عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل غدير حم أمر بدوحات فقممن ثم
قال: ((كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتَّى يردا علي الحوض)).
ثم قال: ((الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن))
ثم أخذ بيد علي فقال: ((من كنت مولاه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه
بعينيه، وسمعه بأذنيه، تفرد به النسائي من هذا الوجه. (ج/ص:5/229)
قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح.
انتهى .
الدلالة الثانية وهي لا تقل أهميّة عن الأولى ..
أن القران الكريم وعترة النبي صلى الله عليه واله وسلم لا انفصال بينهما الى يوم
القيامة بدليل قول النبي صلى الله عليه واله وسلم
" فإنهما لن يفترقا حتَّى يردا علي الحوض "
فهذه الدلالة تضع لنا منهجا مهما .. وهو أنه لا انفصال بين القران وعترة النبي نهائيا
ولا بأي شكل من الأشكال .. الى يوم الورود على الحوض .. فلا نستطيع أن نقول أن القران الكريم
انفصل عن عترة النبي في موضع معيّن , أو افترق عن عترة النبي بأمر محدد .. لا وكلا ..
الافتراق مستحيل الى يوم الورود على الحوض ..
وهنا يجب أن نعي أمرا مهما وهو .. ما معنى عدم الافتراق ؟
بل كيف التصقا معا حتى أنهما لا يفترقا ؟
للاجابة عن هذه الأسئلة يجب أن نرجع الى النصوص القرآنية الكريمة والنصوص النبوية
الشريفة ..
ان جميع المسلمين لديهم اعتقادا جازما بأن القران الكريم هو الحق ولا شي غيره ,
بل يعتقدون بما لا يدع مجالا للشك بأن الله تعالى هو الحق وقوله الحق ..
وهناك آيات كثيرة تدل على هذا المعنى .. ننتخب اثنتين لكي لا يطول بنا المقام
قال تعالى
ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ( 82 ) يونس
فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ( 32 ) يونس
فالحق هو منهاج الاسلام ..
وعندما نذهب للسنه النبوية الشريفة نرى أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد قال "
كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال ألا أخبركم بخياركم
قالوا بلى قال خياركم الموفون المطيبون ان الله يحب الخفي التقي قال ومر علي بن ابي طالب فقال
الحق مع ذا الحق مع ذا .
مجمع الزوائد للهيثمي الجزء السابع صفحة 237 , رجاله ثقات .
فالقرآن الكريم حق , والامام علي بن ابي طالب عليه السلام مع الحق .. وهنا يكون الجواب عن
الأسئلة المطروحه ان علة عدم افتراق القران الكريم عن عترة النبي صلى الله عليه واله وسلم
هي انهما اندمجا بالحق ولا ينفكا الا على الحوض حتى يتم الحساب .
فالقرآن الكريم حق يدعو الى حق , والعترة أهل البيت يدعون الى الحق .. فلن يفترقا أبدا
حتى يردا الحوض على النبي صلى الله عليه واله وسلم .
----
ان تكراري لهذا الحديث الشريف هو لكي يثبت في الأذهان ويكون حاضرا لان الدلالات
نأخذها منه , فيجب أن يكون موجودا بالاستدلال .. وهو من باب ان الذكرى تنفع المؤمنين .
تحياتي للجميع
:وردة: