ما بين تأبين مغنية و تأبين صدام حسين
لدي سؤال
عندما قام بعض الأشخاص بتأبين مغنية، انتفضت جميع أجهزة الدولة لدعوى رفعها 4 محامين، وهو حق شرعي للمحامين وللدولة، الا ما لفت نظري اليوم في الصحف بأن أحد المؤبنين قال بأنه لم يوجد موقف واضح من الدولة ضد مغنية قبل التأبين!
والسؤال لم يتحرك أحدا عندما أبنت جريدة السياسة ورئيس تحريرها أحمد الجارالله وكتابه صدام حسين الذي انتهك حرمة الكويت واستهدف قيادتها وقتل الشهيد فهد الاحمد و شرد أهلها وقام بأكبر جريمة بيئية في التاريخ بحرق الآبار وتلويث مياه الخليج وزراعة الألغام.
اليوم وفي جريدة القبس طرح الاستاذ محمد مساعد الصالح وهو محامي طرحا مثيرا بأنه القانون لا يحاسب أيا كان على النيات ما لم تتحول الى فعل. واليكم نص المقالة
أخطاء مسلكية أم جرائم؟ 12/03/2008 عودت نفسي ألا اكتب عن قضية منظورة امام القضاء سواء من خلال تحقيقات النيابة او نظرها امام المحاكم احتراما لقناعات رجال القضاء، ففي قضية مأتم مغنية وحزب الله التي ينظرها امن الدولة او النيابة العامة، يلاحظ ان المادة 69 من قانون الاجراءات تنص على جواز الحبس الاحتياطي لمدة لا تزيد على ثلاثة اسابيع من تاريخ القبض على المتهم اذا رئي ان مصلحة التحقيق تستوجب حبس المتهم احتياطيا لمنعه من الهرب او من التأثير في سير التحقيق، وهذا يعني ان الحبس مشروط بالخشية من الهرب او من التأثير في سير التحقيق، ويحدث هذا في قضايا المخدرات او القتل على سبيل المثال، اما القضية التي يحقق فيها أمن الدولة او النيابة العامة، فإن اتهامهم هو المشاركة في حفل تأبين عماد مغنية، أو الانضمام الى حزب الله، وهذه ادعاءات قد تعتبر اخطاء مسلكية وليست جرائم، فالقانون لا يحاسب المتهم على مجرد التفكير اذا لم يخرج هذا الفكر الى حيز العمل او التآمر، هذا فضلا عن ان المشتبه فيهم اعضاء مجلس امة سابقون وعضو مجلس بلدي، واستاذ في الجامعة، ومرجع ديني معروف، وكل هؤلاء لا يمكن هروبهم، كما ان شرط التأثير في سير التحقيق غير وارد، لأن ما هو منسوب اليهم لا يخرج عن فكر لم يوضع موضع التنفيذ، وفي الكويت حاليا اخوان مسلمون، وسلفيون لهم ارتباطهم بالاحزاب الرئيسية في الخارج، كما ان في الدول الاوروبية الرأسمالية مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا هناك احزاب شيوعية لها فكر وعقيدة تخالف ما هو سائد في مجتمعهم وقوانينهم وتنص عليها دساتيرهم، وفي مرحلة الخمسينات من القرن الماضي كان في الكويت احزاب مثل حركة القوميين العرب والبعث والاخوان المسلمين وكلها غير مُجرمة، وآمل ألا تتطور الامور خشية اتساع الشرخ في النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي.. والله من وراء القصد.
• آخر العمود:
من حق المتظاهرين امام وزارة الداخلية ان يعبروا عن شعورهم سلميا، ولكن بعض الهتافات والشعارات صارت قديمة مثل: بالروح بالدم نفديك يا.... من الممكن استبدالها بالقانون وتطبيقه نفديك يا .... وشعار آخر (بالصوت نعطيك يا عدنان ولاري) وبدلا من شعار الموت لأميركا ممكن اضافة (ما عدا جنودها في الكويت)!
محمد مساعد الصالح
allah_balkher@hotmail.com
لدي سؤال
عندما قام بعض الأشخاص بتأبين مغنية، انتفضت جميع أجهزة الدولة لدعوى رفعها 4 محامين، وهو حق شرعي للمحامين وللدولة، الا ما لفت نظري اليوم في الصحف بأن أحد المؤبنين قال بأنه لم يوجد موقف واضح من الدولة ضد مغنية قبل التأبين!
والسؤال لم يتحرك أحدا عندما أبنت جريدة السياسة ورئيس تحريرها أحمد الجارالله وكتابه صدام حسين الذي انتهك حرمة الكويت واستهدف قيادتها وقتل الشهيد فهد الاحمد و شرد أهلها وقام بأكبر جريمة بيئية في التاريخ بحرق الآبار وتلويث مياه الخليج وزراعة الألغام.
- فأين هؤلاء المحامين الغيورين على الكويت من رفع قضايا على السياسة ورئيس تحريرها؟
- وأين مكتب الشهيد من هذه القضية؟
- و أين ذو شهداء الغزو لم يتظاهروا؟
- ولم لم نشهد أعلانا مدفوع الثمن في جريدة الوطن يدعو للتجمع في ساحة العلم و موقع باسم شهداء الوطن؟ فطبيعي أن يكون رد فعل ذوو 600 شهيد أكبر من شهيدين!
اليوم وفي جريدة القبس طرح الاستاذ محمد مساعد الصالح وهو محامي طرحا مثيرا بأنه القانون لا يحاسب أيا كان على النيات ما لم تتحول الى فعل. واليكم نص المقالة
أخطاء مسلكية أم جرائم؟ 12/03/2008 عودت نفسي ألا اكتب عن قضية منظورة امام القضاء سواء من خلال تحقيقات النيابة او نظرها امام المحاكم احتراما لقناعات رجال القضاء، ففي قضية مأتم مغنية وحزب الله التي ينظرها امن الدولة او النيابة العامة، يلاحظ ان المادة 69 من قانون الاجراءات تنص على جواز الحبس الاحتياطي لمدة لا تزيد على ثلاثة اسابيع من تاريخ القبض على المتهم اذا رئي ان مصلحة التحقيق تستوجب حبس المتهم احتياطيا لمنعه من الهرب او من التأثير في سير التحقيق، وهذا يعني ان الحبس مشروط بالخشية من الهرب او من التأثير في سير التحقيق، ويحدث هذا في قضايا المخدرات او القتل على سبيل المثال، اما القضية التي يحقق فيها أمن الدولة او النيابة العامة، فإن اتهامهم هو المشاركة في حفل تأبين عماد مغنية، أو الانضمام الى حزب الله، وهذه ادعاءات قد تعتبر اخطاء مسلكية وليست جرائم، فالقانون لا يحاسب المتهم على مجرد التفكير اذا لم يخرج هذا الفكر الى حيز العمل او التآمر، هذا فضلا عن ان المشتبه فيهم اعضاء مجلس امة سابقون وعضو مجلس بلدي، واستاذ في الجامعة، ومرجع ديني معروف، وكل هؤلاء لا يمكن هروبهم، كما ان شرط التأثير في سير التحقيق غير وارد، لأن ما هو منسوب اليهم لا يخرج عن فكر لم يوضع موضع التنفيذ، وفي الكويت حاليا اخوان مسلمون، وسلفيون لهم ارتباطهم بالاحزاب الرئيسية في الخارج، كما ان في الدول الاوروبية الرأسمالية مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا هناك احزاب شيوعية لها فكر وعقيدة تخالف ما هو سائد في مجتمعهم وقوانينهم وتنص عليها دساتيرهم، وفي مرحلة الخمسينات من القرن الماضي كان في الكويت احزاب مثل حركة القوميين العرب والبعث والاخوان المسلمين وكلها غير مُجرمة، وآمل ألا تتطور الامور خشية اتساع الشرخ في النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي.. والله من وراء القصد.
• آخر العمود:
من حق المتظاهرين امام وزارة الداخلية ان يعبروا عن شعورهم سلميا، ولكن بعض الهتافات والشعارات صارت قديمة مثل: بالروح بالدم نفديك يا.... من الممكن استبدالها بالقانون وتطبيقه نفديك يا .... وشعار آخر (بالصوت نعطيك يا عدنان ولاري) وبدلا من شعار الموت لأميركا ممكن اضافة (ما عدا جنودها في الكويت)!
محمد مساعد الصالح
allah_balkher@hotmail.com