(1) يمكن تحقيقه من دون تفعيل النظام الجماعي الإقليمي (مجلس التعاون الخليجي) ليتولى المحافظة على أمن الخليج. هذه المتغيرات أدت إلى التقارب في العلاقات بين الدولتين.
(2) العامل المتعلق بتشابه الأنظمة السياسية في البلدين وأثره في العلاقات السعودية-الكويتية. نقصد بتشابه النظام السياسي في كل من الدولتين مدى التجانس بين النظامين الذي يؤدي إلى حدوث التعاون بينهما. والمتابع لدراسة الأنظمة السياسية في الدولتين يجد أنهما تتشابهان بشكل كبير في تركيبتهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي بنائهما الثقافي والقيمي، وانطلاقاً من هذا التشابه، فهما تستندان في إضفاء الشرعية على سلطاتهما بتبني مناهج قد تكون متشابهة إلى حد كبير. حيث يتميزان بصفتين أساسيتين هما: النظام السياسي المحافظ والإتجاه الديني.
لا شك أن المملكة العربية السعودية والكويت منذ نشأتهما وهما مرتبطتان إرتباطاً وثيقاً بالقيم الدينية والحضارة الإسلامية، فالإسلام هو حجر الزاوية في بناء المجتمع والهيكل السياسي في الدولتين، وهو الأساس الأصلي للنظام الدستوري والنظام التشريعي بصورة عامة. ولقد نجحت الدولتان في التوفيق بين الدين والسياسية. أي أوجدت توازناً بين السلطة السياسية والمؤسسات الدينية، وهذا التوازن يتجلى في مفهوم الحكم وشرعية الدولة في الأنظمة السياسية لهما. بحيث أصبحت المؤسسات الدينية في حالة ترابط عضوي مع السلطة السياسية، وهذا الترابط العضوي تتم ممارسته في هياكل الدولة بشكل مستمر، إنطلاقاً من المبدأ الأساسي وهو أن الإسلام دين ودولة، وأنه لا يوجد فرق بين الجانب الروحاني والجانب الدنيوي من الحياة في المجتمع الإسلامي. ولذلك فالعلاقة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في الدولتين تتصف بخاصية التوازن بين هاتين السلطتين، حيث تقوم المؤسسة الدينية بدعم السلطة السياسية في نطاق المبادئ الإسلامية، ومن جهة أخرى تقوم السلطة السياسية بالتأكيد على تطبيق المبادئ الإسلامية في المجتمع. لذلك نجد أن الهيكل القيمي لمعظم السكان في دول المجلس هو هيكل متسق مع النظم السياسية، ولذلك اعتبرت السلطة السياسية أن التمسك بالقيم الإسلامية يمثل القاعدة الأساسية المضمونة لتأمين شرعية نفوذ السلطة السياسية. الأنظمة السياسية الحاكمة في الدولتين لم تكن جديدة على السلطة، بل هي امتداد لسلالات حاكمة في المنطقة منذ قرون. فالمتتبع لتاريخ هذه الأسر الحاكمة ليجد أن لها تاريخاً وراثياً طويلاً في السلطة، سواء على مستوى المدينة أو القرية أو حتى على مستوى الدولة.
(3) العامل الإقتصادي. اشتهرت الكويت منذ القدم بالتجارة، بل إن الدولة قامت أساساً على أسس تجارية. فالسعودية تلعب دوراً حيوياً من الناحية الإقتصادية بالنسبة للكويت من حيث امتلاكها سوقاً واسعة للصادرات الكويتية غير النفطية. وقد انعكس ذلك على طبيعة العلاقة الاقتصادية بين الدولتين. لذلك نجد أن نجاح مجلس التعاون الخليجي توقف عند تفعيل الاتفاقية الاقتصادية والتي ترى الكويت أنها كأهم أسس قيام المجلس. كذلك وقعت الدولتان في إطار مجلس التعاون الخليجي على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، فقد تميزت الفترة الممتدة من عام 1980 إلى الوقت الحالي بنمو ورواج حركة الواردات بين الدولتين بمعدلات شبه مستقرة.
كذلك يرتبط بالعامل الاقتصادي موضوع السياسة النفطية، فالبلدان عضوان في منظمتي الدول المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك) والدول العربية المنتجة والمصدرة للبترول (وأوابك)، وهذا يقتضي منهما التنسيق والتشاور. وبالرغم من الكثير من الاختلافات والأزمات داخل منظمة أوبك، إلا أنه منذ الثمانينات اتسمت سياسة البلدين النفطية بالتوافق الأمر الذي أدى إلى نوع من الاستقرار في الأسواق النفطية.
(4) العامل الخارجي وأثره في العلاقات السعودية-الكويتية.
نقصد بالعامل الخارجي في هذا السياق دراسة أثر الصراع بين القوى العظمى والإقليمية في دفع العلاقات السعودية-الكويتية إلى التقارب والتعاون. فمنطقة الخليج منطقة ذات أهمية استراتيجية واضحة بالنسبة لهذه القوى. فالتطورات التي شهدها النظام الدولي منذ الستينات كان لها آثارها في العلاقات السعودية-الكويتية من حيث أنها جعلت التنسيق بين الدولتين وبقية دول الخليج خياراً استراتيجياً، لإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية. إلا أن التغيرات الإقليمية التي ظهرت منذ الثورة الإيرانية إلى الوقت الراهن كانت لها إنعكاساتها على منطقة الخليج، حيث بدأت مرحلة جديدة من مراحل العلاقات بين الدولتين والتي وصلت إلى التنسيق الشديد، الأمر الذي أدى إلى حل الخلافات الحدودية بينهما، والاتجاه نحو عمل خليجي مشترك كان مفقوداً.
الدولة
الجيش النظامي
الكويت
السعودية
العراق
إيران
Source: The Military Balance in the Middle East 2000 (Cambridge. MIT Press, 2001 السكان
(بالمليون)
المساحة
(ألف كلم2(
عدد القوات
الكويت
1.914
17.82
8,000
20.346
1,960.582
171.000
22.946
437.072
432.500
70.330
1,648.184
350.000
الخاتمة:
كذلك تجسد الموقف السعودي المساند للكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها بأحلى صوره أثناء غزو العراق للكويت في أغسطس 1990. فقد رفضت المملكة العربية السعودية منذ البداية هذا الاحتلال، كما رفضت إحداث أي تغيير في حدود الكويت، بل لقد استقبلت المملكة شعباً وحكومة اللاجئين الكويتيين والهاربين من العدوان العراقي وقدمت لهم المساعدة اللامحدودة، وهيأت المملكة للتحالف الدولي الأرضية اللازمة والدعم اللوجستي والمشاركة الفاعلة في تحرير الكويت.