... أن نركض من طرفه إلى طرفه ، لننتهي منه بأسرع وقت ، و أنا شخصياً لن أنظر خلفي لأرى ما قد حصل ، فهو بكل احتمالاته سواء بسواء في النهاية ، و سأظل على أمل أن يكون ما بعده خير .
التعليق:
سؤال بسيط
ماذا حدث لاستجواب وزير الداخلية ؟!
ماذا حدث لاستجواب رئيس الوزراء بالقرعة ؟!
ماذا حدث بطلب اعتذار الحكومة للشعب ؟!
إذن هل ما قاله د. ساجد صحيح
أن المراد من هذا الاستجواب هو تحقيق انتصار للكتلة
و ليس الغاية منه الاصلاح !!!
أنا أؤيد هذا الكلام
***
ماذا حدث لاستجواب وزير الداخلية ؟!
ماذا حدث لاستجواب رئيس الوزراء بالقرعة ؟!
ماذا حدث بطلب اعتذار الحكومة للشعب ؟!
إذن هل ما قاله د. ساجد صحيح
أن المراد من هذا الاستجواب هو تحقيق انتصار للكتلة
و ليس الغاية منه الاصلاح !!!
أنا أؤيد هذا الكلام
***