ماساة الذات الانسانيه

0utsider

عضو بلاتيني
ماساة الذات الانسانيه


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-







عندما خلق الله عزوجل هذا الكون ، خلق فيه مالانهاية له ومالايستحيل علي العقل ادراكه او تحديده من المخلوقات . ولعل اعظم مخلوق في هذا الكون هو الذات الانسانيه ، أي الانسان الفرد ، الانسان الواحد المفرد بذاته .



والذات الانسانيه الفرديه مكتوب عليها الشقاء والعذاب والمعاناة في هذا الكون ، وهو امر لافكاك لها منه ولاخلاص ، فالمعاناة والموت هما مصيرها المحتوم ان عاجلا ام اجلا ، فالذات الانسانيه معرضه ، في حياتها ، الي شتي صنوف العذاب والشقاء والمعاناة ، من امراض جسمانيه وعصبيه ونفسيه ، وشعور بالاحتياج والرغبات والمطالب لايمكن اسكاته ابدا بل ويستحيل اسكاته ، والفقروالخوف والتوترومرض الموت والاعتداء ومختلف انواع الحوادث وفقدان الاحبه والاعزاء والحرمان والدمار الجسدي وسقوط جسم ثقيل عليها والاصابات والمصائب والشلل والاعاقه وضعف الجسم وعجزه عن الحركه مع الاضطرار للبقاء مدي الحياة طريح الفراش والسرير او كرسي الاعاقه ، وماالي ذلك من صور للمعاناة القاسيه المريره تعانيها حتما الذات الانسانيه في حياتها والتي لايمكن حصرها ، اضافة الي الموت المحتوم .



ان الاخطار ، من مختلف الاشكال والالوان والانواع ، تحيط ، من كل صوب وحدب ، بالذات الانسانيه .


لقد مر علي هذا الكون العجيب المثير مليارات من الذات الانسانيه الفرديه ، والتي عانت في حياتها شتي صنوف الويلات والمعاناة ، ثم سارت الي مصيرها المحتوم وهو الموت ، وتعيش الان الميارات من الذات الانسانيه الفرديه ، تعاني في حياتها من شتي صنوف وانواع والوان المعاناة القاسيه المريره ، وتنظر مصيرها المحتوم وهو الموت ، والمساله هي مسالة وقت فقط ، لااكثر ولااقل ، وهناك المليارت من الذات الانسانيه الفرديه تنتظر دورها في المعاناة القاسيه البشعه المؤلمه ، لتعاني بمنتهي القسوه ، ولتسير نحو المصير المحتوم وهو الموت ، وهناك المليارات من الذات الانسانيه الفرديه لم تاتي بعد ولم تولد،والتي ستاتي ، بعد حين ، الي هذا الكون الرهيب ، لتعاني الامرين ، ثم لتاخذها طريقها المرسوم لها سلفا وهو الموت .



ورغم تعدد المخلوقات ، الا ان الذات الانسانيه تبقي هي اعظم مخلوق بالكون ودون منافس اومنازع ، فالمجتمع مثلا ، هو ماهو الافكره عقليه مجرده ، لاوجود عيني حقيقي له ، فالمجتمع ليس له جسم نعرفه به ولاكيان له ، ولايستطيع شخص ايا كان ان يشير باصبعه الي المجتمع ويقول لنا ان هذا هو المجتمع وانه يسكن في المكان الفلاني ، فالمجتمع كفكره عقليه مجرده لايمكن حصرها بزمان ومكان معين .



والمجتمع وكل ماهو مجرد لايتالم ولايتعذب ولايجوع ولايسهر ولايصاب بالارق ، ولايشعر بالقهر والظلم والخوف والفزع والهلع ، وشتي صنوف الاوجاع والالام ، بينما الانسان الفرد ، الانسان الذات ، هو الموجود الحقيقي ، والموجود العيني ، وهو من يمكن ان يشار اليه بالاصبع وان نقول ان هذا هو فلان الفلاني ، بجسمه وكيانه ولحمه ودمه ، فالذات الانسانيه هي الوجود الحقيقي والعيني ، وهي التي يمكن حصرها في الزمان والمكان .




كما ان الذات الانسانيه بالاضافة الي انهاهي محل العذاب والمراره والمعاناة في الدنيا ، فهي ايضا محل الحساب ، امام الله تعالي ، يوم القيامه .

فالانسان الفرد محاصر في الدنيا ، محاسب في الاخره ، وهذا هو حال الذات الانسانيه .



والذات الانسانيه هي محل كل صنوف وانواع العذاب والالام والماسي الموجوده في قوانين الكون وسنن الطبيعه ، فهي محل الشر والالم وموقعه ، اذ ان العذاب والالام والامراض والجوع والعطش والفناء والدمار وقابلية الجسم الانساني للتلف ، وشتي صنوف المعاناة الانسانيه الماساويه انما تقع علي الذات ، فالفقر والتحسر والعذاب النفسي والحرمان والاحتياج والشعور بان شيئا ما ينقصنا وارتكاب الجرائم وماساويتها ، والعذاب من اجل عذاب وحال من يهمنا امرهم ، والتعرض لشتي صنوف الخطر والاتلاف والهلاك والاهلاك ، والتعرض لمخاطر الطبيعه والكوارث الطبيعيه ، والموت وقسوته ومرارة معاناته ، وغيرها من الالام وشتي صور العذاب المرير القاسي ، جسميا كان ام نفسيا ، انما محلها الذات الانسانيه ، وليس المجتمع ولاالاشياء .



فالذات الانسانيه هي التي تعاني العذاب وتتالم وتعاني الشقاء وشتي صنوف العذاب ، وهي التي تشعر بالعذاب والالم والمعاناة ، ومرارة قسوة الوجود ، وبشاعة اوجاعه ، والذات الانسانيه ، هي التي تتعذب وتدري انها تتعذب وتدرك ذلك تماما . فهي تعاني بسبب العذاب اللذي تتعرض له ، وتتعذب لانها تدري وتدرك انها تتعذب وتعاني وان عذابها محتوم ولامفر منه ، انها ماساة حقيقيه لامفر منها ان تتعذب وان تدرك انك تتعذب وتعاني ، وان تعيش وتدرك انك لامفر لك ولامهرب من المعاناة في الحياة و الموت ، وانه لامفر ولامهرب من هذا المصير المحتوم .



ان من لايعاني ولايتالم ولايكابد الشقاء القاسي والاوجاع المفجعه المريره الان وفي هذه اللحظه ، ومن لم يمت الي الان ، يدرك ويعي تماما ودون ادني شك ابدا ابدا ابدا ، انه لابد من يوم اتي لاريب فيه ، سيعاني وسيكابد المشقه والالام والمراره والاوجاع والامراض والحطام وتلف الجسم وسقوطه وانهياره ، وايضا الموت المحتوم .



فليس المجتمع وليست الاشياء ، ولاالعالم الخارجي المحيط بنا هو اللذي يتالم ويتعذب ، انما الانسان الذات هو محل العذاب ومكان ممارسة الشرالموجود في هذا الكون ضده .



ومن صور الماساة التي تعانيها الذات الانسانيه ، هي ان وجودها العيني اللذي تتوق اليه بطبعها وتتعطش له ايما تعطش ، وتدافع عنه ماوسعها الي ذلك سبيلا ، وتتمسك به بشتي الصور والطرق والسبل واللذي تسعي لتجميله واظهاره باحلي حله وازهي طلعه بهيه ، انما هو وجود محدود تماما تماما ، في هذه الدنيا ، اذ ان وجودها العيني المدرك الواعي محدود تماما ، محدود بيوم ميلادها وبيوم موتها ، ولذلك فان من صميم الذات الانسانيه ، هي ان تتمسك باظافرها واسنانها بهذا الوجود وتخشي ان تفقده ، وتتالم ان هي رات الاخر وقد فقد وجوده بالموت ، او كاد ان يفقد وجوده ، لانها تدرك عندها ان مصيرا محتوما لاتستطيع ازاءه عمل شئ ينتظرها ، وهذا مايسبب لها الالم والعذاب والمراره .



فمن صميم طبيعة الذات الانسانيه هي الميل نحو الحياة والخلود والبقاء ، ممثلة في وجودها العيني المدرك والواعي ، والتمسك به والخوف لدرجة الرعب والذعر من فقدان الحياة والبقاء ، كما ان الذات الانسانيه الفرديه تعاني ماساة حقيقيه اخري هي ماساة وجوب الدفاع والتمسك عن وجودها المدرك بكل الطرق والسبل ، فهي من جهه تخشي من فقدان وجودها العيني المدرك ، بسبب الاخطار اللانهائيه المحدقة بها والتي تؤدي الي تدميرها واتلافها ومن ثم اهلاكها ، ومن جهة اخري هي مجبره علي السعي والكدح والكفاح من اجل الابقاء والمحافظة علي استمرارية وجودها هذا ، وهي عمليه شاقه صعبه تؤلم الذات الانسانيه وترهقها ايما ارهاق . ويتمثل الذعر والهلع والرعب المحيط بالذات الانسانيه من فقدان وجودها المدرك والواعي بسبب الموت، علي اعتبار ان الموت هو انعدام الوعي والادراك انعداما تاما .




ومحدودية الوجود المدرك الواعي للذات الانسانيه في وجودها العيني المحض ، ادي بها الي ماساة اخري ، غير ماساة الخوف والذعر والهلع من فقدانه ، وهي ماساة الاغتراب ، اواغتراب الانسان ، بمعناه الوجودي .



والاغتراب الوجودي للانسان يمثل صوره من ابشع صور الصراع والعذاب والشقاء اللذي تعانيه الذات الانسانيه ، اذ انه يتجسد في هذا التناقض المريع والمرعب ، بين ذات الانسان التي تتصف في ادق صفاتها بالتناهي ، بينما تجد نفسها تعيش وسط كون ووسط تجدد لجنسها يتسم باللاتناهي ، وهذا اللاتناهي بعيد كل البعد عن وعيها وادراكها ، اذ ان الذات الانسانيه ، تتصف بالتناهي ، وهذا يبعث الرعب والهلع والذعر في نفسها وفي اعماقها الخفيه ، بينما هي وسط خضم لامتناهي وتعجز كل العجز عن ادراكه او وعيه ، ومن هنا ينشا الرعب الخفي والشعور العميق بالاغتراب الذاتي جراء هذا التناقض المريع بين التناهي واللاتناهي .



ومن اشد صور المعاناة المريره التي تعانيها وتكابدها الذات الانسانيه ، هي مسالة الصراع الازلي من جهه والخالد من جهة اخري ، بين الذات وبين الاخر ، فالانسان في صراع مستمر لاينتهي ولايتوقف بين الانسان واخيه الانسان ، فالذات الانسانيه مياله بطبعها الي الصراع مع الاخر ورفضه ونبذه والعمل علي اقصائه ، فالانسان اذي للانسان ودمار وشقاء له ، وليس هناك انسان لم يعاني بسبب انسان اخر ، هذا مستحيل ، وليس هناك انسان ليس في حالة صراع مع انسان اخر ، وهو وان حسم صراعه ، بصورة او باخري مع انسان بعينه ، فماهي الا لحظات وتجده قد دخل في صراع مع انسان اخر .فصراع الانسان مع الانسان واستمراريته وتجدده امر حتمي لامفر منه ولامهرب ، اذ انه صوره جليه من صور معاناة الذات الانسانيه في حياتها .


ان الملايين ، بل ان مالاحصر له ولااحصاء من الاخطار ،التي تحيط وتهدد وجود الذات الانسانيه ، موجوده علي مدار الساعه في هذا الكون ، وفي كل مكان ، تتربص بالذات الانسانيه ، من اجل الفتك بها وتحطيمها والتسبب لها في معاناة علي قيد الحياة او بالموت ،ان مالاحصر له من الاخطار والمدمرات تتربص بالذات الانسانيه بمنتهي القسوه والشراسه التي لاهوادة فيها ولاامل في الخلاص والنجاة منها .



والذات الانسانيه في حالة معاناة مستمره ومكابده عنيفه ايا كان وضعها في الصراع ، ففي جريمة القتل ، فان الذات الانسانيه سواء كانت قاتله اومقتوله ، فهي معذبه تعاني الالم والمراره والشقاء العنيف والياس الرهيب المرعب ، فالذات الانسانيه المقتوله قد صارت مقتوله وجاء دورها ولقيت مصيرها المحتوم نتيجة وجودها الهش ، والذات القاتله ، ليست منتصره لا ولاغالبه ، فهي تعاني العذاب والارتعاش والسجن والهروب من العقاب والرعب والخوف ، والذات الانسانيه القاتله تعاني العذاب المرير لارتكابها جريمة القتل ،وهذا العذاب من نفسها لنفسها ، فالانسان القاتل يشعر انه قاتل ويتنبه لكونه قاتلا وهذا يؤلمه أيما الم ويعذبه ايما تعذيب ، ويجعل شبح القتيل ماثلا امام عينيه ابدا ، هذا ان فلت من العقاب ، كما انه مرعوب مذعور من العقاب القانوني اللذي ينتظره ، طبعا نحن ننظر بتجرد الي الذات الانسانيه ، وهي تساق الي المحاكم بتهمة قتل ذات انسانيه اخري تتصف بنفس صفاتها في الوجود الكوني ، وتعاني من نفس معاناتها ومصيرها وياسها وانعدام املها ، والذات القاتله، باعتبارها ذاتا انسانيه ، تعاني الامرين من رعب وذعر وعذاب وشقاء وخوف وهلع من لحظة انتظار تنفيذ حكم الاعدام فيها ، وتعاني عذاب الاعدام ورعبه وذعره وهلعه وقسوة الموت وانتظاره ، فالذات القاتله هي ذات انسانيه لذلك فهي ليست بمناي عن العذاب المحتوم والمصير الاسود الماساوي البائس للانسان في هذا الكون المرعب الرهيب المظلم .



فالذات الانسانيه التي لازالت علي قيد الحياة معذبه معذبه ، ولايمكن لها الا ان تكون معذبه ، قاتلة كانت ام مقتوله .


فمثلما كان وجود الذات الانسانيه المقتوله هشا ، فان وجود الذات الانسانيه القاتله ، هو الاخر بدوره يعتبر، وجودا هشا .


فالذات المقتوله والذات القاتله ، كلاهما يعاني الامرين ، ويكابد الخوف وقسوة الموت ورعب وذعر انتظاره ، وكلاهما يسيران الي المصير الانساني الاسود الماساوي المحتوم ، لافرق بين ذات قاتله وذات مقتوله .


ويتسم الوجود العيني للذات الانسانيه بسمه مشتركه ، تجمع بين كل ذات انسانيه ، ايا كان شانها ومكانتها وجنسها واصلها وفصلها ومكانها وزمانها ، وهي ان وجودها العيني هذا هو وجود هش ، فوجودها معرض للخطر والفناء والزوال والاتلاف والتدمير ، باية لحظه وباية وسيله وبملايين الوسائل . كما انها معرضه لشتي صنوف وانواع المعاناة والبلاءات والالام والاوجاع والشقاء والعذاب ومن ثم الموت .



وفي مقابل هذا الوجود الهش وهذه القابليه المفتوحه للدمار والهلاك والمعاناة ، نجد عجزا وشللا وعدم قدرة الذات الانسانيه علي فعل شئ ذا قيمه او الدفاع عن مصيرها المحتوم بالمعاناة بصورها المختلفه من مرض وشلل واعاقه وفقدان حاسه من الحواس والحرمان والفقر والسجن والعدوان عليها ،،،الخ او بالموت والهلاك ، فالذات الانسانيه ان هي فعلت مهما فعلت ، وحاولت مهما حاولت ، وارادن مهما ارادت ، فلامجال ابدا للخلاص من معاناتها المريره علي قيد الحياة ومن معاناتها المحتومه بالموت ، فهي لاتملك شيئا ، أي شئ ذاقيمه او يمكن ان يخلصها ، امام مصيرها الماساوي المحتوم بالمعاناة في حياتها او بالموت . انها الماساة الوجوديه للذات الانسانيه باجلي صورها واكثرها وضوحا ومرارة وعناءا وشقاء .



فالذات الانسانيه ، معرضه ، باية لحظه من لحظات وجودها العيني المدرك ، للمعاناة ، التي قد تبقيها في معاناة ماساويه حقيقيه ومكابده موجعه مؤلمه ، مابقي لها من عمر ،او للموت والهلاك ، انها هشاشة وجود الذات الانسانيه باوضح صورها .



وكأن الحياة نفسها مرض مزمن لاعلاج له ، والدليل ان الحياة تنتهي بالموت ، كما المرض المزمن ، فعندما يمرض شخص ما مرضا قد يودي بحياته ، ويتم علاجه ، فانه يفرح ويستانس ، وكأنه سينجو من المعاناة ومن الموت ، او كأن الموت ، ولانه شفي ، سيتركه لحال سبيله ، ومادري ان الموت يتربص به ريب المنون ، رغم شفائه المؤقت ، لكن المهم بالنسبة للذات الانسانيه ، هو الاتعاني والاتموت ، هنا والان ، وكأن لسان حالها يقول ، انه طالما لابد من المعاناة والموت ، فعلي الاقل ليس هنا وليس الان .


ومن غرابة هذه الذات الانسانيه ، هي انها ورغم حتمية مصيرها ، ممثلة في ماساة المصير الانساني المحتوم مع المعاناة بكل صورها وهي لازالت علي قيد الحياة ، او الموت ، ورغم وعيها وادراكها التام ، ان المعاناة قادمه لامحاله وان الموت والهلاك يتربص بها ، وانه لامفر لامفر لامفر لها من هذا المصير الماساوي المحتوم ، الا انها تقاوم وتقاوم وتقاوم بمنتهي القسوه والشراسه والاصرار ، تقاوم رغم ان الياس يفترسها ويستحيل انكاره من النجاة من المعاناة بكل صورها علي قيد الحياة وانه امر لامفر منه ، ورغم استحالة نجاتها من الموت ، ورغم ادراكها ووعيها التام لهذه الحتميه التي لامفر منها ، الا انها تقاوم وتقاوم وتقاوم ، وتجدها تتمسك بالحياة اني استطاعت الي ذلك سبيلا، انها تقاوم الموت والمرض والاعاقه والشلل والالام والامراض والفقر والحرمان والاخطار واسباب الهلاك ، وتتمسك بالحياة وتقدسها وتجملها ، تقاوم رغم الياس اللذي لامفر منه ابدا، ورغم انها تسير ، لامحاله ، الي مصيرها المحتوم ، انها الذات الانسانيه ، لغز الوجود الدائم ، واعتي اسرار الكون ، واكثرها استعصاءا علي الفهم والحل .



فرغم انه لاامل في النجاة والمفر من هذا المصير المحتوم ، ورغم ان الياس ملموس ومحسوس ومفروض ولامفر منه ، فالذات الانسانيه امام ياس حقيقي وامل عقلي مجرد ، امام ياس مضمون وامل محتمل ، الا ان الذات الانسانيه تعمل وتشتغل وتطور وتسعي لتدعيم وتعزيز بقائها علي قيد الحياة اطول واطول مده ممكنه وبشتي الطرق والامكانيات ، ورغم الياس اللذي لامفر منه ، ورغم انعدام الامل في النجاة الا ان الذات الانسانيه تحاول جاهدة اطالة مدة بقائها في هذه الحياة المدركه وهذا الوجود الواعي اللذي تعيشه ، وهي ورغم الياس تبحث عن المتعه والتسليه والرفاهيه والسعاده ، اذ ان الذات الانسانيه هي الكائن الحي وغير الحي الوحيد ، في هذا الكون ، اللذي يدرك وجوده ويعيه ، ويدرك حتمية المعاناة والفناء والموت .



وهذا مامنحها ميزة وسمه ، ليس مثلها من يمتلكها ، من بقية الموجودات ، الامر اللذي جعلها ذات طابع متفرد ومتميز ومبدع في نظام الكون ليس له مثيل .



والذات الانسانيه تستمر وتستمر دون توقف ، بالمقاومه الشرسه ضد كل اسباب هلاكها وافنائها ، رغم الياس من الانتصار النهائي ، ورغم ماساوية المصير وحتميته ،الا انهاتقاوم الي ان يفتك بها ماتعمل بداب ودون توقف لتاخيره وللهرب منه .



ان الذات الانسانيه ، في حالة هرب ومقاومه مستمره ، من كل مالامهرب منه ولامفر .



ان ديدن الذات الانسانيه ، هو الاتموت الان وهنا ، والا تعاني الان وهنا، اذ انه رغم ادراكها ويقينها بانها ميته هالكه لامحاله ، وانه لامفر من المعاناة مع البقاء علي قيد الحياة ، لكن المهم لديها هو الاتعاني الان وهنا ، والاتموت الان وهنا ، فان كان لابد من المعاناة علي قيد الحياة ، ولابد من الموت ، فاقله ، ليس هنا وليس الان ، وهكذا نجد ان الذات الانسانيه في حالة كفاح ومكابدة مستمره لاتفتر ولاتتوقف ، ضد المعاناة علي قيد الحياة وضد الموت ، ليس من اجل الخلاص نهائيا منها اذ لاخلاص ابدا ابدا ابدا ، من المصير المحتوم ، ولكن من اجل تاجيله فقط لاغير ، فالمهم الا تعاني الذات الانسانيه هنا والان ، والمهم الاتموت هنا والان .



ان الذات الانسانيه تسعي ماوسعها السعي وبمنتهي القوه والشراسه والاصرار ، من حيث تشعر او لاتشعر ، من حيث تدري او لاتدري ، الي تاجيل هذا المصير المحتوم بالمعاناة والموت ، والا تكون معاناتها او موتها هنا والان ، ان كان لابد ولامفر ولاخلاص من المعاناة والموت .



ان هذا مايسعي اليه كل انسان في حياته ، ادرك ذلك ام لم يدركه ، كان واعيا به ام لم يكن واعيابه .



كم انت مسكينه ايتها الذات الانسانيه .



كتبه من ضيقة الخلق // اللبن الجامد
 

0utsider

عضو بلاتيني



الانســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان والزمن


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-




يرتبط الانسان بمسالة الزمن ارتباطا هائلاليس له منه فكاك ولاخلاص ، ويمثل الزمن للانسان اهمية كبري في حياته ، منذ الازل ، سواء في الحياة ككل او في حياة الانسان الشخصيه الخاصه .


والزمن مساله ذاتيه شخصيه بحته ، اكثر مماهو مساله ذاتيه متعلقه في العالم الموجود خارج نطاق الذات الانسانيه .

ولاوجود لشئ اسمه (( الزمن )) في العالم الخارجي ، بمعني انه لايوجد شئ اسمه الزمن باعتباره ذاتا قائما بنفسه وله وجود مستغل . فلايمكن لاي انسان ان يشير باصبعه الي (( هناك )) وان يقول لنا ان هذا هو الزمن ، وان شكله كذا وانه يسكن في المكان الفلاني ، فالزمن هو فكره عقليه ذهنيه مجرده بحته ، مكانها عقل الانسان فقط .


وليس للزمن صفة السرعه ولاالبطء ، رغم ان الانسان ، قد يشكو احيانا من طول الزمن وقد يشكومن قصره ، وهو متيقن بصدق قوله ان الزمن بطئ او انه سريع ، فالانسان يصف الزمن ، دون ان يدري ، وكأن الزمن موجود خارج نطاق ذاته ، وموجود في العالم الخارجي . فالزمن ليس بطيئا وليس سريعا ، انما يكون سريعا او بطيئا علي حسب ماهو موجود في عقل الانسان بالضبط ، لااكثر ولااقل .


تجد شخصين يجلسان في نفس المكان ونفس الوقت ، ونفس الظروف ، فيقول احدهم ان الوقت بطئ ومايمشي بسرعه ، ويقول الاخر ، ان الوقت سريع وانه لايشعر به ، فلو كان الزمن له ذات وصفات مستقله موجوده في العالم الخارجي ، لاحتار هل يمشي بسرعه مسايرة لكلام الشخص اللذي يقول ان الزمن يسير سريعا ، ام يمشي ببطء مسايرة للشخص اللذي يقول ان الوقت يسير ببطء ، وكيف سيكون موقف الناس الاخرين الموجودين في اماكن اخري في العالم ، او في اماكن قريبه من اماكن تواجد هذين الشخصين . وهذا يدلنا علي لايوجد شئ اسمه الزمن خارج نطاق الذات الانسانيه ، انما الزمن قابع هناك في اعماق الانسان الخفيه .


فالاخرين لايشعرون بمدي سرعة او بطء الزمن بالنسبة لي ، ولاانا اشعر بمدي سرعة اوبطء الزمن بالنسبة لهم ، وكما ان الناس لايشعرون بالم الاسنان او المغص اللذي ينتابني ، فالم اسناني والمغص هو الم شخصي جداجدا جدا ، كذلك هم لايشعرون بمدي سرعة او بطء الزمن بالنسبة لي ، وكذلك انا لااشعر بالم الاسنان او المغص اللذي ينتاب الاخرين ، فالالم المهم ، كذلك لااشعر ولاادري بمدي سرعة او بطء الزمن بالنسبة لهم ، فالزمن كما الالم والموت ، شخصي جدا جدا . انه نابع من الذات .


ليس هناك زمن موجود في العالم الخارجي يشعر كل الناس ويجمعون تجاهه ،انه سريع او بطئ ، هذا مستحيل ، فمن يقول ان الزمن بطئ او سريع فهذا شعوره هو وليس شعور الاخرين ، وهو لايصف زمنا خارجا عن نطاق ذاته وموجودا في العالم الخارجي .


فالزمن شخصي جدا جدا وهو يسير بصورة مطابقة تماما لمايشعر به الانسان ويحس به . ولايمكن للزمن ان يسير بصورة معاكسة لما يشعر به الانسان ويحسه ، وهذا من سابع المستحيلات .

عندما يكون الانسان مستانس وسعيد ومبسوط ، فانه يشعر ان الزمن يسير مسرعا ، وهو يتالم لكون الزمن يسير مسرعا ، فهو يريد الزمن ان يكون بطيئا حتي تطول عليه ساعات الوناسه والسعاده والانبساط ، فتجده يتمني ان يكون الزمن بطيئا في نفس الوقت اللذي يشعر فيه هو بالوناسه والسعاده والانبساط ، وهو لايدري انه يطلب المستحيل ، بل والمستحيل بعينه ، لان الزمن من المستحيل ان يكون بطيئا ، اذا كان الشخص مستانس وسعيد ومزاجه رايق . فالوناسه وبطء الزمن يستحيل ان يجتمعا في عقل انسان واحد . مهما حاول ، لان الانسان لايشعر بالزمن ان كان سعيدا ، بل يشعر به وكانه حجر علي قلبه ان كان تعيسا حزينا ، فالانسان لاينتبه لسرعة الزمن وينتبه لبطء الزمن وتثاقله .


واذا كان الانسان تعيسا حزينا ، او في حالة انتظار وترقب لامر ما ، فان الزمن يكون بطييييييييئا متثاقلا ، وهو يتالم لكون الزمن يسير بطيئا متثاقلا ، فهويريد الزمن ان ينقضي ويمشي مسرعا ، لكن لافائده ، وهو يطلب المستحيل ، اذ انه من المستحيل ان يسير الزمن سريعا اذا كان الانسان في حالة انتظار اوترقب او في حاله نفسيه سيئه ، فسير الزمن بسرعه مستحيل ان يجتمع في عقل انسان ينتظر علي احر من الجمر ، اوفي حاله نفسيه سيئه اوخوف او قلق اوارق .


ويبلغ شعور الانسان بنفسه وذاته مبلغه اذا كان في حالة انتظار . فالانتظار يكشف الانسان ويخرج اسوا اسوا مابداخله ، وقمة وجود الانسان تبلغ مداها عند الانتظار ، أي عندما يشعر الانسان وكأن الزمن قد توقف ، وماعاد قادرا علي ان يمضي .

وهكذا نجد المعادله المستحيله ، وهي المعادله التي يسعي اليها كل انسان من حيث يدري او لايدري ، وهي ان يجعل الزمن بطيئا اذا كان الانسان مستانس ، اوان يجعله سريعا اذا كان في حالة انتظار اوحاله نفسيه سيئه .


فرغم ان الانسان يريد من الزمن ان يسير بسرعه اذا كان في حالة انتظار ، ويريد من الزمن ان يسير ببطء اذا كان سعيدا ومستانس ، الا ان الزمن اقوي من ان يخضع لارادة أي شخص ، مهما كانت قويه ، اذ ان الزمن يخضع خضوعا تاما لمايشعرومايحس به الانسان في اعماق باطنه الخفي .



اللبن الجامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
 

0utsider

عضو بلاتيني
كان ولازال وسيبقي شغفي وحبي وهوسي وتخصصي الاول والاخيرهو الادب والفلسفه ، وان كنت لااميل كثيرا الي الفلسفه والادب اللذان يدرسان الموضوع والكون وماهية الوجود ، الا انني اميل بشغف وحب وهوس الي الفلسفه والادب اللذان يدرسان اعجب المخلوقات علي الاطلاق وهو : الانسان .


وانا ادري ان موضوعاتي مايقراها احد ، علشان جذي انا حبيت اجمعها في موضع واحد ، وادري ان المنتدي هذا منتدي كله سوالف عن السياسه ، لكن حبيت اعبر واكتب عن الموضوعات اللي انا مهووس فيها واحبها اصلا ، وهي موضوعات اصلا موجهه للناس اللي عندهم مستوي عالي من الوعي ، يعني مثلي ، وللناس اللي يحبون هالسوالف .










الانسان بين شراسة النفس وضعف الجسم




يعد الانسان ، بحق ، اللغز الدائم والازلي والخالد في هذا الكون ، وهذا الوجود .


والانسان لغز ليس كاي لغز ، اذ انه لغز يستعصي علي الحل والفهم .


ومعضلة دراسة وفهم هذا المخلوق اللغز آتيه من كون انه لايمكن دراسة الانسان بواسطة اية جهه محايده او خارجه عن نطاق الذات الانسانيه ، انما الوسيله الوحيده امامنا لدراسة الانسان ومحاولة فهمه ، هو الانسان .


فالانسان هو محل الدراسه والبحث ، ومن يقوم بالبحث هو نفسه الانسان ، فلايمكن دراسة الانسان الا بواسطة الانسان .


ولايمكن ان نفهم الانسان فهما حقيقيا من خلال النظر اليه علي قاعدة كما ينبغي له ان يكون ، انما يجب دراسة الانسان ، في سبيل فهمه علي قاعدة ماهو كائن وواقع فعلا .



فلكي نفهم الانسان حق الفهم ، يجب ان ندرس ونقترب من الجانب السيئ والاسود والمظلم منه ، اي من الجانب السلبي الناقص فيه .


وقد سعي الفلاسفه والعلماء ورجال الدين الي تقسيم الانسان الفرد الي عدة اقسام كوسيله يمكن من خلالها فهم هذا الكائن الاعجوبه ، ومن ضمن هذه التقسيمات المتعدده ، ان هناك من قسم الانسان الي قسمين رئيسيين ، هما : النفس والجسم .



والواقع ان الانسان يعيش معاناة حقيقيه لكونه ينقسم الي نفس وجسم . فميكانيكية عمل الجسم الانساني تختلف اختلافا تاما عن ميكانيكيةعمل النفس ، بل تختلف عنها وتتناقض معها اختلافا وتناقضا صارخا بينا .


اننا اذا نظرنا للجسم الانساني فاننا نجده بالغا مابلغت قوته وتمتعه بالصحه ، فانه يبقي ذو قدرات وامكانيات محدوده ، ويفتقر لامكانيات وقدرات تتوافر لدي الكثير من المخلوقات الاخري ، فالجسم الانساني محدود جدا ، رغم تمتعه بالصحه الجسمانيه واللياقه العاليه . فمابالك بقدراته وامكانياته اذا ماداهمه المرض والتلف والاعاقه والسقوط .


كما ان الجسم الانساني محدود بالزمان والمكان ، فهو لايستطيع الا ان يكون في المكان اللذي هو فيه الان ، ولايمكن له الا ان يكون في الزمان اللذي هو فيه الان . فلايوجد بالنسبة للجسم الانساني أي زمن ماضي او مستقبل ، والجسم الانساني لايخضع لقواعد الماضي او المستقبل ، أي انه لايستطيع ان يرجع الي الماضي ولاان ينتقل ، متخطيا حدود الزمان ، الي المستقبل .



والجسم الانساني معرض ، بطبيعته ، للهلاك والمرض والسقوط تحت وطاة المرض ، ومعرض للتلف ، كما ان الجسم الانساني قد يصبح ضحية للمرض او للاعاقه او الشلل ، اللذي من شانه ان يجعله طريح الفراش ، عاجزا عن الحركه ، لاهو بالميت ولاهو بالحي ، مابقي له من عمر .


وهذه طبيعه خالصه في جسم الانسان لايمكن له التخلص منها ابدا ابدا .


هذا هو وضع الجسم الانساني .


الا اننا نجد ان المعاناة الانسانيه تتجلي في احدي صورها ومظاهرها ، انه وعلي الرغم من انحطاط الجسم وتلفه وهلاكه ، فاننا نجد ، من ناحية اخري ، ان النفس الانسانيه تبقي ملتهبه متحركه لاتتوقف ولاتتعب ، ولاتكف عن الطلب والرغبات والتمني والشهوات .


والصفه المطلقه التي تتصف بها النفس الانسانيه هي الشعور اللذي لايتوقف بالاحتياج لشئ ما او للقيام بعمل ما ، فالنفس هي منبع الرغبات والشهوات والاحتياج اللذي لايهدا ولايسكن ولايتوقف ، ان النفس الانسانيه من صميم صميم تكوينها انها تريد وتريد وتريد وتريد ، وهي في حالة طلب ورغبه واحتياج مستمره لاتتوقف مدي الحياة وهي شغاله علي مدي الاربعه والعشرين ساعه ودون توقف ، وهي لاتستطيع الا تشتهي والاترغب وتطلب وتتمني ، فمن صميم طبيعة النفس الانسانيه انها تطلب وتريد وترغب وتشتهي ، فكما انه من صميم طبيعة النار انها تحرق ، فان النفس الانسانيه ، من صميم طبيعتها انها تريد وتريد وتريد وتشتهي ، وكما ان النار لاتستطيع الاتحرق ، كذلك النفس الانسانيه لاتستطيع الاتطلب وتشتهي وتتمني وترغب .


والنفس الانسانيه ليست فقط في حالة رغبه واحتياج وطلب مستمر ودون توقف ، بل ان الماساة الاعمق والاكثر ايلاما ، هي ان هذه النفس الانسانيه ، انك ان اعطيتها مهما اعطيتها ، ولبيت لها مهما لبيت لها من طلباتها وامنياتها ، واطعمتها مهما اطعمتها ، وحققت لها مهما حققت لها مما تريده ، الا انها في حالة احتياج وطلب ورغبات متجدده متجدده علي الدوام لاتنتهي ولاتتوقف ، ولايمكن اشباعها ابدا ، فكانك تحاول ان تملا هوة سحيقه لاقرار لها ولاحدود لها ، فكلما اشبعتها ولبيت طلباتها ، جاعت مرة اخري واحتاجت اكثر واكثر واكثر ، ومن المستحيل اشباعها او اسكات رغباتها وطلباتها ، وانك ان قاومت رغبة معينه ، تولدت فيك رغبات بدلا منها .


وهكذا نجد النفس الانسانيه في حالة احتياج مستمره ، وحالة الاحتياج هذه مهما اشبعتها ، فانها لاتسكت ، بل تعاود الاحتياج مره بعد مره ، ولايسكت هذا الوحش العنيف الملتهب في اعماق الانسان ، الا الموت ، والموت وحده ، وليس شيئا اخرا سواه ، فالانسان ، كل انسان ،هو في حالة احتياج ورغبه مستمره ، من جهه ، وهذا الاحتياج والرغبات لايمكن اشباعها واسكاتها ابدا ، من جهة اخري .




فكأني اري تطابقا هائلا وتماثلا غريبا بين النفس الانسانيه والنار ، فالنار تريد وتريد وتريد ، وتاكل وتاكل وتاكل وتاكل ، ويستحيل ان علي النار ان تشبع ، والنار كلما القمتها واطعمتها ، كان رد فعلها هو ان تقول لك : هل من مزيد ، هل من مزيد ، ونفس الانسان هي الاخري ، كلما اطعمتها وحققت لها رغباتها وامنياتها وشهواتها ، قالت صارخة باعلي صوتها : هل من مزيد ، هل من مزيد ، وهكذا ، يتراوالي ان النفس الانسانيه انما خلقت مادتها الاوليه من النار .


كما ان النار ان لم تجد ماتاكله ، اكلت بعضها بعضا ، وكذلك النفس الانسانيه ان لم تلبي طلباتها ، اكلت بعضها بعضا ، وعانت الامراض النفسيه والجسمانيه والعصبيه والهم والغم والالم الحرمان .


فالنفس الانسانيه ، لاهي بالقادره علي ان تكف وتتوقف عن الطلب ، ولاهي بالقادره علي ان تشبع وتسكت .


وتبلغ الماساة الانسانيه ذروتها ، في حالة مااذا حصل الاصطدام الداخلي المريع الرهيب والمروع ، ويحدث هذا الاصطدام العنيف والمؤلم ، عندما ينحط الجسم الانساني ويتلف ويسقط متعبا مرهقا مريضا عاجزا مشلولا مسلولا معاقا ، رغم بقائه علي قيد الحياة ، بينما تبقي النفس الانسانيه متوقده ملتهبه مستعره تغلي وتتجمر ، وكأنها بركان محموم ، فرغم انحطاط الجسم الانساني وتعبه وعجزه وعدم قدرته علي تلبية رغبات النفس وشهواتها وامنياتها وطلباتها ، الا انها تبقي وتستمر بالطلب والتمني والتشهي ، فهي تريد وتريد وتريد ، والجسم يقول لها لااستطيع لااستطيع لااستطيع ، فأنا متعب ومنهك ومشلول وعاجز ، الا ان النفس الانسانيه لاتفهم هذه اللغه ابدا ابدا ولاتفقهها ، ولاتعذر الجسم مهما بلغ تعبه وعجزه وشقائه وانهياره ، فهي تستمر بالرغبات والطلبات والاشتهاء ، وتستمر بعدم قدرتها عن الكف عن الطلب ،وبعدم قدرتها علي الشبع والاكتفاء .


وهكذا نجد الجسم الانساني في حالة تعب وانحطاط ومرض ، ونجد النفس التي في اعماقه ، في حالة من النشاط كامله ، لاتتوقف ولاتهدا ولاتسكن ولاتعذر ولاتتقبل أي عذر .


الجسم الانساني يضعف ويتعب وينهار ، والنفس الانسانيه لاتضعف ابدا ابدا ، تبقي علي قوتها وتوقدها والتهابها وشراستها .


وكماان هذه الماساة الانسانيه الحقيقيه المره تتجسد في المرض والشلل والعجز ، فانها تتجسد وتبرز ايضا عند بلوغ الانسان لسن الشيخوخه ، فالشيخوخه مصير اسود بائس تعس وتعيس ينتظر الانسان اللذي نجا من ملايين الاخطار التي تتعرض الذات الانسانيه ، فمهما نجا الانسان من ملايين الاخطار التي تهدد حياته علي مدي الاربعه وعشرين ساعه ، فانه لن ينجو بحال من الاحوال من الشيخوخه وعذابها ومرارة احتياجه للاخرين عندما يكون عاجزا مشلولا تماما عن ان يعين نفسه بنفسه ، فرغم بلوغ الانسان لسن الشيخوخه ومايستتبع ذلك من انحطاط وضعف وهلاك للجسم ، الا ان النفس الانسانيه ، ذلك الوحش الداخلي المفترس ، لايهدا ولايسكن ، ولايكف عن الرغبات ، ولايراعي ولايعذر ولايعرف ولايعترف بتاثير سن الشيخوخه وكونه عائقا عن تحقيق رغبات النفس التي لاتتوقف ولاتهدا ولاتشبع .


وهكذا تجد الانسان واقع بين شقي الرحا ، فالمرض والشلل والشيخوخه من ناحيه ، والنفس وشهواتها ورغباتها الملحاحه ، من ناحية اخري .


ان المريض المقعد واللذي يعاني الشلل والاعاقه وعدم القدره علي المشي ، رغم صعوبة وضعه الجسماني ، الاان نفسه تواقه ملتهبه تريد المشي ، وهي لاتعذر الجسم ولاتتفهم وضعه ، وهي تتالم وتشعر بالضيق والحزن والاسي لعدم تلبية رغبتها المحمومه بالمشي ، ولايمنع من شعورها بالحزن والاسي كون الجسم اللذي يحتويها عاجزا عن تلبية رغبتها بالمشي ، فالنفس لاتعذر الجسم ولاتعرف معني العذر اصلا ، فهي اراده ورغبه عنيفه ملحاحه محمومه غيرعاقله وغيرمدركه .


وهذا الكلام يؤدي بنا الي اثبات ، يقيني ، علي مسالة خلود النفس ، وابقائها علي قوتها ، رغم ضعف الجسم وفنائه . فكون ان النفس الانسانيه تبقي علي قوتها رغم ضعف الجسم ، فان هذا يدل علي خلود النفس وبقائها بعد الموت ، والنفس هي محط ومحل العذاب يوم القيامه .



اللبــــــــــــــــــــــن الجامد
 

فاطمة حسين العلي

عضو بلاتيني
الجسم الانساني يضعف ويتعب وينهار ، والنفس الانسانيه لاتضعف ابدا ابدا ، تبقي علي قوتها وتوقدها والتهابها وشراستها .

كما أسلفت ايها اللبن الجامد ...
الصراع بين الجسم والنفس ... طويل ومسهب
إلا أنه ليس منا من يرى نزعات النفس وتوقها إلا بعد ان تضعنا بين فكي مهلكة !!!
اوافقك في كثير مما طرحت واخالفك في بعضه ..
وكان طرح جامد للغاية
 

0utsider

عضو بلاتيني
الجسم الانساني يضعف ويتعب وينهار ، والنفس الانسانيه لاتضعف ابدا ابدا ، تبقي علي قوتها وتوقدها والتهابها وشراستها .


كما أسلفت ايها اللبن الجامد ...
الصراع بين الجسم والنفس ... طويل ومسهب
إلا أنه ليس منا من يرى نزعات النفس وتوقها إلا بعد ان تضعنا بين فكي مهلكة !!!
اوافقك في كثير مما طرحت واخالفك في بعضه ..
وكان طرح جامد للغاية



زيييييييييييييييييييييييييييين
زيييييييييييييييييييييييييييييييييين

الحمدلله
والله لقيت ناس يقرؤون موضوعاتي المتعمقه والمتعلقه بماساة الانسان المريره في هذا الوجود .

حياج الله يااخت فاطمه :وردة::وردة:علي مرورك وتعليقك الرائع ، وانست وشرفت وعطرت المكان بالورد الاحمر والانغام ......................................................

والله انا اكتب لاني ابي امارس هوايتي وشغفي وحبي الاول والاخير وهو كتابة الفلسفه باسلوب ادبي ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, اللي يبي يقرا حياه الله واللي مايحب هالسوالف مايشوف شر ........................
 

0utsider

عضو بلاتيني


متي يشعر الانسان بنفسه وبوجوده

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-





ان من العجائب والغرائب التي يتميز بها الانسان ، وبنفس الوقت تشكل صوره واضحه وقاسيه من صور المعاناة الانسانيه اللامحدوده في هذا الكون ، هي ان الانسان لايشعربنفسه في حالة السعاده والامن والصحه والعافيه ، انما يشعر بنفسه اذا كان تعيسا موجوع القلب محطم النفس ، مريضا اوخائفا مذعورا .



فالانسان يتمتع ، بفترة من الفترات بالصحه الجيده مثلا ، ورغم ان الصحه امر ايجابي ، الا انها ورغم ذلك فان الانسان لايشعر بانه بصحه جيده ، وهو بصحه جيده دون ان يدري او يعي انه بصحه جيده ، فعقله ونفسه لاتتفاعلان ابدا مع جسمه اذا كان في حالة من الصحه الجيده ، بل ان الانفصال الفظيع بين عقل الانسان وجسمه يكون في اوجه عندما يكون بحاله صحيه جيده ، فالعقل لايستطيع ان يعي الصحه او يدركها اويستوعبها ، والعقل لايهتم للانسان اذا ماكان بصحه جيده ، فالانسان بصحه جيده وهو لايدري انه بصحه جيده .




الا ان الانسان ماان يداهمه المرض ويهجم عليه ، ويسقط طريح الفراش ، حتي يشعر بذلك ويحس به الي ابعد حدود الشعور والاحساس ، فالانسان يشعر بالمرض لابالصحه ، يشعر بالمرض لابعدم المرض ، وعندما يكون الانسان مريضا فهو يكون مريضا وهو يدري ويعي تماما انه مريض ، وذلك علي العكس مما يكون عليه الانسان اذا كان في حالة الصحه .



ان عقل الانسان يعود الي جسمه اذا كان في حالة مرض ، وتزداد عودة العقل الي الجسم كلما زاد المرض في الجسم وتمكن منه ، فيشعر العقل بالجسم بصوره كامله وافيه اذا كان الجسم مريضا !!!.



وينفصل العقل عن الجسم اذا كان الانسان في حالة صحه جيده ، فالعقل لايدري بمايدور بالجسم اذا كان بصحه جيده .


كذلك لايشعر الانسان بنفسه ، وينفصل العقل عن الجسم ، اذا كان الانسان في حالة امن وامان وطمانينه ، فهو آمن وهو لايدري انه آمن ، فانعدام الخوف والرعب والهلع هي حالات لايدري بها الانسان ولايشعر بها ولايابه بها العقل الانساني .



بينما يشعر الانسان بنفسه كل الشعور في حالة الخوف والرعب والذعر والهلع ، فالانسان يخاف وهو يدري انه خائف ، فحالة انعدام الامن ، يشعر بها الانسان ويلتقطها العقل الانساني ويتفاعل معها ، علي العكس من حالة انعدام الخوف التي لايشعر بها الانسان ولايدري بها العقل .



عندما يريد الانسان ان يعبر عن نفسه ، فانه يتكلم ليشكو من الهم والغم والحزن والشقاء والعذاب والبلاء والمرض ، وماالي ذلك من بلاوي ماتخلص ولاتنتهي ، ولايعبر الانسان عن نفسه بانه سعيد وفرحان ومستانس .



فهل ان الانسان لاتمر عليه لحظات سعاده ووناسه ؟؟ طبعا ، تمر عليه ، لكنه لايشعر بنفسه ابدا ابدا اذا كان سعيدا ، لذلك فانه لايعبر عن السعاده ، بينما يعبر الانسان عن التعاسه والضيق والانزعاج ، لانه يشعر بنفسه الي اقصي حدود الشعور والتعبير اذا كان تعيسا نكدا مهموما مغموما .



فالانسان ، كل انسان ، بطبعه ، لايشعر بنفسه ان كان سعيدا ، ويشعر بنفسه ان كان تعيسا .


ويشعر الانسان ويتفاعل مع ماهو محروم منه ، ولايشعر ولايتفاعل مع مايتوافر بين يديه .فالانسان يشعر بالحرمان وينتبه له وتتيقظ حواسه لما هو محروم منه ، لكنه لايشعرولايتفاعل بما هو مكتفي منه وبما هو ملكه وبين يديه .



ان الموجود الحقيقي هو مايتفاعل له ومعه الانسان ، ومايشعر تجاهه بمشاعر واحاسيس داخليه حاره ملتهبه متوقده . مثل المرض والخوف والمصائب وكافة اشكال المعاناة التي لاتحصي ولاتعد ، ولاوجود حقيقي عيني لما لايتفاعل معه الانسان بحراره اولايشعر به الانسان ، مثل الصحه والعافيه والغني والامن والامان ، فهذه امور بارده جامده لاتثير نفس الانسان ، ولايابه بها العقل الانساني ، لذلك فهي ليست ذات وجود حقيقي .



يكون الانسان موجوداوجودا عينيا حقيقيا اذا ماعاد العقل الانساني الي ملاحظة واستشعار العالم الداخلي الخفي للانسان ، فاذا ماشعر العقل بما يعتمل في الجسم الانساني ، بلغ الانسان بذلك ذروة سنام وجوده .



فالانسان يشعر بوجوده وبتفاعله مع العالم الخارجي اذا كان في حالة خوف ورعب وذعر وهلع واضطراب وارتباك واهتزازوتوتر ، ومرض ومواقف حرجه وعصيبه اوكان يواجه التزاما لامفر له منه ، واذا كان يواجه مواقف خارجه عن نطاق ارادته ولايد ولاسلطان له عليها ، وماالي ذلك من صور المعاناة والشقاء والعذاب التي تترصد للانسان في أي لحظه واي وقت واي مكان .



وبالمقابل ، فان الانسان يفقد وجوده ، اذا انفصل عقله عن جسمه ، وكان في حالة صحه وعافيه وامن وامان ، فهذه الامور البارده الجامده الميته لاوجود حقيقي لها .ولايشعرها الانسان ولايتاثر بها ولايتفاعل معها .



لايشعر الانسان بنفسه اذا كان في حالة انسجام وهدوء ، ويشعر الانسان بنفسه اذا كان في حالة اضطراب وصراع نفسي وشقاء .



يشعر الانسان بالتعب ايما شعور ، ولايشعر بالراحه ابدا ، فهو مرتاح دون ان يدري انه مرتاح ، وهو يتعب و يدري ويدرك تماما انه متعب ، ولايشعر الانسان بنفسه عندما يشعربالشعور بالارتياح ، ويشعر بالضيق والقلق والتوتر والانزعاج .



لو ان شخصا ما يسير في طريق معين ، لمدة عشرين سنه ، ولم تحدث له اية مشكله ، فانه هنا لايتاثر ولايتفاعل مع انعدام المشاكل بالطريق ، ولو ان حادثا بسيطا قد طرا له استغرق منه ربع ساعه ، فانه سيبقي يذكر هذا الحادث اللذي استغرق ربع ساعه طيلة حياته ، وسينسي العشرين عاما التي لم تحدث له خلالها اية مشكله !!!.



يكون الانسان في حالة استمتاع ،وهو لايدري ولايشعر بذلك ، وعندما يكون في حالة ضيق اوتوتر او انزعاج ، فانه يشعر بذلك ويتفاعل معه ماوسعه التفاعل .



عندما يكون الانسان في حالة فقر واحتياج وعوز ، فانه يشعر بالفقر ويتفاعل معه ،وعندما يغتني ويستغني ، فانه لايشعر بذلك ابدا .



وهكذا يشعر الانسان بالفقر ، ولايشعر بالغني .


هناك الكثير من الناس يعيشون حياتهم مستانسين وهم لايدرون ، اصلا ، بانهم مستانسين ، ولايشعرون بانهم مستانسين ، او سعداء ، هم فقط لاهين وساهين عن العذاب والمراره والشقاء ، ولو انهم صحوا ووعوا حقيقة الحياة القاسيه المريره لتمنوا انهم ماولدوا .


ان هؤلاء اللاهين الساهين ، اللذين يعتقدون انهم سعداء ، خطا طبعا ، مادروا ان المارد المتوحش المفترس اللذي لايرحم احدا ، أي احد ، ولايبالي باحد ، وهو المعاناة الانسانيه المحتومه في هذا الكون ، بكافة اشكالها والوانها ، ينتظرهم علي احر من الجمر ، يرغب بافتراسهم ، ان عاجلا اواجلا . وانه ان تاخر عنهم مهما تاخر ، وطال مجيئه ، فانه قادم لامحاله ، انه يسير اليهم مع مضي كل ثانيه ودقيقه ، قادم اليهم ومتوجه اليهم ، لايخطئ هدفه ابدا ، ابدا ابدا ، وسيسحقهم وسيسقطهم وسيذيقهم العذاب والشقاء الوان واشكال ، ثم يلقي بهم الي الموت .


انهم لايشعرون ولايدرون بانفسهم وهم سعداء ومستانسين ، ولكنهم سيشعرون بانفسهم ماوسعهم الشعور ، عندما ياتيهم مصيرهم الاسود البائس المحتوم .



انهم يضحكون ولايدرون انهم يضحكون ، لكنهم سيبكون بكاءا مرا وسيدرون ويشعرون حتما بانهم يبكون .


ان اللذي لايتالم ولايوجعه عضو من اعضاء جسمه ، لايشعر بانعدام الالم في جسمه ، ولايدري انه لايتالم ، ولكن ماان يداهمه ويهاجمه الالم العنيف اللذي يجعله يتقلب في فراشه ، حتي يشعر بالالم والاوجاع تفترس جسمه ولاتبالي به ولاترحمه .


ان الانسان عندما يكون شابا فتيا قويا مستمتعا بحواسه الخمس التس تعمل بكل قوتها ،فانه لايشعر بالشباب والفتوه والقوه ولايشعر بقوة عمل حواسه الخمس ، ولكن ماان تداهمه الشيخوخه ، ويصبح عاجزا عن القيام باخص اعماله واكثرها خصوصيه ، حتي يشعر وقتها بالشباب فعلا ، ويشعر بفقدانه لحواسه ، فالانسان لايشعر بوجودحواسه ولابشبابه ويشعر بفقدان الحواس الخمسه وبفقدان الشباب .



ان الانسان وهو علي قيد الحياة لايشعر انه علي قيد الحياة ، والحي لايدري انه حي ولايعرف طعم الحياة ، رغم انه علي قيد الحياة ، الا انه ماان يمرض مرضا مزمنا لاعلاج له ، ويسقط طريح الفراش ينتظر الموت ، فاتنه حينها سيشعر بالحياة وبمعني الخياة ، وحينها فقط سيلاحظ الناس الاحياء ، وحينها فقط سيعرف ماذا يعني ان الانسان لازال حيا .


ان قمة شعور الانسان بالحياة يبلغ ذروته عند الموت ، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( الناس نيام حتي اذا ماتوا انتبهوا )) .



عندما نري انسانا مريضا ، طريح الفراش عاجزا ، او انسانا قد فقد حواسه ، او شيخا كبيرا ودع سنوات الشباب وقد انحني ظهره واصبح عاجزا ، فاننا نتساءل ، هل سيشفي ، هل ستعود اليه حواسه ، هل سيعود اليه الشباب ؟؟.


والجواب ، قطعا ، ودون ادني تردد ، لا ، والف الف ، لا .


بل نحن من سيلحق به .


وهذا حال الدنيا .


وهذا مصير الانسان الماساوي الاسود ، في هذه المعاناة الكونيه المرعبه الرهيبه المخيفه .



اللبن الجـــــــــــــــــــــــــــــــــــامد
 

شارلوك هولمز

عضو بلاتيني
موضوع رائع ومميز

فيه استرسال في مشقة الانسان

ومصاحبتها للزمن

الموضوع يحمل الجوانب المظلمه في حياة الانسان

تشكر على الموضوع يا لبن جامد التشائمي :D

:وردة:


 

0utsider

عضو بلاتيني
موضوع رائع ومميز



فيه استرسال في مشقة الانسان

ومصاحبتها للزمن

الموضوع يحمل الجوانب المظلمه في حياة الانسان

تشكر على الموضوع يا لبن جامد التشائمي :D

:وردة:​



يه يه يه يه يه
شنهو هذا ،،،،،،،،،،، منهو اللي داش موضوعي .
موبس مواطن عادي ، لا ، وبعد مواطن خمس نجوم ، اي شرف اي شرف نالني .

حياك الله مع اني ادري ادري انك مالك خلق تقرا موضوعاتي هذي ، لانني اصلا اكتبها علشان نفسي وعلشان امارس هوايتي وهي الادب والفلسفه والتعبير عن شعوري وافكاري .


اليوم كنت ناوي اكتب موضوع جديد عن (( الاغتراب الوجوي للانسان )) بس ماصار لي خلق ، وصار مالي خلق ، بعدين هونت ، اشوف متي يصير لي خلق ، وراح اكتبه ، باذن الله .
 

0utsider

عضو بلاتيني
اغتراب الذات الانسانيه

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=






اشير بداية الي انني عندما اذكر عبارة (( الانسان )) في أي موضوع او مقال اومشاركه لي ، فانني لااقصد به الانسان العام ، او الانسان باعتباره فكره عقليه مجرده ، يعني لااقصد الجنس او النوع الانساني ، وانما اقصد به الانسان الفرد ، أي الانسان اللذي لايمكن تقسيمه ماديا علي نفسه .



وساتحدث في هذا الموضوع عن شعور الذات الانسانيه الفرديه المرير بالاغتراب ، ذلك ان هذه الذات الواعيه المدركه ، تعاني في هذا الوجود شعورا حقيقيا ملموسا بالاغتراب ، وذلك خلال فترة تواجدها في هذا الكون من لحظة ولادتها الي يوم موتها .



وهذه الفتره المحدوده ، والمحدوده جدا بيوم ميلادها وبيوم وفاتها، والتي تتواجد فيها الذات الانسانيه الفرديه في هذه الحياة ، تؤدي الي غيابها غيابا حقيقيا عن ماضيها وعن مستقبلها ، سواء علي المستوي العام او علي المستوي الشخصي الخاص بها .



ان ادراك الذات للمستقبل والماضي ، منعدم انعداما تاما ، لاامل في الحصول عليه ابدا ، طالما انها هنا والان . فالذات هنا والان في حالة انفصال تااام ولامحدود عن كل زمن في الماضي والمستقبل . فلايمكن بل يستحيل علي الذات الانسانيه ان تعيش بحواسها في الماضي والمستقبل . ولايكفي الاتصال الذهني المجرد ولايشبع قيد انمله من هذا التوق الملتهب المستعر لادراك الماضي والمستقبل .



وتعيش الذات الانسانيه الفرديه صراعا داخليا عنيفا ، يتسبب لها بالحيره والاضطراب والالم والقلق والانزعاج ، اذ انها من ناحيه تجد نفسها ذات وجود يتصف بالمحدوديه المطلقه ، ومن ناحيه اخري تجد نفسها تعاني من نزوع فطري غريزي عنيف لايمكن لها مقاومته ، لمعرفة الماضي والمستقبل سواء علي المستوي الشخصي او علي المستوي الكوني .



فتجد الذات الانسانيه تسرح بخيالها وافكارها ، محاولة بياس ادراك كيف نشأ الوجود ، وكيف ابتدا الخلق وكيف كان ماضي هذا الكون ، وكيف كانت نقطة البدايه للخلق ، كما ان الذات الانسانيه تجد نفسها تنزع نزوعا عنيفا مستمرا لمعرفة وادراك مستقبل هذا الكون والي ماذا سوف يؤول والي ماذا سوف يصير .



انها تريد ان تعرف معرفة عينيه حقيقيه ، عن ماضي الكون ومستقبله ، انها تريد ان تدرك بحواسها ماضي الكون والمستقبل ، فما يقدمه لها الدين والافكار والعقل والخيال والابحاث ، لايشبع شيئا مما تتوق وتتحرق اليه الذات الانسانيه الفرديه ، من ان تدرك بنفسها ماضي الكون وبدايته ومستقبله ، وان تكون حاضرة شاهدة علي الماضي والمستقبل عاما كان ام خاصا.



هل هناك انسان لايتمني ان يشاهد ويسمع ويدرك بحواسه و بنفسه كيف بدا الكون ، وكيف سينتهي الكون ، ومامستقبله ، ان هذه الرغبه الجامحه العارمه في اعماق الانسان ، واستحالة تلبيتها ، تتسبب في شعور الانسان بالاغتراب باجلي صوره واكثرها وضوحا ، فالذات الانسانيه موجوده هنا والان ، وهي بالتالي ، لاتدرك ولاتعي عن الماضي ولاعن المستقبل شيئا ، أي شئ يذكر .



ان الذات الانسانيه الفرديه تعيش هنا والان ، انها تعيش في عام 2010 ، في القرن الحادي والعشرين ، دون ان يكون لها خيار ، أي خيار في هذا الامر ، فهي وُجدت هنا والان ، وُجدت فحسب ، وهذا يصح ان يمكنها من ان تكون مدركة لما يمكن لها ان تدركه من عصرها اللذي تتواجد به هنا والان .



والذات الانسانيه تتوق لمعرفة الماضي وسيرة القدماء اللذين سبقوها الي المجئ الي هذا العالم من ابناء جنسها واهلها ، انها تريد ان تدرك تاريخ الاباء والاجداد بنفسها ، لكن هيهات ان يتهيا لها هذا ، ولاسبيل لهذا الادراك ابدا ، وان ارادت ان تعرف شيئا بسيطا يخفف ولو بدرجة ضئيله حدة شوقها وتوقها لمعرفة تاريخ اهلها ، فانها لن تجد سوي كتب التاريخ ، الا ان التاريخ لايمكن ان يكون صحيحا مئه بالمئه ،وليس يقينيا كما هي تتيقن من حواسها ، انها تتوق لمعرفة ماجري في القرون الماضيه ، وتريد ان تشاهد وتري وتسمع بنفسها وتريد ان تعايش عصر الصحابه رضوان الله عليهم ، وتريد ان تشاهد عصر احداث الثوره الفرنسيه ، واحداث الاندلس وتريد ان تدرك بنفسها احداث الدوله العباسيه وسقوطها ، وتريد ان تري وتسمع الاشخاص اللذين كانوا متواجدين في تلك الفتره بانفسهم ، وتريد ان تكون شاهده ومشاهده بنفسها لكل تلك الاحداث والاشخاص ، لكن هيهات . ومهما كانت دقة كتابة التاريخ موثوقه وموثقه وواضحه جليه وصادقه بكل حرف ، الا ان هذا كله ليس مما يشبع فضول الذات الانسانيه الفرديه لمعرفة ماضيها كشاهده وحاضره لهذه الاحداث ، فالتاريخ بالغا مابلغت دقته فهو لاينقل الاحداث بصوره حيه وهو ماتتوق له الذات الانسانيه وتنزع نحوه .




وهكذا نجد الذات الانسانيه الفرديه تعيش هذا النزوع العنيف والاصيل واللذي لايمكن الغائه او وقف الحاحه ولاينفع تجاهله ولايمكن اسكاته لمعرفة ومشاهدة الماضي القديم ، وتعيش بنفس الوقت استحالة ادراك هذا الماضي واستحالة ان تكون شاهده ومشاهده له بنفسها وبام عينها ، ومن هنا يتولد اغتراب الذات الانسانيه الفرديه عن ماضيها الكوني .




كذلك ، من ناحية اخري ، تعاني الذات الانسانيه الفرديه انفصالا مريعا وحادا عن ماضيها الخاص بها ، ماضيها هي بذاتها ، الماضي اللذي عايشته هي بنفسها ، وهذا الماضي الخاص بالذات الانسانيه قد يكون هو السنوات الطويله التي راحت ومضت من عمرها الشخصي ، وقد يكون ماضيها هو الايام والاسابيع القليله الماضيه ، والتي سبق لها ان عايشتها بنفسها وكانت شاهده عليها ، ان هذا الماضي الخاص قد انفصل عنها وانقطع عنها رغم انه ماضيها هي بنفسها .



ان الذات الانسانيه تتوق لاعادة واسترجاع ماضيها الخاص بها ، تريد ان تشعر الان وهنا بما سبق لها ان شعرت به في ماضيها اللذي عايشته سابقا ، انها تريد استعادة نفس الواقعه الجميله اللذيذه الممتعه التي سبق ان عايشتها في ما مضي .



ان هذه الرغبه للذات الانسانيه في العودة لماضيها الخاص امر مستحيل ، ولن تصبح شاهده ، كما كانت سابقا علي ماضيها ، وماسبق لها ان تذوقته من لذه ومتعه ، او مراره وعذاب في الماضي ، من المستحيل اعادة معايشته هو بذاته كرة اخري ، ان ماضيها قد اصبح في عالم العقل المجرد ولم يعد وجودا عينيا محضا ، انك مهما حاولت استعادة تلك اللحظات بالتقليد او محاولة التكرار لنفس التجربه بذاتها ، فان محاولتك ستبوء بالمستحيل التام ، لان التجربه التي كانت حيه من قبل ، راحت وانقضت بذاتها وغادرت الوجود العيني المحض . فان استعدتها بالاحلام وبالخيال والتصنع والتكلف فهي محاولات عقليه ذهنيه مجرده لاتقدم ولاتؤخر .



هل تستطيع ان تلمس وتلامس بيدك ، او ان تري بعينيك الاشخاص اللذين فارقتهم او اللذين ماتوا ، او ان تلمس سيارتك القديمه التي بعتها منذ سنوات ، طبعا هذا من المستحيلات .



ان الماضي لديه قدره هائله ومريعه ، علي التهام وابتلاع تجاربنا ، وهذه القدره لايستطيع احد الوقوف في وجهها او منعها ، ان ماضينا الشخصي ، او ماضي الكون ، قد اكله الماضي ، ولن يرجع ابدا ابدا مهما حاولنا . ان الماضي يبتلع التجارب بذاتها فلايبقي لنا منها أي اثر .



ان آ لة الزمن الرهيبه العنيفه تتقدم بعنف ، لايمكن لاي كان ان يوقفها او ان يعطل سيرها ، والزمن وتقدم الزمن الرهيب هو العدو اللدود للانسان ، وآلة الزمن في حالة سريان ومشي وتقدم مستمره لاتتوقف ولاتهدا ولاتلتقط انفاسها ولاتتعب من المشي ،ان آلة الزمن لاتطلب فرصة لتتوقف برهة من الزمن لترتاح وتستريح او لتجدد نشاطها، انها لاتعرف كيف تتوقف او تتعب ولاتعرف كيف ترتاح ، فالتعب وطلب الراحه ليس من طبيعة آلة الزمن ، وآلة الزمن تدفع بالذات الانسانيه الفرديه الي الماضي بمنتهي العنف والقسوه ودون أي مجال للتوقف او لالتقاط الانفاس ،وهذا السريان العاجز عن التوقف دليل علي ان العمر يتناقص وينقضي ويمضي لحال سبيله ، وان نصيبنا من الادراك والوعي تتناقص مدته الزمنيه ، وان وعينا وادراكنا في طريقه الي الموت والعدم .



واي قوة هذه التي تستطيع ان توقف هذا التدفق والسير اللذي لاينقطع للزمن نحو الذات الانسانيه الفرديه ، ان الذات الانسانيه الفرديه عاجزه عن ان توقف هذا التدفق المتسارع بلاهواده ، وعاجزه عن ان تمنع هذا القادم نحونا واللذي يسعي بكل داب لارسالنا الي الماضي ، وليجعلنا ماضيا، انه يحرمنا من وجودنا المحض ليرسلنا ويجعلنا في عالم التجريد الخالص ، ان هذا التناقص المستمر لايمكن للذات الانسانيه ان توقفه ابداولاتستطيع حياله شيئا .



ان الموت ، يتقدم بكل قوه ، ودون توقف نحو الذات الانسانيه ، ولايمكن لايمكن ان توجد قوه يمكن لها ان توقف هذا التقدم المريع للموت نحو الذات الانسانيه .



ان الذات الانسانيه الفرديه تسير لامحاله نحو الموت ، والموت بدوره يسير نحوها ، فلايمكن لها ان تخطئه ولايمكن للموت ان يخطئها .



وهكذا نجد ان الذات الانسانيه تعيش اغترابا حقيقيا عن ماضيها علي مستوي الكون ، وكذلك تعيش الذات الانسانيه اغترابا حقيقيا علي مستوي ماضيها الخاص .



وهناك ايضا اغتراب الذات الانسانيه عن مستقبلها .



تتوق الذات الانسانيه بطبعها لمعرفة المستقبل ، ان من عاش قبلنا بمئات السنين كان يتوق لمعرفة ماسيجري لهذا العالم بعد ان يغادره بعشرات او مئات السنين ، كان يتوق لمعرفة ماسيجري في العالم في الزمن اللذي نعيشه نحن الان وهنا ، فزماننا هذا ومشاهدته ومعرفة احواله واوضاعه هي حتما رغبه راودت ذهن شخص من الاشخاص قبل مئات او الاف السنين .



وكذلك من يعيش الان وهنا يتوق ، بطبعه ، لمعرفة ماسيحدث للعالم بعد عشرات او مئات اوملايين اوحتي مليارات السنين .


ان الذات الانسانيه تتوق لمعرفة ماذا سيحدث في المستقبل البعيد ، واي قوانين ستحكمه ، واي اوضاع واحوال سيكون عليها ،وماهي القيم التي ستكون سائده ، وكيف سيكون شكله، وماهو الممنوع وماهو المسموح ، وماهي اشكال الناس بعد ملايين السنين ومامصير الدول العظمي والصغري، وماهي الاحداث المحليه والعالميه والشخصيه والاقليميه التي ستحدث ، وكيف سيكون النظام الدولي بعد مئات السنين ، وكيف سيكون اوضاع العالم في مختلف المجالات الحياتيه المختلفه ، وماالي ذلك من اسئله تطرح نفسها بالحاح علي هذه الذات الانسانيه المسيجينه .



تكمن المعاناة الحقيقيه للاغتراب الانساني الفردي عن المستقبل ، في انعدام قدرة الذات الانسانيه علي مشاهدة المستقبل وانعدام قدرتها علي ادراكه بحواسها ، انها تريد ان تكون شاهده ومشاهده بنفسها علي مستقبل العالم ، لكنها تطلب المستحيل بعينه ، فهي بين رغبه ملحه لاتهدا ولاتسكن وبين استحاله لوضع هذه الرغبه موضع التنفيذ العملي المحض ، فهذا العمر القصير والقصير جدا كيف يتاتي له معرفة مستقبل العالم بعد ملايين السنين ، وكيف لها ان تعرف كيف ستكون نهايته .



وللتحايل علي استحالة معرفة المستقبل ، وهي المعرفه التي لاتهدا ولاتسكن ولايمكن للذات الخلاص منها او القضاء عليها ، تجد الذات نفسها مجبره علي ان تسلك طريق التوقعات والتخمينات والتخيل وقراءة الفنجان وكشف الطالع وقراءة الكف ، وربما اللجوء للسحر والشعوذه وماشابه ذلك من سوالف .


ان الذات تشعر بالمراره والغربه والضيق بسبب عجزها اللامحدود عن معرفة القادم ، انها تتوق فحسب لكن مابيدها شئ لاشباع او اسكات هذا التوق وهذا الشوق ، وهذا مدعاة الم حقيقي ، وتبلغ المراره اعماق القلب وتسبب شقاء النفس عندما تتيقن الذات من انها حتما ستغادر هذا الكون وهذا الوجود ، وانها ستتركه غصبا عنها بعد حين وغصبا عن اللي موراضي ، وانها لاتستطيع عمل شئ ازاء هذه الحتميه بالمغادره ، لتترك هذا الكون وهذا العالم يؤول ويصير الي ماسيؤول اليه ويتشكل حسب ماسيتشكل عليه ، دون ان يعير لها أي اهتمام ولايابه بها ، ولايبالي بها ولايعمل لها حسابا ، ان الكون والعالم سيتخذ شكله بعدها ولايد لها عليه ولايد لها لمعرفة شكل العالم بعد فنائها ، وراي لها في ذلك ، انما كل ذلك يحدث وهي في حالة انفصال مريع وتام عن كل ذلك ، ان الذات منعدمة السلطه تجاه ماسيؤول اليه شكل الكون ومصيره ، ان مصير الذات المحتوم يمنعها من معرفة مصير هذا العالم ، ان العالم سيتشكل بعدمغادرة الذات ، وسيصير حسبما اريد له ان يصير ، ولايهتم ولايعير اهتماما لهذا التوق والشوق المتحرق اللذي يلهب الذات لمعرفة ماسيؤول اليه شكل العالم بعدها ومصيره .



وليس هناك من يلبي او يستجيب هذه الرغبه الجامحه المتوقده للذات لمعرفة المستقبل ، او يستطيع ذلك ، او سوف يستطيع ذلك .



كذلك تعاني الذات غربة حقيقيه تجاه مستقبلها الخاص بها ، مستقبلها هي بالذات ، فالموت بانتظارها ولاتدري متي سياتيها ، انها لاتدري ابدا ولايمكن لها ان تدرك وتعايش وتشاهد ماسوف يحدث لها عصر اليوم او صباح الغد ولابعد عام او عشرين عام ، وقد ياتي لها مانسميه بعد عشرين عام وقد يسبقه العدم والموت اليها ، فهي حائره هل ستعيش ام لا الي عشرين سنه قادمه ام ان الموت لها اقرب ، وهكذا نجد ان الذات ترغب بشده لان تكون شاهدة علي مستقبلها الخاص ، ولكنه المستحيل بعينه ، فالمستقبل القريب للذات خارج عن نطاق حواسها تماما ، ولايمكن لها ان تكون شاهده ومدركة له ، وليس من يهتم لرغبتها المتوقده تلك .



ساخصص موضعا مستقلا ، اذا صار لي خلق ، لموضوع اغتراب الذات عن مصيرها المحتوم وهو الموت .


اللبن الجـــــــــــــامد
 

0utsider

عضو بلاتيني
المـــــــــــــــــــــــــــــــوت وذات الانسان


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-







ماهو الموت ؟؟.


هل يمكن لاحد ، أي احد ، ان يشير باصبعه الي الموت ، فيقول لي انظر واسمع هذا هو الموت بعينه وشحمه ولحمه ، اين يقع الموت واي مكان يسكن ، هل للموت ذات ؟؟؟.


هل للموت وجود وكيان مستقل ، ويشغل حيزا من الفراغ والمكان ؟؟.



ام انه فكره عقليه ذهنيه مجرده . ولاوجود عيني محض له ؟؟.


هل الموت يسكن اعماق الانسان ومتوحد مع ذاته ؟؟، ام ان الموت يقع خارج ذات الانسان ؟؟؟.


نحن نري الناس الموتي ، لكننا لانري الموت ، ابدا ، ولانعرف حقيقته وماهيته وذاته ، رغم تاثيره العنيف والفعال علينا ، ورغم قوته وشراسته وعجزنا عن الوقوف بوجهه وامامه ، وليس هناك قوه في الوجود ، يمكن لها ان تخلص الانسان من براثن الموت ومن حتمية ارساله الي العدم .



الموت ، هو موت الانسان الذات ، موت الانسان الفرد ، موت الشخص بعينه ، وموت فلان ليس موتي ، وموتي ليس موت الاخر ، انا ادرك موت الاخر ، لكن هذا الاخر ، هو اللذي مات ، وليس انا .



والاخر يدرك ويعي موتي انا ، ان انا مت ، وموتي ليس موته هو ، وموتي لايعني موت الاخر اللذي يدرك موتي .



للاسف ، لانعرف شخصا معرفة شخصيه ، مات وعاد الينا مرة اخري من الموت ، ليخبرنا عن حال الانسان ، عينيا ، بعد الموت .



ولايتوق الانسان ، بطبعه ، لشئ قدر توقه لمعرفة ماهو الموت ، ومابعد الموت ، ليس مجرد معرفه آتيه من مصدر خارجي ، ايا كان هذا المصدر ومهما كانت دقته ، انما تريد الذات ان تعرف الموت ومابعده ، معرفة يقينيه قطعيه ، تريد ان تري وتسمع وتشاهد وتعايش معايشة وتجربة حيه للموت ولمابعده .



تريد الذات الانسانيه ان تموت وهي تعي وتدرك انها تموت ، وانها ماتت وانها ميته ، وهي تنزع نزعا لاحدود له ، لخوض هذه التجربه وهذا المستحيل بعينه . لان الذات الانسانيه تموت وهي لاتدري ولاتعي ولاتدرك انها في حالة موت ، او انها ماتت .



ان الذات الانسانيه منفصله كل الانفصال وهي في حالة اغتراب كامل وشامل عن موتها هي ، فالذات الانسانيه تموت ، ولاتدرك ولاتعي موتها ، ويستحيل عليها هذا ، وهذا الانفصال المرعب بين الذات وبين موتها هي نفسها ، يجسد معني واضحا من معاني اغتراب الذات الانسانيه في هذا الكون .



ان الموت هو انعدام الادراك والوعي .


فباختفاء ، شئ ما ، لاتدركه الحواس ، تختفي القدره علي الوعي والادراك ، ولايعرف احد ، ماهو هذا اللذي يختفي من الانسان ، وباختفائه يختفي الوعي والادراك .



ان الذات تريد وتنزع بعنف لان تدرك وتعي موتها ، وماهيته ، لكن الموت هوموت لكل شئ بالنسبة للذات الانسانيه ، والموت هو موت لكل القدرات والامكانات ولكل سبل المعرفه ، بما فيها الادراك والوعي ، فيستحيل عليها ان تدرك او ان تعي لحظة موتها ، وبالتالي بات من المستحيل ان تعرف شيئا عن هذه اللحظه ، وهذا يشكل معاناة وماساة عنيفه للذات الانسانيه ، تتمثل في حتمية موتها اللذي لامفر لها منه ولاخلاص ، وبنفس الوقت هي يستحيل عليها ان تدرك او ان تعي هذه اللحظه ومابعدها ، رغم حتميتها ، وهذا يسبب شعورا رهيبا بالغربه والاضطراب والحيره والضياع لدي الذات الانسانيه ، ان تجهل ماهية مصيرها المحتوم .



ولايعرف الانسان مصيره لو كان لايموت .



ان كل ما يمكن للذات الانسانيه ان تعرفه عن تجربة الموت الرهيبه العنيفه الحتميه وهي لازالت حية ترزق ، هو ملاحظة ومشاهدة وادراك موت الاخر ، وهذا الادراك لايقدم ولايؤخر ولايشبع رغبة الذات الانسانيه ، لمعرفة الموت بذاته ، فموت الاخر ليس هو الموت بذاته ولايكشف لنا ، باي شكل من الاشكال ، عن ذات الموت ، ان الذات تدرك اثار الموت من خلال موت الاخر ، وهذا الاخر ليس هو الذات نفسها ، وموت الاخر ليس موت الذات نفسها .



فالانسان غريب في حياته ووجوده العيني ، ولايعرف عن اسرار الحياة شيئا يذكر ، وهو غريب في موته ، بل الذات الانسانيه ، غريبه ومنفصله عن موتها الشخصي ، فهي تموت ، ولاتدري انها ميته ، او انها الان وهنا في حالة موت .



ان الانسان الميت يستحيل عليه ان يقر ويعرف ويعترف انه ميت ، ولايمكن للذات الانسانيه ان تتعرف علي الموت بذاته الا عند موتها ، ولكن ورغم موتها فهي تنفصل عن الموت ، رغم موتها ، فلاتدرك موتها ولاتعيه ، ويستحيل ان تقر وتعترف بموتها ، فلايمكن للذات الانسانيه ان تتاكد من موتها تاكيدا يقينيا ، لاشك فيه ، بل ولايمكن لها ربما ان تعي انها كانت علي قيد الحياة قبل الموت ، فامكانيات المعرفه قد انعدمت تماما هنا ، فلاتعرف هل ماتت فعلا ، ولاتعرف ان كانت علي قيد الحياة من قبل .



ان الموت ، في عمقه ، هو تدمير كامل وشامل ، لاية امكانيه للمعرفه ، ومنها معرفة انك ميت فعلا .


عندما يموت الانسان يختفي منه ،ماكان يعطيه القدره علي الوعي والادراك والمعرفه ، فماهو هذا اللذي يختفي من الانسان عند الموت ، وكان يعطيه هذه الخصائص التي تميزه في حياته عن موته ؟؟؟ .



طيلة بقاء الانسان علي قيد الحياة لايشعر بنفسه ، وعندما يقوم الانسان باعادة عقله الي جسمه والي عالمه الداخلي يشعر بنفسه بدرحة معينه ولفترة زمنيه مؤقته ، لكن يبلغ شعور الانسان بنفسه ويعود العقل الي الجسم الي درجة التوحد في حالة الموت ، او لحظة الموت ، ولحظة ماقبل تمام الموت ، وذلك عندما يفترسه الاهتزاز والارتعاش والاضطراب المريع العنيف والارتجاف الشنيع ، وتنعدم سيطرته علي نفسه ، ويفقد شعوره بجسمه وبوزنه ، وتنعدم قدرته علي التوازن ، وهي لحظه مرعبه مخيفه تثير الخوف والهلع والذعر في نفس الانسان .


وتبلغ ذروة الشعور بالصحوه والانتباه لدي الانسان عند لحظة الموت ، ففي هذه اللحظه يكون الانسان في حالة نشاط ذهني وعقلي رهيب ومخيف . وعندما يعيش الانسان لحظة الموت فان كل خليه من خلاياه ، دون استثناء ، تعمل باقصي طاقاتها ، في محاوله يائسه لاطائل من ورائها ، للبقاء علي قيد الحياة .



والقلق والانزعاج سمه رئيسيه من سمات الوجود الانساني ، فالقلق والانزعاج والضيق والتوتر ، هو مايثير انتباه الانسان واهتمامه ، والانسان لايهتم ولايعير انتباها ابدا ، الا لما لايقلقه ولايزعجه ولايثير الاضطراب في نفسه وكيانه ، لكن يبقي الموت هو اعظم مثير ومهيج للقلق والضيق والانزعاج والانتباه والاهتمام لدي الانسان ، فلايلتفت الانسان ولاينتبه ولايهتم بشئ في هذا الوجود قدر اهتمامه وانتباهه وانزعاجه من الموت ، فالموت ليس ناتجا او ثمرة عن الحياة ، فالحياة ، من صميم طبعها انها تتضمن الموت في عمقها ، فالانسان هو ثمره ناضجه وجاهزه للموت اصلا ، ومنذ ولادته يولد في حالة استعداد تام ومهيا بشكل كامل للموت .



ويبلغ شعور الفرديه والخصوصيه المطلقه لدي الانسان بسبب الموت ، فالموت خااااص جدا جدا جدا ، وموتي انا هو موتي انا وليس موت شخص اخر ،موتي انا بشحمي ولحمي وعظامي ، ولااحد يموت بدلا عني ، وموت الاخر هوموت له هو نفسه وبذاته ، وموت الاخر خاص به وموته لايعني موتي انا ، وبهذا يكون الموت هو المميز الواضح شديد الوضوح للفرديه الانسانيه .



يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : الناس نيام حتي اذا ماتوا انتبهوا .

والحديث عن الموت لاينتهي ، وسيكون لي موضوعات اخري عن الموت ، ان شاءالله تعالي .





اللبن الجامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
 

0utsider

عضو بلاتيني





الانسان يميل الي الجانب المظلم


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-






ان صور المعاناة والقلق التي يعانيها الانسان في وجوده لايمكن حصرها بحال من الاحوال ، وبالتالي من الصعب ايجاد حل او تصور لمشاكل الانسان او معاناته ، واللذي يميز شخصا عن اخر هو القدره علي رصد صور المعاناة الظاهره الثابته التي تمر علي الانسان في حياته ، والتي لايكاد ان يخلو منها انسان بل ولايمكن ان يخلو منها انسان ، وليس فحسب اشكال المعاناة والمواقف الصعبه العابره التي من الممكن ان تمر كل يوم ، فالمشاكل والمواقف العابره ليست بنفس ذات الاهميه التي تتميزبها صور المعاناة الازليه التي تمر بالانسان .



والانسان لابد له ولامفر له من شكل من اشكال المعاناة سواء معاناة مستمره مستديمه ، ام معاناة او مشكله مؤقته ، وليس من السهل ايجاد الحلول لازمات الانسان في وجوده ، فالانسان هو سلسله لاتنتهي من البلاءات والمعاناة بكافة صورها واشكالها ، ذلك ان تشخيص الجانب الاسود والمظلم من الحياة امر لامفر منه ابدا ، بل انه اهم من وضع الحلول لما يستحيل حله او التخلص منه ، فدخول الانسان الي مغارة المعاناة السوداء المظلمه ، هو امر حتمي لامفر منه ابدا ، ولامهرب منه ، فمن دخل بها فانه لن يخرج منها ابدا ، الا متوجها الي عالم الفناء والموت ، وهذا هو المصير الانساني باجلي صوره .



ورغم ان الانسان علي قيد الحياة ولازال حيا يرزق ويتنفس ، الا انه لايسير ابدا الي الحياة ، فلاطريق ابدا لاطريق في هذا الكون يؤدي الي الحياة ، ولايمكن لانسان ان يدلنا علي طريق ، ونحن احياء ، يؤدي بنا ان نحن سرنا فيه الي الحياة ، فنحن نسير لاالي الحياة وانما نحن نتقدم نحو الموت .


هناك ملايين الطرق التي تؤدي الي الموت ، ومامن طريق واحد ، واحد فقط ، يؤدي الي الحياة ، فالحياة نفسها وفي عمقها هي سير محتوم نحوالموت .



ولو عرف الانسان ، طريقا واحدا يؤدي به الي الحياة ، فان الناس سيتقاتلون عليه ، ويتسبب بعضهم بموت بعض ، وهكذا يكون الطريق الوهمي المؤدي الي الحياة سببا في موتهم .



والانسان رغم انه يحب الحياة ويكره الموت ، الا ان الموت يستثيره وينفعل له اكثر مما تستثيره الحياة ومما ينفعل لها .


والانسان هومخلوق يسير في كل لحظه ، دون ان يدري او يعي الي عالم الموت .


وهذا النهج في البحث والتركيز علي الجانب المظلم والاسود من الحياة عامة وحياة الانسان خاصة ، ليس نهجا جديدا او صعب التنفيذ ، كما انه لاينافي طبيعة العقل الانساني ، لان العقل الانساني بطبعه ميال الي الجانب المظلم والاسود من كل شئ ، فالعقل الانساني يميل تلقائيا ودون توجيه الي البحث عن المشاكل والعقبات والتقاط كافة اشكال وصور المعاناة والي كل مايسبب الازعاج والانزعاج والقلق والضيق والتوتر ، بل ان العقل الانساني ان لم يعثر علي مايزعجه ويضايقه ويقلقه ، فانه يحاول جاهدا ان يجد ويوجد مايشغله ويضايقه ويسبب له الضيق والقلق ، وان لم يجد مايقلقه ، فانه يتخيل كل مايقلقه ويتسبب له بالضيق والانزعاج والتوتر . لذلك فان من المهام الرئيسيه للعقل الانساني والتي يمارسها بعفويه واريحيه وعلي السجيه هي ملاحظة وكشف واكتشاف كل ماهو سيئ ومدعاة معاناة والم وعذاب واضطراب وقلق ، فالعقل الانساني لايثار ولايستثار ولايتفاعل الا مع الجانب المظلم والاسود والمؤلم من الحياة ، سواءا كانت مشكله او ماساة عابره اوكانت معاناة تمثل صوره من صورالمصير الانساني الاسود والتي لامفر ولاخلاص منها لاي انسان .



لذلك كان لزاما علي العقل الانساني ان يدرك ويلحظ ويسجل بمنتهي الدقه كل مايتعلق بالجانب الاسود والمظلم من الحياة ككل ، او من البيئه المحيطه القريبه ، او من الانسان كنوع ، او من حياة الشخص الفرد بعينه وذاته .



ان الموجود الحقيقي ليس مايسعدني او مايعطيني الشعور بالارتياح والبرود ، ان الموجود الحقيقي هو مايضايقني ومايسبب لي التوتر والضيق والقلق والانزعاج والالم والعذاب والمراره والاضطراب الداخلي العنيف .



ان مايغيظني ومايثير عالمي الداخلي ، وماانفعل له بعنف هو الموجود الحقيقي ، وليس مايريحني هو الموجود .



ان مااشعر به واتفاعل معه وانفعل له واشعر كل الشعور بوجوده وبتاثيره العنيف القاسي علي ، ليس هو مااريده واستطيع الحصول عليه ، وليس هو مااريد عمله واستطيع القيام به ، ان ماانفعل له واتحطم به وانجذب اليه واقلق بشانه واشعر بوجوده واتاثر به ماوسعني التاثر ، هو مااريده ولااستطيع الحصول عليه ،ومااريد عمله لكنني لااستطيع .



والعقل الانساني مهمته هي طرح الاسئله والتساؤلات التي لاتحصي ولاتعد ، ومااكثر الاسئله التي تدور وتدور في عقل الانسان دون ان تكون لها اية اجابات ، وعلي قدر مااوتي العقل الانساني من قدرة هائله علي طرح الاسئله فهو عاجز كل العجز عن ايجاد الاجوبه علي هذه الاسئله التي مافتأ يطرحها ليل نهار ودون توقف ، فبمقابل القدره الهائله للعقل الانساني علي الملاحظه واستكشاف كل ماهو غريب وعجيب ويعد لغزا او سرا ، فاننا نجد عجزا شبه كامل له عن الاتيان باجابات او تفسيرا لهذه الاسئله او الظواهر التي يلحظها باستمرار ويدركها .



فالعقل الانساني يستطيع ان يلحظ المشاكل وكافة صور المعاناة ، ولكنه لايستطيع ان يجد حلا لها ، كما انه قادر علي طرح الاسئله وعاجز عن ايجاد الاجابه .



والا كيف نفسر استمراركل سلوكيات الانسان الاجراميه والسيئه منذ الازل وحتي اليوم ، وكيف نفسر استمرار كل صور واشكال المعاناة الانسانيه ، من قتل وسرقه وانحراف اخلاقي وجشع وطمع وسرقه وغدر وخيانه وامراض وفقر وبؤس وحقد وحسد وضغينه وبغض وكراهيه وشقاء وعذاب والام واعقات وشلل وشيخوخه ورغبات وشهوات ومطامع وموت وما الي ذلك من صور المعاناة الانسانيه التي لانهاية لها ولاحدولايسلم منها ولاينجو منها احد ، فمهما ومهما ومهما عمل العقل الانساني وتطور وتقدم وطور الجانب المادي للحياة فان كل اشكال المعاناة لازالت قائمة وماثلة امامنا .



وهكذا نجد العقل الانساني عاجز تماما ومشلول عن مواجهة قسوة الحياة والام المعاناة الانسانيه او ايجاد الحلول لها .


والوجود الانساني في عمقه ومنتهاه هو وجود للالم والمعاناة والموت ، باعتباران الانسان يشعر اكثر مايشعر بهذه الامور ، اذ ان لحظة معاناة او تعاسه واحده تساوي سنوات من السعاده والارتياح ، ودقائق من القلق والاضطراب تعادل سنوات من الارتياح والانسجام .



والمعاناة الانسانيه التي يمر بها الانسان من خلال تجربه حيه مريره معاشه فعلا ، هي تجربه قاسيه وحاره وملتهبه يتذوق الفرد بنفسه طعم قسوتها وبشاعة مرارتها ، وليست مجرد فكره عقليه مجرده ، والمعاناة الحيه التي يقاسي شخص معين بذاته من حرارتها ولهيبها ، هي معاناته هو والالم المه هو ، فالمعاناة شخصيه تماما ، ولايعانيها غيره ابدا ، والغير له معاناته بدوره هوالاخروالتي تؤلمه وتعذبه ، فالمعاناة ينفعل لها من يمر بها وليس شخصا اخر سواه ، كما انها ليست حادثه مستقبليه قد تقع وقد لاتقع ، بل هي حيه مؤلمه يعانيها صاحبها في نفسه هنا والان .



واذا كانت هناك بلاشك علاقه وطيده بين الجسم والعقل ، فالعقل يؤثر علي الجسم اللذي يحتويه حتما ، والجسم ايضا يؤثر علي العقل ، وكما ان العقل وعالم التجريد يؤثر ويظهر بصوره ماديه علي الجسم اللذي يحويه ، كذلك فان الجسم المادي يؤثر وينتج افكارا وتصورات ورؤي عديده في العقل وفي عالم التجريد .


الا ان التفكير وعالم التجريد ليس بالضروره هو الذي ينشئ الافكار المؤثره والفعاله علي الانسان وعلي سلوكه ، والتفكير ليس هو من يتسبب بالتجارب المعاشه او التي نعيشها حيه الان ، بمعني ان الافكار ليست هي مايصنع الاحداث التي قد تشكل صوره من صور المعاناة الانسانيه للانسان الفرد ، انما التجارب الحيه الحاره الساخنه والمعاشه فعلا والخبرات الحياتيه التي مارسناها فعلا وعايشناها بانفسنا هي مايشكل الافكار ويخلقها ويبذر بذورها الاولي فيه ، فمن يمتدح شيئا فانه لايمتدحه لاسباب عقليه مجرده ، ولكن لان خبرة ما قد مر بها بشانه واستفاد منها ، ومن يذم شيئا فانه لايذمه لاسباب عقليه مجرده ، انما لان تجربة ما قد مر بها ، وآلمته وجرحته ، فكونت من الافكار مايجعله يذم هذا الامر .


ولاينفعل الانسان لشئ قدر انفعاله للتجارب الحيه التي عاشها بنفسه ، فالافكار والتجارب المجرده لاتعلم الانسان ولاتكسبه شيئا .







اللبن الجامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
 

0utsider

عضو بلاتيني
هذا الشعور بالضيـــــــــــــــــــــــــــــق ،،،، ماهو ؟؟؟



=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-





هذا اللذي ينتابني دائما ويعتريني ، دائما وابدا ينتابني ولايريد ان يتركني او يغادرني ، هذا اللذي يتغلغل الي اعماق اعماقي ، وينحشر في عالمي الداخلي ، ويستوطن في صدري ويسيطر علي قلبي ، ويسير معي في دمي .



كثيرا ماتهاجمني اعاصير الضيق والقلق والاكتئاب ، وكم وكم تعصف بي وتجتاحني ، ولاسبب لها ، فالضيق ياتينا ياتينا بلا سبب ، انه طبيعتنا المحضه فنحن منه وهو منا ، انه يسكننا ونحن نسكنه ، ولانه لاسبب له ، فانه من المستحيل القضاء عليه او الخلاص منه . فكأن الشعور بالضيق كائن حي لايموت الا بموتنا ، فالشعور بالضيق يعيش معنا ، ونحن نعيش معه ، وهومعنا لايفارقنا ابدا ولايتركنا .



في كهف صدري يقيم ، يسكن في سرداب اعماقي الداخليه ، وياتيني الشعور بالضيق وياتي لي معه بالظلام الاسود اللذي يسكن اعماقي ، ويجعل الكون اللامتناهي يعاني التناهي والصغر والضيق ، وكأن صدر العالم يضيق ايضا هو الاخر فاضيق به ويضيق بي .



واحترت في اسبابه ، وهل هو نتيجه ام انه هو نفسه سبب ، هل هو وجود محض ام انه مثال مجرد ، وكثيرا مايخيل لي ان لهذا الكون قلبا وصدرا كئيبا حزينا يعاني الشعور بالضيق ، فيشعر الكون بالضيق الشديد ، فينعكس شعور الكون علي مرآة صدري ، فيجتاحني هذا الشعور الرهيب بالضيق الشديد والاكتئاب الحزين ، فمن هو الحزين ومن هو اللذي يشعر بالضيق ، هل هو انا ام انه الكون ، ومن هو منا اللذي يعد انعكاسا للاخر ، انا ام الكون ؟؟؟ .



واحيانا يقودني خيالي الي الاعتقاد ان هذا الشعور بالضيق انما هو قادم لي وياتيني من عالم الاموات ، فالشعور بالضيق قد يعني قدوم انسان ميت ، بطريقة او باخري ، فالاشباح والارواح من المؤثرات العظيمه علي الانسان ، وهي وان كانت غير مدركه بالحواس الخمس ، الا انها ذات تاثيرعظيم وفعال علي الانسان ، وكذلك الشعور بالضيق غير مدرك بالحواس الخمس ، ومالايدرك بالحواس الخمس لايمكن ادراكه الا بواسطة المشاعر والاحاسيس الداخليه ، أي بواسطة غير مدرك بالحواس الخمس ، فهل بلغت بي شدة الحساسيه انني صرت ادرك حضور الاموات والاشباح وسماع حشرجاتهم .



فالاموات موجودين ، انهم ليسوا عدما تاما ابدا ، ان الموتي بعد موتهم ودفنهم قد اصبحوا ترابا ، فهم اذا لهم وجود محسوس ومدرك بالحواس الخمس ، بطريقة او باخري ، اننا ندرك الموتي بحواسنا ، لكننا ندركهم علي شكل مادتهم الاوليه وهي التراب ، والتراب كائن حي فان اختلط بالروح صار انسانا ، كائنا حيا ، وان نزعت منه الروح صار ترابا ، وكذلك الجن هم من النار ، فان دخلت الروح الي النار صارت جنيا ، والروح عندما تدخل النار لاتبقي نارا ، وانما تتحول الي هواء من نوع معين ، وهذا الهواء ذو الطابع المعين هو الجن ، فان نزعت الروح من هذا الهواء عاد نارا ، كما يعود الانسان ترابا اذا نزعت منه الروح .



وكثيرا مايبدولي ان هذا الشعور الفظيع بالضيق انما هو ارساليات او مشاعر واحاسيس الاموات . واشعر وكان صدري انما هو مقبره لدفن الاموات ، مقبرة سوداء يلفها الظلام ، وربما كان الاموات يبحثون عن ماوي لهم يختبئون فيه ، هربا ربما من شئ ما ، فلايجدون الا صدري والا الشعور بالضيق اللذي يعتريني ، ربما بسببهم ، ليختبؤا فيه .



ان هذا الشعور بالضيق يجعلني اطوي صدري علي صدري ، واطوي نفسي علي نفسي ، وابكي حزني علي حزني ، واعزل نفسي عن الدنيا وعن العالم وعن الناس والاهل والجيران ، لااريد ان اري احدا أي احد ، ولااريد ان اسمع احدا أي احد ، اريد ان اهجر الناس والكون والدنيا والعالم ، اريد ان اضع سورا من الصلب والفولاذ بيني وبين نفسي وبيني وبين العالم ، اريد ان انقطع عن العالم عن كل العالم الا عن حزني وعن هذا الشعور العنيف بالضيق ، ذاك الضيق اللذي يسكن في اعماقي .



هذا الشعور بالضيق اللذي يداهمني تقريبا في كل وقت ، هذا الوحش اللذي يحتلني احتلالا كاملا ولايريد ان يحررني منه ، ولاادري كيف ولااستطيع ان اتحرر منه ، انه يحكمني انه يسيطر علي سيطرة كاملة ، يصعب بل يستحيل الخلاص منه .



ولست ادري من هو السجين ومن هو السجان ؟؟، فهل انا اللذي اسجنه بداخلي ام انه هو اللذي يسجنني بداخله ، انني محبوس وراء قضبانه الحديديه واسلاكه الشائكه ، لااستطيع ان اخرج من هذا السجن ولاان احطم القضبان ، فابقي حبيسا فيه ، وهذا الشعور بالضيق يتغلغل الي اعماق اعماقي فلقد امتد بجذوره الي مكان قصي بعيد من نفسي ، حتي صرت اتفاءل به ، واشتاق اليه ان لم يزورني لانشغالي في متاهات الحياة ومشاغلها التي لاتنتهي هي الاخري .




انني منجذب بمنتهي القوه والشراسه الي الشعور بالضيق ، بمعني انني ان انا ابتعدت عنه مهما ابتعدت ، وان انا انشغلت عنه مهما انشغلت ، وان اخذتني الدنيا عنه مهما اخذتني ، فان مردي وعودتي اليه امر لاشك فيه ابدا .فكانني مربوط بسلك او بخيط مطاطي الي الشعور بالضيق ، فمهما سحبت نفسي عنه ، فعودتي اليه وعودته لي امر لامفر لي منه ولاخلاص ، ابدا ابدا ابدا .



ويبلغ الشعور بالضيق ذروته ، وينهض من مكمنه ، في فترة مابعد صلاة العصر الي قبيل صلاة المغرب ، ففي هذه الفتره تنتابي نوبة شعور بالضييييقه الشديييييده ، والحزن الشديييييد والاكتئاب القوي العنيف ، ولاادري لهما سببا ، بل انه لايوجد سبب ، ولااريد ان اتسلي باي عمل تافه اوجاد عن هذا الشعور الغريب العجيب ، وهو الشعور بالضيق . كما ان النوم في هذه الفتره يزيد من حدة وشدة الشعور بالضيق ، بل ويزيد من الكسل والعجز ، وحتي انني استصعب ان انا نمت فترة العصر النهوض لصلاة المغرب .



فالتسالي والتلهي والدواوين والنوم واي وسيله اخري للخلاص منه ، ليست حلا ابدا ابدا لهذا الشعور بالضيق ، فالشعور بالضيق لاحل له ابدا ولاخلاص منه ، فهو ساكن في اعماقنا ، واننا مهما تسلينا وتلهينا عنه ، فانه سيعاود الكرة مرة اخري ويعود لنا باقوي مما كان عليه من قبل .



فمثلا ، لو ان شخصا مدخنا ، شعر بالضيق الشديد ، فهو لكي يتخلص من هذا الشعور بالضيق الشديد ، فانه يدخن ، والتدخين سيلهيه ويشغله بصوره مؤقته عن الشعور بالضيق الشديد ، لكن ماان تنتهي السيجاره ، حتي يعاوده الشعور بالضيق باشد مما كان يعانيه واقوي من ذي قبل ، اذ انه شعور لاخلاص منه ابدا ولافكاك ولاحل له ، فالشعور بالضيق فينا فينا ، لايمكننا الخلاص منه ، وان استطعنا بطريقة او باخري من تخديره او تسكينه .



ان هذه الالوف المؤلفه التي نراها في القهاوي تدخن الشيشه ، انما جاءت الي القهاوي ليس حبا في الشيشه ، وانما هربا من الشعور بالضيق ، فالانسان لايقوم بعمل من الاعمال ، اويتصرف بسلوك من السلوكيات ، لقناعته باهمية السلوك او العمل ، انما هو يقوم بهذا العمل ، هربا ورغبة في الخلاص من الشعور بالضيق ، فهؤلاء اللذين في القهاوي انما هم هاربين ماوسعهم الهرب من هذا الشعور بالضيق ، وبعد ان ينتهوا من تدخين الشيشه ويخرجون من المقهي ، يعاودهم الشعور بالضيق باقوي من ذي قبل ، وبصورة اشد فتكا واقسي شراسة .



كل الناس ، دون استثناء ، لااستثناء يذكر ابدا في هذه القاعده ، انما هم هاربون من الشعور بالضيق ، فالهدف اللاشعوري للناس اجمعين هو الهرب من الشعور بالضيق ، ان اللذين تراهم في الدواوين وعلي شبكات الانترنت ، وفي الاسواق والانديه والقهاوي والمكاتب والمطاعم والشوارع وفي كل مكان انما هم يقومون بما يقومون به من اعمال ، ليس لاجل الاعمال نفسها ، انما هربا من الشعور بالضيق ، وهم يهربون ماوسعهم الهرب مما لاهرب ولامفر منه ابدا ابدا ابدا . فالهرب من الشعور بالضيق هو الهدف اللذي يجمع بين الناس اجمعين وهو الهدف اللذي يسعي اليه كل الناس، ولااستثناء في ذلك ابدا .



يعتقد الكثير من الناس انه عندما يهاجمه الشعور بالضيق فيسارع الي تسليه او تلهيه او أي عمل اخر، انه بذلك قد تخلص من الشعور بالضيق ، لالا ، انه مخطئ ، لان الشعور بالضيق سيعاوده مرة اخري ، والي الابد .




لماذا يسافر الناس ، ان 99/ 100 من الناس يسافرون ، ليس لسبب او لغرض او حاجه او منفعه اومصلحه ، ولايسافرون حبا في السفر ، انما يسافرون هربا وللخلاص من هذا اللذي يسمونه بالشعور بالضيق .



وكل من يسعي للقضاء علي الشعور بالضيق قضاءا تاما ، او للخلاص منه بصورة كامله ، فانه يسعي ، من حيث يدري او لايدري ، الي الخلاص مما يستحيل الخلاص منه .



والحديث عن الشعور بالضيق لاينتهي ، كما هو الحديث عن الموت ، وهناك المزيد من الكلام عندي عند هذه الظاهره البشريه الفريده من نوعها ، وهي الشعور بالضيق .







اللبن الحلو الجامد




 

0utsider

عضو بلاتيني







الانســــــــــــــــــــــــــــان والموت


=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=









الانسان في حالة هرب متواصله ودون توقف من امرين مرعبين مخيفين ، وهما : الشعور بالضيق ، والتفكير بالموت ، سواء موته هو او موت الاخر .



ان الانسان يهون عليه كل شئ في الدنيا ، مقابل الايصطدم ويلتقي مع هذين الامرين او كلاهما ، فدخول الانسان في صراع مرير مع أي طرف اخر ، اهون عليه بملايين المرات من ان يدخل في صراع او اصطدام او لقاء مع هذين الامرين .



واكثر الناس تميزا وشجاعه واثارة للاعجاب وشهره ، هم اللذين واجهوا الشعور بالضيق وتحملوه ولم يهربوا منه ، مثل السجناء ، والشجعان اللذين يلقون بانفسهم الي الموت باختيارهم ، رغم انه يجب ان ندرك ان الكثير من (( الشجعان )) القوا بانفسهم الي الموت ، ليس لانهم لايخافون الموت ، انما من شدة الرعب والذعر والخوف الشنيع المرير اللذين يشعرونه تجاه اصطدامهم بالموت ، فهم لايطيقون انتظار الموت ويخافونه لدرجة الذعر والفزع ، فيسعون للخلاص من هذا العذاب الجحيمي المتلظي الي الركض نحو الموت ، لعلهم يجدون حلاصهم مما يخافونه بواسطة مايخافونه نفسه .



ان من اكثر اللحظات التي يسعي الانسان جاهدا للتغافل والتشاغل عنها هي لحظة موته المرعبه المحتومه ، فرغم حتمية قدوم هذه اللحظه المهوله المرعبه الفظيعه ، الا ان الانسان يسعي الي التعامل معها وكأنها لاوجود لها وانها لن تأتي اليه ابدا . ذلك ان الانسان ان هو ادرك حتمية موته وتمثلها امامه باستمرار ، فان الشعور بالخوف والفزع لايفارقه ابدا ، ويتناسي الانسان ويتجاهل حتمية موته ، لانه يريد ، بدون شعور و يتمني الخلود وعدم الموت ، لكنه يعلم علم اليقين استحالة هذا الامر ، فيعمد الي التجاهل والتشاغل عن حتمية الموت .



يقول الانسان انه متيقن من الموت وانه امر عادي بالنسبة له ، الا ان هذا ، لايعني ، بحال من الاحوال ،عدم الرغبه الجامحه واللامحدوده للانسان ، بالخلود ، فالانسان ، يريد الخلود في قرارة قرارة نفسه واعماقها ، وان قال ان الموت عنده امر عادي وانه لايبالي به .




ومن اشد اللحظات اثارة للرعب والخوف والفزع هي ان يدرك الانسان انه حان وقت تعرضه للسبب اللذي سيجعله واقفا علي اعتاب بوابة الموت المرعبه الشنيعه ، وانه الان قد ابتعد عن نطاق البقاء في هذه الحياة وانه مقبل علي العالم الرهيب لامحاله ، وان هذا يعني ان كل يوم يمر عليه انما يعني اقترابه من الموت اللذي لاحياد عنه ، كم هو مثير للرعب والفزع ان يجد الانسان نفسه عاجزا عن القيام بما يدل علي انه مستغرق في الحياة ومقبل عليها ، انه هنا سيعاني التوتر العنيف والياس المرير والعجزالمهين والضيق الرهيب والاستسلام المريع لحتمية السير نحو الموت .




كم هو مرعب ان يعي الانسان انه قد انفصل عن الحياة ، وان اتصاله بالموت قد بدات خطواته الاولي ، في مسيرة دؤوبه نحو احداث الانفصال المريع بين الروح والجسم .




وعندما تهاجم اسباب الموت الانسان ، وتجعله طريح الفراش ، وقد تيقن انه قد انفصل عن الحياة واقترب من الموت المريع ، هنا ، فان الموت يصبح بطيئا الي درجة لاتطاق ، فالانسان يريد الموت لكن الموت لايريد ان ياتي اليه .



والانسان لايريد الموت حبا فيه او لانه يرغب بالموت ، انما يريد الانسان الموت ويصر عليه ويطلبه بالحاح لعجزه او لانه قد اصبح عاجزا عن الحياة او متطلباتها ، حيث جرت العاده في الطبيعه الانسانيه ان الانسان يريدو يطلب شيئا لانه يرغب فيه ويحبه ويريده ويشتهيه ، الا انه في الموت فان الانسان يطلب الموت ليس حبا فيه وليس لانه يريده ، انما لان الموت بات ضروره بسبب عجزه عن ممارسة ماتريده منه الحياة ، وعجزه عن ممارسة مايدل علي انه علي قيد الحياة .



فالموت في هذه الحاله يكون ثقيل الخطي ، لايريد ان يقضي علي هذا الانسان ووضعه البائس اليائس القاسي ، انما يتركه فريسة للياس المرير والاحباط المستعر ، ويتركه ساقطا مشلولا في الفراش عاجزا تماما عن ممارسة أي شكل من اشكال الحياة ، عندها يكون الموت هو الحل ، الا ان المصيبه هي ان الموت لايريد ان يأتي .




ان ابشع منطقه يلفها الظلام والعذاب والمراره والقسوه في هذا الكون ، هي ان يجد الانسان نفسه ، عاجزا عن الحياة تماما ، وبنفس الوقت والتو واللحظه تجد ان الموت هو الاخر لايريد ان يسارع لاجل القضاء عليه وتخليصه من عذاب مر مرير لاطائل من ورائه ، فلا هو مع الاحياء ، ولايستطيع ان يصل الي الاموات ، ولايوجد سواد ولاظلام حالك مدلهم مثل الظلام والسواد في هذه المنطقه ، بل ان حتي ظلام القبر ارحم مليون مره من الظلام المرعب الاسود الموجود في هذه المنطقه . فويل للانسان ، ان هو بات عاجزا عن الحياة ، والموت قد اضاع وضل الطريق اليه .



انه لعذاب فظيع ومشين ان تجد الحل والخلاص في الموت ، ولكنك غير قادر علي الموت ، فلا انت بالقادر علي الموت ، ولاانت بالقادر علي الحياة ، لاخيار لك تجاه الحياة ، ولاخيار لك بالموت ، كما انه لم يكن لك خيار من قبل في حضورك وقدومك للحياة ، في عالم لايستحق العيش فيه ، في عالم تنعدم فيه قدرتنا علي الانسجام فيه ، ويثير فينا دوما وابدا التقزز والقرف والغثيان .



وتتجلي واحده من ابشع صور ماساة الانسان في انه يدرك الموت ويعيه ، الا ان الموت نفسه ، لاندري ان كانت لديه قدره علي الادراك والوعي ، فهل الموت عاقل ؟؟؟، ومن عجائب الوجود ان الانسان وهو اللذي يموت يدرك ويعي انه سيموت ، بينما الموت واسبابه ، لايعي انه يؤدي الي موت الانسان والفتك به ، علي اعتبار ان الموت غير عاقل .



فالموت لايبالي بالانسان ، ولابمايفعله به ولابتاثير الموت عليه ، ولايبالي بحال ووضع من يهمهم امره ، ولابمصير من يتعلق ويرتبط بهذا الانسان الميت .



والموت هو " ذكري مستقبليه " ، وليس " ذكري من الماضي " ، لان الانسان ان هو مات فانه لايعود يتذكر حياته السابقه وماكان عليه ابان كونه علي قيد الحياة ، والانسان ان تذكر الموت باعتباره ذكري مستقبليه فانه يشعر بالاختناق حيث ان هناك رعبا شنيعا قاسيا ينتظره في نهاية المطاف ، ان الانسان الحي يتذكر ماضيه ، ولايعرف شيئا عن مستقبله ، ولذلك فان الموت يبقي ذكري مستقبليه ، يشعر بها ويعرفها رغم عدم التقائه بها .



ومما يثير الرعب والهلع والخوف والاضطراب في نفس الانسان هو ان يتخيل صورته ميتا ، وانه في غرفة غسل الموتي ، معدوم الاراده والادراك والوعي ، وان امره ليس بيده انما بيد الاخرين ، والانسان طالما انه علي قيد الحياة فانه يخاف من كل مالاسيطرة له عليه ، ويطمئن لما يخضع لسيطرته ، لذلك فان من الامور الخفيه التي تجعل الانسان يشعر بالرعب والخوف من الموت ، هي ان الموت في حقيقة عمقه انعدام لارادة الانسان وفقدانه للسيطره علي أي شئ وعلي كل شئ ، وكثيرا مايري الانسان نفسه ميتا ، فان وجد من يدفنه فخير علي خير ، وان لم يجد من يدفنه فانه سيكون عرضة للعذاب حتي بعد الموت وكشف العوره وفريسه ميته لعوامل الطبيعه وبقية الكائنات الحيه .




ويري الانسان نفسه محمولا علي الاكتاف ، يسير به الاخرين ، وهومنعدم الاراده منعدم الوعي ميت الادراك ، في طريقه الي حفرة الظلام السوداء والتراب اليابس الناشف والدود الجائع اللذي لايشبع ولايكتفي من لحوم الاموات ودمائهم ، والي ظلام المقابر وسوادها وذعرها ورعبها وخوفها ووحشتها وصمتها وموتها وحشرجات الموتي وانين المعذبين ، والام العصاة وترتيل الصالحين ، حفرة المجهول اللذي لايضاهيه مجهول ، ليتم انزاله في القبر وفي ظلام اللحد وسواده ومايثيره في النفس من خوف وهلع ورعب وذعر واضطراب ، وسط السكون الميت ، والصمت المخيف اللذي يكشف كل استار الكون ، وبين جيران موتي مدفونين تحت الارض ، توحدوا مع التراب ، صامتين لاينطقون ، جيران لايعرفهم ولايعرفونه ولايعرف بعضهم بعضا ، ولايدرون بقدومه اليهم ، ولايملكون تجاهه أي امر ، انه الان يبات ليلته السوداء في قبره تحت الارض ، ليلته الاولي في مسكنه الجديد ، بينما كان بالامس يرقد في غرفته علي سريره او فراشه او علي سرير المستشفي ، لقد كان بالامس بين الطعام والشراب ، اما اليوم فهو تحت الارض ، وقد صار جسمه طعاما ودمه شرابا لدود الارض .



سبحان الله كان الانسان ياكل ويشرب بالامس ، فوق الارض ، وهو اليوم يؤكل ويُشرب ، تحت الارض .



والمقابر هي المساكن التي يزورها الانسان ، ولايرحب به احد او يستقبله احد ، كما ان احدا لايمنعه من الاتيان اليها او الاقامة فيها ، شريطة ان يكون ميتا ، لاحياة فيه .



ويستحيل علي الانسان ان يدرك الموت او ان يعرف ماهيته اوطبيعته، فالانسان لايعرف موته هو ، انما يعرف الموت من خلال موت الاخر ، فالانسان ان كان علي قيد الحياة ، فهو حي ، لم يمت ، فكيف يعرف الموت وهو لم يلتقي به ولم يعايشه ، وان كان ميتا ، فهو ميت ، والميت لايعي ولايدرك ولايعبر ، فان كان الاحياء عاجزين تماما عن معرفة ماهية الموت ووصفه ، فكيف بالاموات ، فالميت ،ميت ، وهو لايدري انه ميت ، فكيف له ان يعرف الموت او يدركه او يعيه وهو ميت ومنعدم الادراك والوعي ، لذلك فانه لالقاء بين الانسان والموت ابدا ، ولن يكون .



ومن الامور المرعبه المخيفه التي تبعث الخوف والرعب في نفس الناس من الموت ، هو ان الموت ستترتب عليه نتائج خطيره ومرعبه ، اذ ان الموت سيحولهم من اعتبارهم " ذاتا " الي اعتبارهم " موضوعات " للاخرين ، فعند موت الانسان فانه لن يستطيع ان يكون ذا سيطرة او سلطة علي نفسه ، اوحكما عليها ، كما انه لن يستطيع ان يداري او يخبئ او يدافع عن نفسه تجاه الاخرين ، انه قد صار ، بعد موته ، موضوعا بصورة كامله ومحضه لدي الاخرين وبمقابلهم ، وانعدمت الذات تماما ، انه لم يعد قاردا علي ان يمنع نفسه من الاتكون موضوعا للاخرين ، والاخرين يحكمون عليه ويقيّمونه كما يشاؤون ، ويصفونه ويشكلونه ويبدون ارائهم وتصوراتهم ويحكمون عليه كما يشاؤون وكما يحلو لهم ، وهو قد صار ذاتا في عالم العدم ، وموضوعا لدي الاخرين ، ولم يعد لارادته أي دور او اية قيمه .



انها ماساة حقيقيه مرعبه ان ينعدم الانسان باعتباره ذاتا ، ليتحول الي موضوع لدي الاخرين .


والانسان عندما يري الاخرين يموتون ، وهو لازال علي قيد الحياة ، فانه يشاهد ويسمع بنفسه كيف ان هؤلاء الاموات قد صاروا موضوعات كامله لدي الاخرين ، يتصرفون فيهم كما يشاؤون ، ان الاموات الاخرين لم يعد لهم وجود ، وانما اصبح وجودهم ، بعد موتهم ، يقتصر علي اعتبارهم موضوعات ، يخوض بها الاخرين كما يحلو لهم ،وانه سيكون في يوم من الايام ، موضوعا للاخرين وذاتا تقيم في عالم العدم ، ولاتملك ازاء تحولها الي موضوع للاخرين أي شئ يذكر .



وهذا سبب للرعب والخوف والفزع الانساني من الموت ، فتحول الذات الي موضوعات يقرر الاخرين تجاهها مايشاؤون وما يحلوا لهم ، بعد موتهم ، امام مراي ومسمع الانسان الحي ، فانه يشعر بالرهبه والاضطراب ، ذلك انه لازال الان علي قيد الحياة ، ولازالت اداة الوعي والادراك الذاتي تعمل فيه وتدل علي حياته ، ولازال قادرا علي ادراك ذاته باعتباره علي قيد الحياة ، ولازال يقرر بنفسه مايفعله ومالايفعله ، ولازال يستطيع ان يدافع عن نفسه وان يعبر عنها ، ولازال يستطيع ان يكون علي عكس مايريده الاخرين ، لكنه عندما يموت ، عندما يموت ، فانه ينعدم باعتباره ذاتا ، ويصبح موضوعا بحتا وملكا خالصا للاخرين .



ماساة الانسان الحي ، انه حي ، وان الحياة ، بطبيعتها تسعي الي الموت ، لان الحياة لاتدرك ذاتها لولا الموت ، وهذا مايجعل الانسان يشعر بقمة حياته عند الموت فقط .



ولاموت للجنس او للنوع ، انما الموت للذات التي تنتمي الي الجنس او النوع ، ومن هنا ، كانت الحياة ماساة حقيقيه مؤلمه وقاسيه وبائسه للذات ، ومنها الذات الانسانيه ، فالذات هي الاداة التي تعبر فيها الحياة عن نفسها ،وبنفس الوقت تسعي الي موتها وافنائها .



فيا ايها الموت ،،،، من انت ؟؟؟؟.









اللبن الحلو الجامد
 

ح / م ~

عضو بلاتيني
اخي اللبن الجامد
اتق الله فينا وفي نفسك
مواضيعك تبعث الكآبه الى الروح
نظرتك سوداويه لكل شيء
لا اعرف لما تبالغ ببشاعة االنفس البشريه
فالحيااه حلوه ولاتسحقهاا بتلك الفلسفه الكئيبه
اتمنى لك مسااءا جميلا مفعماا بالحياة وقوس قزح زاهي الالوان
اختك خشف:وردة:
 

0utsider

عضو بلاتيني
هلا اختي خشف الريم ،،،،،،،،،،

معليش ياعزيزتي ،،،،،،ناسف للازعاج ،،،،،،،،احب اعبر عن افكاري وشعوري كمااااااااهو ،،،،،،،،رغم انه يسعدني مرورك الكريم ،،،،،،،،،،، الا انه طالما موضوعاتي تضيق خلقج ،،،، فارجو الا تقرئيها ، حتي لااضايقج اشفاقا عليج ،،،،، واقري مواضيع المتفائلين والسعداء ،،،،،،،،،،،،،،،، واخبار المجلس والحكومه وطلايب السنه والشيعه ......


حياك الله ،،،،،،،،،،،،،،،
 

ح / م ~

عضو بلاتيني
هلا اختي خشف الريم ،،،،،،،،،،

معليش ياعزيزتي ،،،،،،ناسف للازعاج ،،،،،،،،احب اعبر عن افكاري وشعوري كمااااااااهو ،،،،،،،،رغم انه يسعدني مرورك الكريم ،،،،،،،،،،، الا انه طالما موضوعاتي تضيق خلقج ،،،، فارجو الا تقرئيها ، حتي لااضايقج اشفاقا عليج ،،،،، واقري مواضيع المتفائلين والسعداء ،،،،،،،،،،،،،،،، واخبار المجلس والحكومه وطلايب السنه والشيعه ......


حياك الله ،،،،،،،،،،،،،،،


اخي اللبن الجامد
تعليقك على ردي اضحكني
بارك الله فيك
كل ماقصدته هو النصيحه لا اكثر
دام هذا توجهك وماشي ماشي بهالركب
ما اقول الله يعينك ويفرجها عليك
وبظل اقراا مواضيعك
حتى اتمتم بالحمدلله بكل اول سطر ونهايته
فشكرا لك:وردة:
 

0utsider

عضو بلاتيني









متي يشعر الانسان بوجوده ؟؟؟.


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-










يبحث الانسان عن الراحه بكل السبل والطرق ، لكن الراحه التي يبحث عنها الانسان ،هي الراحه التي يلجا اليها اذا كان يواجه عذابا او الما او موقفا صعبا حرجا لم يختاره ، ولايد له في الخلاص منه ، انما فرضته عليه الظروف او الحوادث او الاخرين ، وحله والتخلص منه ليس بيده .




ويهرب الانسان من الراحه لايلوي علي شئ ، لكن بشرط ، ان يهرب الي عذاب والم وما يعطيه الاثاره علي ان يختاره بنفسه ويحبه ويشتهيه ، وينهيه متي اراد ومتي شاء .



ان الانسان ، بطبعه ، يميل ، من حيث يدري اولايدري ، الي الالم والعذاب والشقاء والمراره واثارة مشاعره واحاسيسه وايقاد النار المستعره في عواطفه لتلهب وتستعر في اعماقه ، لكن يجب ان نلاحظ ان الانسان يميل الي الالم والعذاب والاثاره التي يختارها هو بنفسه ، ولاتجبره عليها الظروف او الاخرين ، كما ان الانسان يريد العذاب اللذي يكون خاضعا لارادته هو ، بحيث انه يكون قادرا علي التخلص منه وقتما يشاء .



فليس هناك انسان يحب مالم يختاره ، وليس هناك انسان يحب مافرضته عليه الظروف او المواقف او الاخرين ، وان كان نافعا له فضلا عن ان يحب مالم يختاره ان كان ضارا به مزعجا له ، بينما يحب الانسان مايختاره ، وان كان مؤلما ويثير العذاب والاوجاع والعوار في قلبه ونفسه واعماقه .



وهذا من عجائب وغرائب الانسان المثيره حقا .


ولايحب الانسان ابدا ابدا ، بل انه لايكره شيئا قدر كراهيته لموقف او الم او عذاب لايخضع لارادته ، وايقافه وانهائه والخلاص منه غير خاضع لارادته .



فاعظم قدره عند الانسان للاختيار هي ان يكون قادرا علي ان يختار عذابه والمه واوجاعه ، وان يكون قادرا علي اختيار مايهيج ويثير ويحرق النار ويفجر حمم البراكين في عواطفه ومشاعره واحاسيسه ، وكذلك من اعظم قدرات الاختيار عند الانسان ، والتي يمارسها ، دون ان يدري ، هي ان يكون قادرا علي ايقاف وانهاء عذابه والمه واوجاعه والتهاب عواطفه وقتما يشاء .



وغني عن القول ان قمة الحريه التي يمكن ان تمنح لاي انسان هي ان نعطيه الحريه ، لاان يفعل مايريد ، ولكن ان يكون حرا في اختيار قيوده .



لكن الماساة الحقيقيه للانسان تتجلي باجلي صورها واكثرها وضوحا وقسوة وبشاعه ، واشدها ايلاما وعذابا ومراره وحيرة وارباكا واضطرابا، وفيها ينكشف وجوده علي مصراعيه ويتجلي وجوده باعلي صور التجلي والوضوح ، عندما يكون الانسان يعاني موقفا عسيرا صعبا ، او الما مبرحا يسبب له الشقاء الشنيع والهم والغم ، او عذابا جحيميا لايطاق ، وهذه الامور لم يكن قد اختارها هو وانما فرضتها الاقدار او الظروف والاحداث او الاخرين ، وبنفس الوقت ، فان امر الخلاص منها ليس بيده ، ولايملك ازاءها شيئا ، ولاحيلة له تجاهها .



هذه النوعيه من المواقف الماساويه التي تتجلي فيها اعلي صور المعاناة الانسانيه ، بكل ماتحمله الماساة والمعاناة من معاني مؤلمه تسبب العذاب والشقاء وتستدعي الهم والغم والمراره والنكد في النفس .



فانت تتعذب وتتالم ، ولم تختار عذابك والمك ، والخلاص ليس بيدك ابدا ، ولاسلطة لك علي الموقف الرهيب اللذي تعيشه .



ان انعدام الاراده تجاه الموقف الخارجي ، وانعدام الاختيار ، هو ماننفعل له ومانتفاعل معه بمنتهي العنف والقسوه .


ففي اعماق كل انسان رغبه جامحه لاحدود لها بالسيطره التامه ، علي مجريات المواقف والمشاكل والاحداث التي تواجهه وعلي الاشخاص الاخرين ، وهذه السيطره هي التي تبعث في نفسه الارتياح ، وهي سيطره مستحيل ان يحصل عليها أي انسان ، كما ان فقدان الانسان لهذه السيطره ، يسبب له الاضطراب والخوف والانزعاج والقلق والتوتر .



فمن صميم طبيعة الانسان انه يريد ان يُخضع لسيطرته الظروف والاحداث والمواقف والاشخاص الاخرين .ذلك ان شعوره بفقدان السيطره علي هذه الامور يسبب له القلق والتوتر والانزعاج .



فاذا انعدمت الاراده او الحيله او القدره علي التصرف لدي الانسان ، تجاه موقف اوحدث صعب حرج يواجهه في العالم الخارجي المحيط به ، فان الانسان يشعر هنا بقمة وجوده ، ويشعر بنفسه بصوره لامثيل لها ، وينكشف وجوده ويتجلي الي ابعد حدود التجلي والوضوح .



فكل مايخضع لاختيارنا وارادتنا فهو عدم ولاوجودله ، وكل مايخرج عن اختيارنا وارادتنا ، فهو الموجود الحقيقي . فالاول لاننفعل له ولانتفاعل معه ونشعر بالبرود تجاهه ، والثاني ننفعل له ونتفاعل معه ، ونحترق به ونشعره بصوره كامله .



والانموذج الفذ والمثل الاعلي ، لاقوي واشد صور الوجود الانساني القاسي والمريع ، تتجلي وتتجسد تجسيدا كاملا هائلا ، في المحكومين بالاعدام وهم يساقون الي الموت المحتوم ، لتنفيذ حكم الاعدام فيهم ، بحبل المشنقه المرعب ، او رميا بالرصاص ، او باية وسيله للاعدام المرعب البشع القاسي ، فالمحكوم بالاعدام عند اللحظات التي تسبق تنفيذ حكم الاعدام فيه ، هو الانموذج الامثل للوجود الانساني بابشع صوره واكثرها قسوة وظلاما وسوادا وبشاعة ، حيث ان ارادته وقدرات التصرف والامكانيات تجاه هذا الموقف الرهيب المخيف لدي هذا البائس التعس هي في عالم العدم الكامل ووصلت الي تحت الصفر ، فالمحكوم بالاعدام تنبع ماساته الموجعه المرعبه الشنيعه ، ليس من اعدامه فحسب ، بل من هذا السلب المرعب المهول المخيف لارادته عندما يجد نفسه عاجزا كل العجز عن فعل شئ او التصرف للخلاص من هذا الوضع المرعب البشع القبيح ، فاعدام ارادة المحكوم بالاعدام اشد قسوة والما وعقابا من اعدام حياته ، خاصة في اللحظات الاخيره لتنفيذ حكم الاعدام المرعب فيه .



والمحكوم بالاعدام ، قبيل تنفيذ الحكم القاسي البشع فيه ، يعاني الاضطراب والارتعاش والارتباك والاهتزاز وجفاف الحلق واضطراب التنفس والحيره العنيفه والشلل النفسي وتعجل الموت وبشاعة الانتظار المرعب وتضيق به الدنيا بما رحبت ويصبح الكون الهائل في اعماقه ثقب ابره ويعاني بطء الوقت وثقله ، وانعدام السكون والسكينه والركود والتحرك المستمر والتوتر العنيف وموت الهدوء او القدرة عليه ، واستلاب الاراده واعدام ارادته قبل اعدامه هو ، والمراره والرعب والذعر والهلع والفزع والخوف الشنيع والقشعريره ، والعجز والياس وانعدام الامل والاستسلام العاجز المذل المهين ، فلم يعد بيده شئ ولم يعد له من الامر شيئا ، فهو تحت رحمة الظروف والاخرين ، وهؤلاء لم يعد هناك أي مجال للرحمة عندهم ، فهو يسير الي الموت المحتوم وهم ياخذون بيده الي الموت المحتوم ، فكل الاتجاهات الخاصة به تسير به الي الموت المحتوم ،حتي يموت وهولايملك ازاء امر موته شيئا ، وكل الدروب والطرق متجهة الي الموت المحتوم ، وهو سيموت وسيري موته وسيراه الاخرين يموت ، ورؤية الاخرين له وهو يموت عذاب مابعده عذاب .



يكفيه بؤسا وتعاسه انه سيموت امام اعين الاخرين ، وماادراك ماعيون الاخرين ، وماادراك باللذي يخرج من عيون الاخرين .

ليس هناك من يشعر بوجوده باكمل صوره في هذا الكون ، اكثر من المحكوم بالاعدام ، قبيل تنفيذ الاعدام فيه بلحظات ، ولحظة تنفيذ الحكم فيه ، ويالها من لحظه مرعبه مريعه شنيعه بشعه قاسيه ، في هذه اللحظه يطول قدوم الموت ويتاخر علي هذا المحكوم بالاعدام ، لان انتظار الموت اشد شقاءا وايلاما من بعد الموت .



في هذه اللحظات المرعبه ينكشف الوجود الانساني ويظهر باجلي صوره واكثرها وضوحا .


والمنتحر اخف عذابا من المحكوم بالاعدام بطبيعة الحال ، فالمنتحر هو من اختار موته ، ولم يفرضه عليه الاخرين ، والمنتحر كان لديه امل في الخروج من دائرة الموت ، وليس مثل المحكوم بالاعدام ، اذ ان الامل منعدم تماااااما بالنجاة من الموت .والمنتحر لاينتحر عن شجاعه ، بل عن خوف ثنائي فهو عاجز عن ممارسة الحياة ومواجهتها من جهه ، وهو خائف ومشلول ومذعور من انتظار الموت ، من جهة اخري ، فطالما ان الخلاص بالموت ، فان الموت في هذه الحاله ان هو ادرك انه هو الخلاص للانسان فانه لن ياتي وسيتاخر كثيرا ، فيري المنتحر ، انه والوضع هكذا ، وطالما انه عاجز عن الحياة وعاجز عن الموت ، فلاباس ، اذا ، من الذهاب الي الموت ، والاتيان به من مخبئه ، فلعل المنتحر يريح ويرتاح ، ان كان هناك مايريح فعلا .



كذلك من صور شعور الانسان بوجوده ، تجاه موقف صعب حرج لم يختاره ، ولايد له بالخروج منه ، هو عندما ،مثلا ، يخبر الطبيب مريضا بانه مصاب بالسرطان او أي مرض اخر ، وانه لاعلاج له ولاامل في شفائه ، فهنا لم يختر الشخص هذا العذاب وهذا المرض المرعب المرير ، وليس بيده شئ يعمله تجاهه ، فهو خارج عن نطاق اختياره كما انه خارج عن نطاق ارادته .



وهنا تتجلي صوره من ابشع صور شعور الانسان بنفسه وبوجوده ، حيث ينعدم الاختيار وتنعدم الاراده .


والمحكوم بالاعدام والمريض الميؤوس من شفائه ، كلاهما يشعر بنفسه وبوجوده لابعد الحدود ، لكن الفرق هو ان المريض بالسرطان يدرك انه لو كان الناس الاخرين يستطيعون مساعدته وانقاذه لساعدوه وانقذوه ، وانه لو كان قادرا علي ان يساعد نفسه لسمحوا له بان يساعدنفسه ، الا ان المحكوم بالاعدام رغم قدرة الناس الاخرين علي مساعدته الا ان احدا لايساعده ، ولن يساعدونه ، كما انه لو كان يستطيع ان يقدم لنفسه شيئا ، فان احدا لن يسمح له بتقديم شيئا لنفسه .


كم هو بشع ان تنعدم قدرتك علي الاختيار ، وتنعدم قدرتك علي فعل شئ .


عزيزي ،،،،،


ان كنت تعاني عذابا والما وموقفا صعبا حرجا لم تختره ، وانما فرض عليك فرضا ، من اية جهة كانت ، وان كنت لاتملك ازاء هذا المصير والحال شيئا ،،،،،، فانت موجود ، بل انت في قمة الوجود .





اللبن الحلو الجامد







 

0utsider

عضو بلاتيني






هذا اللذي يسمونه : المـــــــــــــــــــــــــوت

"" الجزء الاول ""


=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-​







مع انني من نوعية الناس اللي كله (( مالهم خلق )) علي شئ ، ومع انني مالي خلق اسوي شئ ، ومع انني ، تقريبا ، لايوجد مايثيرني ، الا انني بداخلي حب جنوني وهوس متوقد ملتهب ، تجاه موضوع واحد هو : الانسان ، ذلك اللغز الكوني العجيب الغريب ، وقضيتان اخريان ترتبطان به اشد الارتباط وهما : الموت ، والقلق ، هذه هي الامور الوحيده التي انفعل لها واتفاعل معها ، وهي الامور التي اركض وراءها ركضا واحبو لاجلها حبوا ، لشدة حبي وولعي في البحث عنها ، وهذه الموضوعات الثلاثه لااشبع منها ولاامل منها ابدا ولااكتفي ولااستطيع الاكتفاء منها ، وهذا ماجعلني اعشق الوجوديه وفلاسفتها العظماء ، لانها فلسفة الانسان ، او فلسفة وضع الانسان ، ومهما شعرت بالملل والكسل والعجز والمالي خلق تجاه أي شئ في الدنيا ، الا ان هذه الامور من المستحيل ان اشعر تجاهها بالعجز والملل .





واليوم نقدم لكم موضوعا عن الموت . مع اني ادري انه مافي احد له خلق يقرا موضوعاتي ، لكن هي متعتي التي لاامل منها .



فاتحدث عن الموت واقول :



هل يمكن للانسان ان يعرف او ان يتعرف علي الموت ؟؟......


وماهي " ماهية " الموت ؟؟؟.


هل يمكن للانسان ان يدرك ويعي الموت ؟؟؟.


حتما ان للموت آثارا يعرف بها ،،،، لكن هل له ذات ؟؟.



ويعد الموت من اعقد القضايا والظواهر الوجوديه التي شغلت العقل الانساني منذ الازل ، الا ان الموت قد وقف باعتباره مُدركا مجهولا ، صامدا جامدا امام كل محاولات العقل الانساني لفك لغز الموت ومعرفة سره واسراره ، ومنذ الازل ، وحتي هذه اللحظه لازال الموت لغزا عصيا مستعصيا علي الحل ، ومن الواضح انه سيبقي كذلك الي الابد .


ومن المحتوم ان اية محاوله جريئه للعقل الانساني لحل وفك شفرة هذا اللغز المرعب الرهيب ، سيكون مصيرها الفشل ، فكما ان الموت هو المصير المحتوم لكل كائن حي ومنها الانسان ، كذلك ايضا ، فان الفشل الذريع هو المصير المحتوم لاية محاوله من قبل عقل الانسان لان يحشر انفه الفضولي ، لمعرفة ماهية الموت وكنهه .



واذا كان العقل والحواس احدي وسائل المعرفه لدي الانسان ، والانسان يستقوي بها علي غيره من المخلوقات ويشعر بتميزه عنها ، فان الموت كفيل ، بمنتهي القوه والاقتدار بالقضاء علي العقل والحواس . فيكفي الموت قوة واقتدارا انه قادر ، الي ابعد الحدود ، علي ان يسحق ويمحق الانسان دون هواده ويسحق ويمحق نقاط قوته ، متمثلة في العقل والحواس ، وايضا الجسم .



ولان من طبيعة النفس الانسانيه انها تنزع نزوعا عنيفا وتتوق توقا كبيرالامحدودا نحو المعرفه ، لاسيما معرفة كل ماهو مجهول وغائب عنها ، ولان العقل المادي التجريبي العلمي قد وقف عاجزا حائرا بكل ماتحمله هذه الكلمات من معاني ، امام الموت ، ولان الانسان يشعر بالاغتراب المرير الشديد تجاه تجربة الموت المؤلمه الحتميه ، ولان وسائل اتصال الانسان بالموت اتصالا واعيا هي معدومه تماما ، فان الانسان ، وفي سبيل اشباع نهمه للمعرفه والفضول ، قد لجا الي تفسير الموت ، تفسيرات ميتافيزيقيه ، مغرقه في التجريد والروحانيه ، في محاولة يائسه منه لفهم لغز الموت ، وكشف اسراره .


وهذا هو داب الانسان فانه ما ان يعجز عن فهم ظاهرة من الظواهر المدركه بالحواس الخمس فهما عقليا علميا تجريبيا ، حتي تجده قد لجا لمحاولة تفسير وفهم هذه الظواهر ، فهما ميتافيزيقيا .


والموت هواحدي صور المصير الماساوي الاسود للانسان ، فالموت هو امكانيه قابعه في عالم التجريد ، تنتظر الفرصه عند التقاء الزمان والمكان ، وهما العنصران الرئيسيان لكل حدث ، لتتحقق وتظهر للوجود العيني المحض ، ومعضلة الموت ، وسبب غموضه ، انه ظاهره بمجرد ان تاتي الي الوجود العيني والتحقق المحض ، حتي تختفي مرة اخري وبنفس الوقت عائدة ادراجها تارة اخري الي عالم التجريد الغامض .



ومن الناحيه البيولوجيه فان الانسان لايموت موتا كاملا متحققا ، الا عندما ينفجر قلبه بالداخل ، وهي لحظه من اشد اللحظات قسوة ووطاة علي الانسان ، ومن اشدها هولا ورعبا وذعرا ورهبة ، واشد لحظة قسوة والما وعنفا وشناعة تمر علي كل كائن حي ومنها الانسان هي لحظة الموت ، ففي الموت يبلغ العنف والشراسة قمة قمة القمه ويصل الي اقصي مدي يمكن الوصول اليه، وعندما ينفجر القلب في الداخل فان الدم يسيل وينهمر ويهرق ويكون دما مسفوحا في داخل الانسان ، والدم يريد ان يخرج من الجسم الميت ، لكنه لايجد منفذا مالم يكن الانسان قد تم ذبحه ذبحا او طعنه بسكين ، فالموت ان كان لاسباب داخليه فان الدم يسيل بالداخل وان وجد له منفذا من خلال فتحات الاذن او الانف او الفم فانه لايتاخر بالخروج والسيلان من الانف او الاذن او الفم ، وهي لحظه مرعبه وشنيعه تثير الخوف والذعر والقشعريره واضطراب الاعصاب والتوتر الشديد ، فينتشر الدم المسفوح بداخل جسم الانسان ليختلط الحابل بالنابل ، فتتداخل الخلايا مع بعضها البعض ، وانفجار القلب يتبعه انفجار وانفعالات داخليه عنيفه رهيبه مزلزله لاعضاء الجسم الرئيسيه الاخري ، ثم خمودها وموتها بعد ان تكون قد ثارت اشد ثوره واعنف واقسي هيجان يدركه الانسان ويعيه ويشعر به وبوطاته وقسوته علي نفسه ، واول حاسه يفقدها الانسان عند الموت هي حاسة البصر ، ثم تتبعها بقية الحواس واخر حاسه يفقدها الانسان عند الموت هي حاسة السمع .



ومن اشداللحظات قسوة ووطاة علي الاطلاق ، وهي لحظه ليس كمثلها لحظه بالقسوه والالم والبشاعه والعذاب ، يمر بها كل انسان ، ولااستثناء ، هي لحظة الموت المريعه ، لحظة طلوع الروح او سر الحياة من الجسد ، وهي لحظه تثير الفزع والرعب والقشعريره والخوف والاضطراب والاهتزاز والارتعاش في نفس الانسان وجسده .



وهكذا فاننا نجد ان الموت بيولوجيا ليست بالحاله السهله اللينه الهينه ، بل هو عمليه مرعبه وشنيعه ومؤلمه وبطريقه ليس لها مثيل في البشاعه والقسوه والالم المرعب المثير ، وليس هنالك ماهو اقسي علي الانسان من لحظة الموت ، وحشرجة الانسان لحظة الموت وطلوع الروح او اداةالوعي والادراك ، وعندما تبدا الاعضاء الداخليه للانسان في الانفجار عند الموت ، يحدث الاهتزاز والاضطراب والارتعاش والهبوط العنيف الحاد ، في كل خليه من خلايا جسم الانسان ، ويشعر الانسان وكأنه في وسط فرن ذو درجة حراره عاليه جدا ، وهي اللحظه المريعه قبل انفجار الدم وسيلانه ، وعند لحظة الموت ينعدم انعداما تاما السكون ، فلامجال للسكون والركود والهدوء لاي عضو من اعضاء او خليه من خلايا جسم الانسان لاداخليا ولاخارجيا ،فالموت هو موت الهدوء والسكون وحلول الاضطراب والاهتزاز الاعنف والاشرس والاقسي في الكون ، واهتزاز الانسان عند الموت وارتعاشه وانعدام الهدوء والسكون هو الاعنف في الكون علي الاطلاق ، رغم انه يحدث داخليا ، فكل مافي الانسان في حالة اضطراب واهتزاز وارتعاش وتحرك متوترعنيف وقاسي ، ويشعر الانسان عندها في لحظة الموت ان هذا الكون والوجود والاخرين يهتزون ويرتعشون معه ، فهذا الزلزال الداخلي المرعب العنيف يجعل الميت يشعر وكأن الكون يتزلزل ، فما يحدث في الكون هو انعكاس ، بطريقه او باخري لما يحدث في الجسم الانساني ومايتفاعل معه وبداخله.




ولحظة الموت هي اللحظه الاشرس والاقسي علي الاطلاق التي يعرف الانسان فيها نفسه ، حق المعرفه ، ويعيها الي ابعد حدود الوعي ، وهذا من عجائب الامور ، ان يلتقي الانسان بالحياة في ذروة الموت ، وان اقوي انواع اللقاء بين الانسان ونفسه انما تتم عند لحظة الموت المريعه . !!!!!!!!.



والغريب ان الانتباه والوعي والادراك يصل الي اقصي مداه عندما يعيش الانسان لحظة الموت المريعه ، فلاغفله ولاغياب للعقل او الذهن او الوعي عند لحظة الموت المهوله .




والموت هو احد اهم الظواهر والمخلوقات الغريبه العجيبه والمثيره في هذا الوجود المتحقق ، وكما ان الانسان يعد ، بحق ، لغز الوجود الدائم ، كذلك فان الموت هو واحد من اغرب الالغاز الكونيه واشدها اثاره وغرابه واستغرابا ، والانسان ، دونا عن بقية الكائنات الاخري ، هو اللذي يدرك الموت ويعيه ويدري بوجود الموت وحتميته ، والانسان هو اللذي يدري ان وجوده محدد بوقت معين ، ويعلم انه سائر لامحاله الي الموت ، وليس شيئا اخرا سوي الموت . فالحيوان لايدري ان وجوده مؤقت ولايدري ان موته حتمي ، فهو يفقد بل ينعدم شعوره بذاته ، وانما كل شعوره ان انتمائه لجنسه ونوعه هو انتماءا خالدا .



ولان الموت الانساني يقع علي الذات الفرديه ، فان الانسان يدرك عدم ارتباط موت النوع او الجنس الانساني به باعتباره ذاتا ، بمعني ان الانسان يدرك انه باعتباره ذاتا سيموت دونا عن بقية ابناء جنسه ، وهذا يجعل الانسان يدرك عدم خلوده مع مايجره عليه ذلك من مراره وشقاء وخوف ، رغم بقاء الجنس الانساني بعد موته ، بينما في عالم الحيوان نجد ان الحيوان لايدرك ذاته ، لذلك فان الحيوان لايعي وجوده الذاتي انما يعي وجوده وكانه مرتبط بوجود الجنس الحيواني ، لذلك كان الحيوان لايعي ولايدرك انه سيموت ولذلك فانه يعيش وكانه سيكون خالدا الي الابد ، بينما يعاني الانسان الامرين والتعاسه والالم والحسره لانه يدرك انه باعتباره ذاتا ميت لامحاله دونا عن الجنس الانساني .



وطالما ان الانسان مستغرق في حياته ، ويعيش وكأن الموت بعيد عنه ، فهو " لاهي " ، بالعالم الخارجي ، ذلك العالم اللذي يسلب الانسان من نفسه ، ويفصل بين عقل الانسان وذاته ، فالعقل الانساني لايدري ولايعي بما يدور في اعماق الذات والنفس الانسانيه ، الا ان الموت ماان يداهم الانسان حتي يرجع عقله الي جسمه وبمنتهي القوه ، فيشعر العقل بكل صغيره وكبيره تدور في الجسم الانساني ، فعند لحظة الموت يصل الادراك الذاتي للانسان الي مبلغ مداه ، فالموت يجعل الجسم والعقل في حالة اتصال تامه تماما ، بل ان الموت نفسه ، هو في حقيقة عمقه التوحد التام بين العقل والذات ، والذات تعبر عما يعتريها بواسطة مانشعره من تفاعلات تدور في الجسم الانساني .



شعور الانسان بذاته دليل حياته ووجوده ، وانفصاله عنها باستغراقه التام في العالم الخارجي ، دليل العدم ، فهو سقوط واستغراق (( عقلي ))، في العالم الخارجي ، فالانسان طالما انه حي ، فهو مستغرق في العالم الخارجي وهذا يفصل عقله عن ذاته ، فيكون في العدم رغم انه حي ، وباقترابه من الموت يعود عقله الي ذاته ، فيشعر ، رغم انه علي اعتاب بوابة الموت ، بقمة قمة الوجود والحياة .!!!!!!!!.



وتتجلي اشد صور الانسان الما وايلاما واثاره للاشمئزاز والمراره ان الانسان ان كان لازال علي قيد الحياة ، ولم تداهمه بعد اسباب الموت والامراض ، فانه يشعر بقرارة قرارة نفسه بالخلود وان وكأن الموت بعيدا عنه ، ورغم شعوره هذا الا انه ايضا بنفس الوقت يدرك حتمية موته ، فهو يشعر بالخلود مجرد شعور ، لاوجود حقيقي له ، ولكن رغم شعوره بالخلود فانه ، في ذات يوم سيموت ، حتما . وهذا مايسبغ علي حياة الانسان لونا اسودا قاتما قاسيا يجعل الحياة مريره ومدعاة شقاء والم ويجعلها ذات طعم مر علي قلبه ونفسه قبل لسانه .



ورغم ان للموت قوة طاغيه علي الانسان يسحقه سحقا بصوره لامثيل لها ولامجال ابدا للخلاص والنجاة منها ، ورغم القدره الهائله للموت علي طحن الانسان وافنائه وارساله الي عالم العدم ، الا ان الانسان يبقي بصورة ما ، ورغم فناء الذات الانسانيه وطحنها وسحقها ومحقها بواسطة الموت ، الا ان الانسان يبقي محتفظا بنقطة قوه تعمل نوعا ما لصالحه ، رغم الياس الحقيقي للانسان من النجاة من الموت ، ورغم ان هذه النقطه تعد غير مجديه ابدا تجاه الموت وقسوته وحتميته ، الا انها نقطه تسجل بصورة ما لصالح الانسان ، وهي ان الانسان يموت وهو يعي ويدرك انه يموت وانه سيموت حتما ، ويموت وهو يعرف ان الموت يميته رغم انه لايعرف ماهو الموت وما ماهيته ، فالسكين مثلا التي تقتل الانسان وتفتك به وتمزق احشائه وتهرق دمه وتسفحه ، لاتعي ولاتدرك نقطة القوه التي تتمتع بها ولاتدري ولاتعي قوتها وقدرتها علي سحق الانسان واهدار مكانته في الوجود ، الا ان الانسان يدرك ويعي ان السكين تقتله ، وهكذا فان الانسان يدرك ضعفه ووضاعة مركزه في الكون ويعيه ، ولكن السكين ، وادوات الموت الاخري ، والموت لايدركون ولايعون قوتهم وقدرتهم علي قتل الانسان ، ولذلك كان الانسان اعظم وارقي واعلي مكانة منهم جميعا .



والموت لديه قسوة عجيبه غريبه علي الانسان اللذي يعي الموت ويدركه ، وعلي كل كائن حي ، فهو عمليه مرعبه مذهله ومهوله بيولوجيا وروحيا ، والموت يسبب الاما نفسيه رهيبه لاتحتمل ولاتطاق للميت نفسه ، او للمشرف علي الموت ، او لكل من هو قريب منه ، فهو لايرحم احدا ، ولايستثني احدا ، ولايهاب احدا ، ولايخاف ولايخشي احدا ،ولايبالي باحد ولابمصيره ولابمصير من يرتبط بهم ، ولابمصير من سيتركهم بعد موته ، ولابكيف ستكون او ضاعهم بعد موته ، والموت ذو هيبه ورهبه وجلال وله قدره لاتضاهيها قدره علي بث الرعب والذعر والخوف والهلع والارتجاف والارتعاش والقشعريره في نفس الانسان ، وكل انسان وكل مخلوق يهاب الموت ويخشاه ويهرب منه لاشعوريا ، ولايستطيع الا ان يهرب منه ، بينما الموت لايهاب احدا ولايخشي ولايخاف احدا فهو يقتحم كل انسان وكل مخلوق وكل كائن حي ، ولايبالي باحد ولايعير اهتماما لاحد ، أي احد .



ولايبالي الموت بالوقت اللذي ياتي فيه للانسان ، فهوقد ياتي بوقت غير مناسب للانسان ، فالموت يدخل علي الانسان ، أي انسان ، وكل انسان ، ولايستاذن احدا ، وليس هناك انسان يقول ان الوقت قد حان ليموت ، مالم يكن قد اصبح عاجزا عن القيام بمتطلبات الحياة ، وان يطيق المها وعذابها ومرارتها وشقائها ، لان تحمل شقاء الدنيا والامها ، دليل الحياة والوجود .



والانسان سيذبل ويموت ، ومايخاف عليه ، سيذبل وسيموت .



ان من صميم طبيعة النفس الانسانيه انها دائما وابدا تنزع للبقاء وتعشق الخلود ، ولو تأتي لها ان تبقي الي الابد خالدة باقية لاتموت ، فانها لن تقول ، لا ، ابدا ، ولن ترفض ، حتي لو كلفها ذلك عذاب الملل ومعاناته وشقائه ، فعذاب الملل الناتج عن الخلود ارحم بكثير بالنسبة لذات الانسان الفرد من هذا الفناء والموت اللذي ينتظرها ويحيق بها ، فعذاب الملل مهما كان موجعا مؤلما فانه قابل للتعامل معه والسيطرة عليه بصورة او باخري ، اما عذاب الموت وانعدام الادراك والوعي فهو يثير الرعب والفزع لانه طاغي وخارج عن نطاق السيطره ولامجال للانسان للتعامل معه ، والنفس الانسانيه تميل بطبعها الي الخلود ، اذ ان الخلود ربما كان من صفات النفس الانسانيه الاصيله ، في مرحلة ما من مراحل الخلق ، فكما يبدو ان نفس الانسان خلقت اساسا للخلود والبقاء وعدم الفناء ، لذلك فانها تسعي للبقاء مااستطاعت الي ذلك سبيلا ، وتشعر بالخوف والذعر والهلع من فكرة فقدان قدرتها علي ممارسة مايدل علي حياتها او مايدل علي انها ستفارق هذه الحياة ، لكن ربما ، لسبب او لاخر ، فانها عوقبت بالموت والفناء ، فصار الموت مزعجا ومسببا عظيما للقلق والخوف والرعب والذعر للذات الانسانيه ، لانه مخالف لاصلها اللذي جبلت عليه اصلا .



وللحديث بقيه ،،،،،،،،، بس يصير لي خلق .............



اللبن الميت المتجمد
 

0utsider

عضو بلاتيني








هذا اللذي يسمونـــــــــــــــــــه : الموت

"" الجزء الثاني ""

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-







اليوم فجاة صار لي خلق اكمل موضوع الحديث الرائع عن الموت ، وهو من اقرب المواضيع الي قلبي وعقلي ، وها انا اكمل حديثي الجميل عن الموت .



ان من اشد الامور التي تثير الخوف والرعب في نفس الانسان ، وتسبب له الاسي والنكد والكمد ، ان الانسان الفرد ، الانسان الذات ، يعلم في قرارة نفسه واعماقه ان هذا الكون لايبالي به ، ولابقدومه الي هذا العالم ولابرحيله منه ، فالكون موجود قبل ان يوجد الانسان الفرد وقبل ان يولد ، والكون سيبقي بعد ان يغادر الانسان الفرد ، هذا الوجودوهذا الكون ، بواسطة الموت المحتوم ، فالوجود لم يربح شيئا بقدوم الانسان اليه ، ولن يخسر شيئا بمغادرته اياه ، انما اللذي يشعر بالخساره وبوطاة الم الفراق والموت وعذابه هو الانسان الفرد ، بذاته .



كما ان الانسان يشعر بالالم العميق وبالخوف الدفين ، وبالياس المرير ، والعجز الموجع ، عندما يدرك الانسان الفرد ، ، ولدرجة يقينيه لاشك فيها ، ان الناس الاخرين سيستمر وجودهم من بعد موته ، وان موته لن يكون ذا تاثير يذكر علي وجودالاخرين بعد موته ولن يؤثر موته عليهم بشئ ، وان الاخرين سيدركون ويعون موته ، بينما هو ميت ولايدري انه ميت ، وكم هو مؤلم ومدعاة ضيق واضطراب واسي ، ان يدرك الانسان الفرد ان الحياة ستستمر بالمضي قدما بعد موته ، فموته هو وقف تام لحياته هو بذاته ، وليس وقفا للحياة ابدا ، انه يموت كفرد وكذات الا ان الحياة لاتبالي به وستستمر بالمضي قدما ، ولاتابه به ، وانه سيكون مصيره النسيان الابدي والسقوط التام في هوة الزمان السحيقه التي لاقرار ولاحدود لها ، وسيصبح بعد حين من الدهر نسيا منسيا ، لايذكره احد ولايبالي بموته احد ، بل ولايدري احد انه قد مات ، او انه كان حيا ومات .



وهذا الوضع الوجودي للانسان الفرد في الكون ، انما يدل دلالة واضحة قطعيه علي ان الانسان ليس مجرد جزء من آله محكمه منضبطه ، وليس قطعة في ماكينه، بل انه يدل علي ان الانسان الفرد قائم بذاته ، ومستقل استقلالا تاما عن كل شئ اخر سوي ذاته ، كما يدل هذا علي ان للانسان الفرد قدسيه مطلقه ، فهو ليس ورقه في شجره ، وليس عضو ، لاقيمة له في مجموعه او هيئه ، فطالما ان الكون لايفرح بقدوم الانسان ولايتاثر بغيابه ، فان هذا يدل علي ان للانسان الفرد وجودا عينيا محضا مستقلا بذاته ، غير مرتبط باي تنظيم دنيوي اخر .



وفي سبيل سعيه الدؤوب للخلاص من الموت ومن انه يسير لامحاله نحو حتفه ، ومن كونه يدرك ويعي حتمية الموت ، ومايجره عليه هذا الشعور المرعب المزعج من خوف يفسد عليه حياته ، فان الانسان الفرد قد لجا من حيث يشعر او لايشعر ، الي حيلة التغافل والتجاهل والتناسي للموت والتشاغل عنه ، فالانسان لاقبل له بمواجهة هذا الوحش المرعب المخيف اللذي يفسد عليه حياته ، حتي لو بمجرد التفكير ، لذلك فلا مفر من التهرب والتناسي عنه ، للخلاص من مواجهة خاسره حتما ، وهذا التناسي والتشاغل عن الحقيقه المره المحتومه ، يستعمله الانسان كوسيله للتخفيف من شدة وحدة ووطاة الموت وقسوته ، فالانسان يحاول جاهدا ان يندمج في الحياة ويستغرق فيها ويغرق نفسه فيها ، ويبحث عن التسالي في كل مكان وزمان ، ليس لانها تنفعه او تفيده بشئ ، لكن لانها تعد المهرب والمفر اللذي يلجا اليه هربا من هذا الرعب والقلق والتوتر والاضطراب اللذي يسببه له تفكيره المجرد بالموت .




ان حب الانسان للدنيا لاينبع ، اساسا ، من كون الحياة الدنيا جميله وممتعه وحلوه ، اذ ان الانسان تمر عليه لحظات تكون الدنيا قاسية عليه الي ابعد ابعد الحدود الممكنه ، لكنه يحب الدنيا ويتمسك بها ، ليس لانه يحبها ولانها حلوه ممتعه ، لا ، ولكن لانه يكره الموت ورعبه وخوفه وشراسته وقسوته .



واكثر مايرعب الانسان من الموت ويدفعه الي التمسك بالحياة ، هو انه يدرك انه لاقبل له في مواجهة الموت ، فالموت قوه هائله رهيبه عنيف لاتبالي ولاترحم ويستحيل قهرها ، لذلك فان الموت خارج تماما عن سيطرة الانسان ، والمواجهة مع الموت محتومه ومحسومه لصالح الموت مقدما ودون ادني شك ، والانسان يواجه الموت وهو يحمل الياس الرهيب في اعماقه ، ولاامل يذكر في المواجهة مع الموت ، لذلك فان الانسان يخشي الموت ويهرب منه الي الحياة ، اذ ان من صميم طبيعة الانسان انه يكره ولايطيق مواجهة مالاقبل له ومالايخضع لسيطرته ومالايمكنه السيطره عليه .



والانسان اللذي يزعم كاذبا انه لايخاف الموت ، وينتقد ويزدري من يخاف الموت ، فان مرد ذلك عائد الي ان الموت اللذي يعرفه ليس موته هو بذاته ، انما هو موت الاخر ، فطالما ان الموت ليس موته هو ، فهو يشعر بالامان في اعماقه ، لكن ماان يقترب الموت من ذاته ، ويجره الي الوقوف علي بوابة الموت ، حتي يعرف شراسة الارتعاش والارتجاف والاضطراب والاهتزاز الاعنف في الكون ، عندها سيعرف ان كان الموت يستحق الخوف منه ام لا .



وعندما يقول الانسان انه لايخاف الموت لنفسه ، ولايضيق بموت من يهمهم امره ، فانه يكذب ، اذ انه يحاول ان يجمل ويخدع نفسه لكي يهرب من مواجهة قسوة الموت ومرارة حتميته التي لامفرله منها، انه لايريد ولايطيق ان يعترف ان حتمية الموت تسبب له الاما لايطيقها ولاقبل له بمواجهتها او الاعتراف بها، فيلجا لوضع المكياج الزائف علي وجه الموت المحتوم سعيا لاشعوريا لتخفيف وطاته المره علي نفسه ، انه يجمل الموت حتي يهرب من الاعتراف بقسوته ومن شدة وطاته علي نفسه ، اذ ان ذات الانسان ، بطبعها ، تقشعر من الموت وتهابه ، وتسعي للتمسك باهداب الحياة ماوسعها التمسك ، وتحاول ان تنهل من نبع الوجود والبقاء علي قيد الحياة ، مااستطاعت الي ذلك سبيلا .




ان محل الموت ليس مايسمي ب " الانسانيه " فلاوجود ابدا لشئ اسمه " الانسانيه " ، فهي فكره عقليه مجرده ، وليست وجودا عينيا متحققا محضا ، ولذلك فلاموت للانسانيه ، فالانسانيه ليست كائنا حيا حتي يموت ، حيث انها ليست " ذاتا " انما محل الموت هو الانسان الفرد ، الانسان باعتباره " ذاتا " .فاللذي يموت هو الانسان الفرد بذاته وليس الانسانيه .



والانسان يخاف من امور عديده ولاسباب كثيره ، واشكال الخوف هذه التي لدي الانسان لها تاثير ذا طابع معين ومحدود ، الا ان الخوف من الموت يختلف عن بقية اسباب الخوف الاخري لدي الانسان ، فاسباب الخوف العاديه لدي الانسان متعلقه باسباب ماديه عاديه ومؤقته ، وتتعلق بموضوع معين ، او ربما تتعلق بجانب من جوانب الحياة المختلفه ، لكن الخوف من الموت بما يسببه من ذعر ورعب وخوف وقشعريره ، انما هو قلق علي حياة الانسان الفرد ككل ، وليس قلق علي جانب اوجزء محدود ومعين من حياته ، فالموت سيلتهم حياة الانسان باكملها ويقضي علي رغبته الغريزيه الطبيعيه وتعلقه بالوجود ، ولن يقتصر الموت علي جانب واحد من حياة الانسان ، والانسان متعلق بالدنيا والبقاء الي ابعد حد ، لاشعوريا ، وان قال بلسانه انه لايريد الدنيا ويريد الموت فهو كلام بلسان ليس اكثر ، اذ انك تجد صاحب هذا القول يسعي الي الدنيا بكل قوه ، وان كرهها ، فاذا كان الخوف العادي يعني ان جزءا من حياة الانسان في خطر ، فان الموت هو تهديد للحياة والوجود الانساني الفردي ككل ، كما ان الموت هو تدمير للامكانيات باكملها للانسان الفرد .



فالمشاكل والاسباب العاديه التي تسبب الخوف والرعب والقلق للانسان يمكن التغلب عليها بطريقة او باخري ، او علي الاقل هناك امل اوحتي وهم بانها سوف تنحل وتنتهي ، الا ان الخلاص من الموت والنجاة منه امر لامفر منه ولاخلاص ، ولاوجود لذرة امل للخلاص منه ، بل ولاحتي يمكن للانسان ان يتخيل او يتوهم خلاصه من الموت ، ولايمكن للخلاص من الموت ان يكون خرافه ابدا ابدا مهما اردناه ان يكون خرافة ، فالموت هو حقيقة الحقيقه ، ووراء الموت تكمن الحياة وتختبئ ، فالموت هو الطريق الحقيقي للحياة الخالده .



ان من الممكن ان نحول كل شئ الي خرافه وخيال ووهم ، عدا الموت .


ان الموت يمثل تهديدا لاصل الانسان الفرد ، وهو الخلود والبقاء الابدي ، ان الموت هو خوف ورعب يشمل حياة الانسان الفرد ككل ، انه الوحش المفترس اللذي لايرحم واللذي لامفر ولامهرب منه ، وهو يتربض بنا منتظرا ايانا في نهاية الطريق .



والموت يسبب الاما عميقه موجعه للانسان في اعماق نفسه ، فكم هو مؤلم ، عندما تري نفسك تقف مجبوره مقهوره علي بوابة الموت القاسي ، كم هوموجع ومؤلم ان تدرك ان هذا التعلق الفطري الغريزي في الدنيا ستفارقه حتما ومجبرا ، كم هو مؤلم ان تدرك ان من تحبهم ويعزون عليك وتعز عليهم ستفارقهم ويفارقونك ، وان هذا اللذي ملكناه وتملكناه ، وهذه الملذات واللذات والطيبات ، وان هذا اللذي نلناه بعد جهد وتعب وركض وهذا اللذي حققناه وسعينا له ماوسعنا السعي ، عندما تدرك ان روعة الحياة وجمالها وحلاوتها ولذتها ولحظات المتعه فيها ، الدنيا التي تعلقت بها وتعرفت عليها وتعرفت عليك ، ان كل هذا وغيره وغيره ستفارقه ستفارقه حتما ، ولامفر من ذلك ولامهرب ولامناص عنه ولامنه ، وعندما تدرك ان الموت سياخذك منه وسياخذه منك ، فان هذا يسبب الاما مريره للنفس ويجعل النفس تنزف الدم المرير الحار الساخن مفجوعة نفسها بنفسها وبوجودها وبمن احبها واحبته ، ويجعل النفس تعاني الاما قاتمه سوداء وشقاءا لايضاهيه شقاء ، ويجعل الظلام ينصب خيامه من حولك ويوقد الشموع ذات اللهب الاسود الكئيب من حولك وتسمع دقات الساعه تدق وتعزف لحنا جنائزيا عنوانه الرعب والالم والكابه والحزن والضيق ، لحن لونه اسود وطعمه مقرف مؤلم وصوته صوت حفيف الرياح وحشرجات الموتي ونعيق الغربان والبوم ، معلنة اقتراب لحظة الموت الشنيع المرعبه المخيفه ، وتتعالي اصوات اللحن الجنائزي الكئيب اللذي يطغي علي كل صوت يسمعه من يقف علي بوابة الموت التي تفجر براكين الحزن والالم والعذاب الذي لاخلاص منه ، وتعالي اللحن الجنائزي يعني اقتراب خمود الانفاس من السكون والسكوت التام ، في طريقها وسيرها نحو الموت المحتوم ، معلنة سكوت الانفاس وموت الحركه وانعدام واعدام الوعي والادراك ، ليسكت معه كل مافي الكون ، ففي سكوت انفاس الميت يسكت كل صوت وكل همس وكل حركه ، ليعم الصمت المرعب اركان الكون ، في طريقه الي صمت القبور وظلامها الاسود القاتم المرعب .


انه الموت .
انه الموت .

وقد حل بالانسان الفرد ، الموت قد جاءك ، ليسكت انفاسك ، وليسكت معها كل شئ .


بس يصير لي خلق ، راح اكمل موضوع الموت ، فللحديث بقيه ، ان شاء الله .





اللبن الجامد جدا جدا





 

0utsider

عضو بلاتيني








هذا اللذي يسمونه : المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت

"" الجزء الثالث ""


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-






الظاهر ان نفسيتي مفتوحه تماما علي سوالف الموت والمقابر ، وهذا حقيقي فانا لااشعر بالحماس ومايصير لي خلق الا لما اسمع هالسوالف واتكلم عنها .والا موعوايدي اكتب موضوعات طويله وراء بعض بالطريقه هذي ، بس شسوي حبي الاول والاخير الانسان وسوالفه .





ان الانسان لايشبع من الحياة ولايكتفي منها ، وحتمية الموت وكونه المصير المحتوم ، يجعل الانسان يشعر بانه لم يشبع من الحياة الدنيا ومن لذاتها ومطايبها وشهواتها ، ذلك ان الانسان لو انه عاش طيلة حياته بين الملذات والشهوات ، فان وقوفه امام بوابة الموت ، يجعله يجوع جوعا عنيفا شديدا للدنيا وملذاتها وكأنه لم يتذوق طعم الدنيا ولاجرب لذاتها ولو لمره واحده ، فلحظة الموت تجعل الانسان ينسي طعم الحياة وملذاتها وعشرات العقود التي سبق ان عاشها بين الشهوات والملذات والطيبات .




ليس هناك انسان يريد ان يفارق الدنيا ، لكنه مجبور لفراقها ، ويجب ان يكون مجبرا علي فراقها ، لانه ان لم يكن مجبرا لفراقها ، فان احدا من بني الانسان يريد ان يفارقها مختارا ، فقسوة الموت ولحظته الشنيعه اقسي من مرارة الحياة وقسوتها وتعاستها .



ومهما عاش الانسان من عقود في الدنيا فانه لايشعر بها ولايشبع منها ، ولكنه يشعر بفقدانها وباقترابه من الموت ، فاكبر ايجابي في الكون هو الموت ، لانه الاقدر علي الاطلاق عن التعبير عن نفسه وفرض وجوده .




ان حتمية الموت تجعل الانسان يشعر وكان المده التي قضاها في الدنيا ، بالغا مابلغت مدتها وطولها فانها مده لاتعدو الا ان تكون محدوده لاتتجاوز الثواني المعدوده ، وكأن الموت يأكل كل مااكلناه ، بل ان الموت ياكل الانسان اللذي اكل الطعام وشرب الشراب وتلذذ بالملذات واستمتع بالشهوات ، فالموت ياكل اللذي كان ياكل ويشرب ، ويقتل ويفني كل ماحصلنا عليه ، ويجعل الانسان يشعر بالتوق والشوق اللامحدودين للحياة ويجعل الانسان لايشبع ابدا ابدا من هذه الحياة .




وكلما اقترب الموت من الانسان كلما ازداد وتضاعف حبه وتمسكه بالحياة ، الا ان النهايه انه سيخرج من هذه الحياة التي يريدها ويتوق اليها ويغادرها الي الموت اللذي لايريده ولايشتهيه .



الانسان هو الكائن الوحيد اللذي يعرف انه سيموت ، الا ان معرفته هذه لاتقدم له شيئا ولاتنفعه بازاء الموت ولاتمنعه عنه .



ويشعر الانسان بالتعاسه الي اقصي مداها وابعد حدودها ، عندما يدري انه سيحرم من الحياة التي يريدها ويتوق اليها ، وانه يبتعد مرغما عن الحياة الدنيا اللذيذه الشهيه المغريه ، والانسان منجذب بمنتهي القوه والعنف الي الموت اللذي لايريده الانسان ويهرب منه ، يركض الانسان نحو الحياة ماوسعه الركض فلايصل اليها ولايحصل عليها ، بل انها هي التي تهرب منه ، ويهرب من الموت ماوسعه الهرب ، الا ان الموت يلحق به ويضمه اليه ويسكت انفاسه الي يوم الدين .



مفارقه انسانيه كونيه غريبه عجيبه ، يركض الانسان ويسعي نحو الدنيا ، التي تقابل سعيه وركضه نحوها بالرفض والهرب والنبذ ، ويهرب الانسان ماوسعه الهرب من الموت ، اللذي يضمه اليه ويرحب به ويقبل عليه .



يركض الانسان ، نحو مايهرب عنه ، وهي الدنيا ، وينبذ ويهرب الانسان ، مما هو قادم اليه ، ويحتضنه ، وهو الموت !!!!!.



وهذه من اعجب الامور المتعلقه بالانسان ، فعلا .



وكأن الانسان مربوط ومشدود بحبل مطاطي الي الموت ، فهو مهما انسحب مبتعدا بعيدا عن الموت ، ومهما طالت به السنين ، فان هذا الحبل المربوط بواسطته الي الموت يعيده الي الموت ان عاجلا ام اجلا .



وليس هناك من سبب اومبرر لخوف الانسان من الموت بحيث يكون لنا القدره علي التعامل مع السبب المؤدي الي الموت ، لذلك فان خوف الانسان من الموت هو خوف حقيقي ، فالسبب اللذي يؤدي الي الموت لايمكن القضاء عليه او التعامل معه بحال من الاحوال ابدا ، لان سبب الموت الحقيقي ليس هو السبب او الحادث الخارجي او المرض اللذي يؤدي الي الموت ، انما سبب الموت هو ان الحياة نفسها تتضمن الموت في طبيعتها وعمقها ، فسبب الموت هو ان الحياة ، نفسها ، بطبعها ، قابله للموت ، ذلك ان الخوف من الموت هو مرض (( ميتافيزيقي )) ان صح التعبير ، لان الموت هو تجسيد هائل لمعني ماساة التناهي للذات الانسانيه الفرديه امام الكون اللامتناهي ، وهذه الماساة العنيفه تاتي مرافقة للانسان منذ ولادته ، فالانسان يموت ، لالسبب ، ولكن لانه ولد وجاء الي هذا العالم ، فسبب الموت هو الوجودنفسه ، والانسان يوجد ويولد ويلد ويوجد معه حتمية موته ، اذ لو لم يكن الانسان موجودا فما الداعي الي موته اصلا ، اذ لايمكن ان نتصور موت العدم اوموت ماهو غير موجود اوموت مالم يوجد بعد .




ان الحياة تتضمن بطبيعتها الموت ، فالحياة تموت لانها ، اصلا ، قابله للموت ، وهذا يعني ان الاعتقاد السائد ان الانسان اللذي مات فانه قد مات لانه تعرض للسبب المباشراللذي تعرض له وادي الي موته ، ويعتقد الناس خطا ، ان الانسان اللذي سيموت ولم يمت بعد فانه سيموت لانه سيتعرض لسبب سيودي الي موته ،ويعتقدون خطا ، ان الحوادث والسقوط من الاعلي ، والانتحار ، والقتل والامراض بمختلف انواعها ، والاصابات القاتله بانواعها هي التي تسبب الموت ، وماالي ذلك من اسباب الموت المختلفه ، والجواب الصحيح هو انه ليس هذه الاسباب هي التي ادت الي الموت ، بل ان سبب الموت هو ان الانسان يولد ويعيش لكي يموت ، ولكي يمر بتجربة الموت تجربة محسوسوه ملموسه معاشه معايشة فعليه حقيقيه ، فلابد للانسان ان " يلامس " الموت ويعيشه ، ولابد للموت ان يقابل الانسان ويلامسه ، ويلتقي به .




فحتمية الموت هي التي تؤدي الي انتاج وايجاد الاسباب التي تؤدي الي الموت ، وليس الاسباب المباشره العينيه ، هي التي ادت الي الموت ، اذ لو ان الموت لم يكن حتميا ، فان اسبابه لم تكن لتتواجد اصلا .



ان الخوف والقلق من الموت ليس كمثل القلق الطبيعي اللذي يتركز حول موضوع معين ، فالقلق العادي يمكن تشخيصه وتحديداعراضه ، الا ان القلق من الموت هو قلق ميتافيزيقي ، لانعرف له موضوعا ولاباعثا يمكن تحديده علي وجه الدقه ، فالقلق العادي يثار اذا كنا بصدد امر ما لابد من القيام به وعمله وادائه ، الا ان قلق الموت سببه الموت ذاته وليس لانه ينبغي علينا ان نقوم بعمل ما ، فهو قلق علي المستقبل نفسه او بالاحري علي حدث مقبل حتما ، وليس للانسان اية سلطة عليه ، فاذا كان القلق العادي يمكن ان فعل مايجب فعله فيزول ، الا ان قلق الموت يتعلق بامر لايمكن ان نقوم بأي عمل ازائه ، وذلك لحتميته التي لاخلاص منها ولافكاك .




والانسان لديه اصرار لامناص منه ولامفر لدفن موتاه ، فهو الكائن الحي الوحيد اللذي يدفن موتاه ، ويقوم بتخزين جثثهم ، ويستحيل ان يكون هناك انسان يستطيع ان يتعايش مع مكان فيه جثه اوجثث لاناس موتي ، ولايستطيع الانسان السوي ان ينام في غرفه فيها بنفس الوقت جثة انسان ميت ، كذلك يصعب علي الانسان ان يقيم في المقبره وينام بين الاموات ، لان المقابر وجثث الموتي التي مر عليها زمن تثير في النفس ماتثيره من اشمئزاز وخوف ورعب وفزع وهلع وتوتر عنيف .



ويبلغ الخوف مبلغه في قلب الانسان ونفسه الي درجة الذعر والرعب والهلع من مجرد التفكير في الموت ، فالتفكير بالموت بحد ذاته يجعل الانسان يصاب بالهلع والخوف والذعر ، لذلك فان الانسان يلجا الي طرد كل فكره او خاطره تاتيه عن الموت ، ويسعي الانسان للخلاص من التفكير بالموت بدفن هذه الافكار باية وسيله ، اوطريقه او تجاهل اوتشاغل ، فكما ان الانسان يدفن موتاه ويتخلص من جثث الموتي باية وسيله ، كذلك فانه يتخلص من افكاره وتفكيره المجرد بالموت بكل طريقه ويدفن كل فكره تاتيه عن الموت بشتي الطرق والوسائل .




لقد تيقن الانسان يقينا لاجدل فيه ولايخترقه الشك ابدا ، الي انه لاعلاج ولاحل ولاخلاص ، باي حال من الاحوال ، لصور رئيسيه وظواهر من المعاناة المريره ، مثل الموت والشقاء والاغتراب الرهيب ومابعد الموت ، وسوء المصير الانساني الاسود اللذي سيؤول اليه كل انسان حتما ، ولما كان الانسان يضيق ضيقا شديدا بهذه الامور ، ولما كان الانسان يدرك انه لاقبل له ولالعقله بمواجهة هذه الظواهر وفهمها وادراك ماهيتها او ايجاد حل لها ، وانه لايمكن له ان يطيق هذه الصور الماساويه البشعه من صور الوجود الانساني وانه لايمكن له التعامل معها ، ولان هذه الامور تثير في النفس الاشمئزاز وتفسد عليه حياته وتنغصها ، فان الانسان قد توصل ، من حيث يدري او لايدري ، الي طريقه للتعامل معها ، اهتدي اليها بالتجربه العمليه الطويله والمتوارثه الي انه يجب عليه تجاهل هذه الامور والتسليم بحتميتها والتسليم باستحالة الخلاص والتخلص منها ، لكي ينعم بشئ من السعاده والراحه وقليلا من المتعه بعيدا عن التنقيص المرير اللذي قد تتسبب به هذه الصور القاسيه من المعاناة الحتميه ، والانسان عاجز كل العجزعن ان يفكر بالموت ، او ان ينظر في امره والاقتراب منه او معرفة كنهه ، كما هي استحالة ان ينظر الانسان الي الشمس ، ومن يعيش ينظر الي هذه الامور القاسيه فانه يعيش كمن يعيش حياته متوجها بانظاره الي الشمس ، وكم هي حياة قاسيه ان تعيش وعيونك مفتوحه الي اقصي حد في قرص الشمس ، فلابد ، اذا ، ان تشيح بوجهك عنها .




ولكي لايتهم الانسان بانه جبان وخواف ويخشي الموت ويهابه ، فانك تجد الكثير من بني الانسان يقولون انهم ، لايخافون الموت ولايهابونه ، واللذي يقول او يتصنع عدم خوفه من الموت انما هو يخاف من خوفه من الموت ولايستطيع ان يطيق هذا الامر ابدا ، والانسان يكذب حين يقول انه لايخاف الموت من اجل مداراة كبريائه وغروره وتجنبا لمعايرته بانه يخاف من الموت ، هو يقول ذلك بلسانه مجرد كلام لااكثر ولااقل ، لكن ياتري ماذا عن حقيقة اعماقه الداخليه الخفيه ، هل حقا هو بينه وبين نفسه لايخاف الموت ولايهابه ، انه يتحدث عن عدم خوفه من الموت ، لكنه لايشعر فعلا ، في قرارة اعماقه بانه لايخاف من الموت ، انه ان تحدث مهما تحدث وقال مهما قال واصر مهما اصر علي انه لايخاف الموت ، فانه يبقي في اعماقه يخاف الموت ويهابه وهي الحقيقه التي لايريد مواجهتها .




حتي المحتضرالمقبل علي الموت ، يخاف الموت بل ان المحتضر هو من يشعر بالموت وبعذابه وقسوته واقترابه منه ، وهو اللذي يشعر بوطاة الام الفراق التي يعانيها بكل مراره ، فرغم انه محتضر الا انه يخاف حتي مجرد التفكير بالموت .




والعذاب اللذي يعانيه الانسان المشرف علي الموت ، او اللذي يقف علي اعتاب بوابة الموت ، او المحتضر عذاب ليس كمثله عذاب ، فهو عذاب لايمكن وصفه باي وصف ، بل انه سيد كل انواع العذابات والالام ، فهو عذاب والم لايمكن التعامل معه او الخلاص منه باية طريقه كانت ، كما انه تجسيد كامل لمعاني الياس الانساني من الحياة واللذي يستحيل ان ان نتخيل مجرد تخيل امكانية الخلاص منه ، فالمحتضر يعاني الاما نفسيه لاتطاق لانه يواجه الموت اللذي لاقبل لاحد بمواجهته ، ولانه في مواجهه خاسره حتما وستنتهي لغير صالحه ابدا ، ولامجال فيها لاية فرصه او وهم للنجاح او النجاة او الاختيار .



فالاحتضار والاقبال علي الموت ، والوقوف علي بوابته اقسي من الموت نفسه بملايين المرات ، وهو اقسي عذاب يمكن للانسان ان يشعره ويتجرعه ، فالمحتضر قد عاش في هذه الدنيا سنوات طويله ، وحصلت بينه وبين الدنيا عشره طويله وربما طويله جدا ، وذاق حلاوة الروح وجرب متعتها ، وتلذذ بمطايب الدنيا وشهواتها ، وهاهو الان يقف علي عتبة بوابة الخروج منها ، وهو خروج لامفر له منه، وهذا الفراق المحتوم اللذي لايرده راد ولاتوقفه قوي امر يوجع نفس المحتضر ويجعل الاحزان تتوقد في قلبه ، وضيق الدنيا يستوطن صدره والام الكون قد تجمعت في اعماقه وتسري معه في كل قطرة دم من دمه ، وفي كل نفس من انفاسه المحتضره .











الحانوتي // اللبن الجامد​
 
أعلى